«إنها وضعية غير مستساغة بالمرة»! هي الخلاصة التي يخرج بها كل من قادته الظروف للصلاة بمسجد الشهداء التابع للنفوذ الترابي لمقاطعة الصخور السوداء، المتواجد بجانب مقبرة الشهداء ذائعة الصيت! فالمسجد بدون ماء، منذ مدة ليست بالقصيرة ، ولاتزال الوضعية على حالها، رغم النداءات التي وجهها العديد من سكان المنطقة ، من أبناء حي جمال وعزالدين والتيسير II، إضافة إلى المصلين الذين يؤدون الصلاة بهذا المسجد الذي يعرف حضورا قويا، خصوصا أثناء صلاة الجمعة، و صلاتي الظهر والعصر، عقب الصلاة على الجنازة، التي يرافقها ، في الغالب ، جمع غفير، حيث يبقى العديد من هؤلاء حائرا أمام غياب جرعة ماء! وتزداد الغرابة أكثر أثناء السؤال عن ماء للوضوء، إذ يضطر العديدون للاتجاه إلى المقهى الكائنة أمام المقبرة لطلب إناء، أويفضل البعض التيمّم في غياب الماء بأحد أشهر مساجد عمالة عين السبع الحي المحمدي! وللتذكير فقد سبق لبعض سكان المنطقة أن نقلوا مشكل المسجد مع الماء إلى المسؤول الأول عن الوزارة الوصية، بمناسبة تشييع جنازة إحدى الشخصيات الرسمية، ملتمسين التعجيل بحل هذا المشكل الذي يؤثر سلبا على المسجد الذي بناه المرحوم الكتاني سنة 1983، من خلال توفير الماء ، كما أُخبر رئيس مجلس المدينة محمد ساجد، من جهته ، في مناسبة مماثلة ، بوضعية المسجد «غير اللائقة» ، حيث تلقى المعنيون وعدا بالعمل على إيجاد حل لكافة المشاكل المطروحة ، لكن تتوالى الأيام والشهور لتظل الأمور على جمودها ، ويظل قاصدو «بيت الله»، يعانون من غياب الحد الأدنى من الاهتمام، والعناية والصيانة! هذا وقد حاول أحد المحسنين الإسهام في إيجاد حل لتجاوز هذه الوضعية الشاذة ، من خلال التكفل بكافة مصاريف حفر بئر ، «لكن السلطات المحلية بالمنطقة تدخلت لمنع الإقدام على هذه الخطوة، تحت مبررات غير مقنعة» يقول بعض السكان بمرارة. ورغم حضور رئيس مقاطعة الصخور السوداء لعين المكان، وبالضبط في شهر شعبان، ويوم فاتح رمضان، والذي وعد رفقة بعض الأشخاص من ممثلي أحد القطاعات الصناعية بالحي المحمدي بالعمل على منح رخصة حفر البئر، إضافة إلى القيام بإصلاحات أخرى ، تهم فرش الجامع وصباغته...وغيرها، ولحد كتابة هذه السطور لم تظهر أية بادرة أمل في الأفق ، لتخليص مسجد الشهداء من مختلف «النقائص» التي تؤثر على رسالته الطبيعية ، ذلك أنه بالإضافة إلى غياب الماء، يعاني ، من حين لآخر ، من انقطاع الكهرباء، والافتقاد لتجهيزات ضرورية، وذلك رغم مجهودات المؤذن الذي يقوم بكل ما في وسعيه ، إلى جانب تحركات/ اجتهادات بعض الأئمة، للتخفيف من وطأة هذا الإهمال غير المفهوم!