الشراكة الإستراتيجية بين المغرب وروسيا: حصيلة زيارة الملك محمد السادس لموسكو (2002-2012)، هو عنوان الندوة التي نظمتها جمعية الصداقة المغربية الروسية على مدى ثلاثة أيام بشراكة مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط اكدال. وتناولت عروض الندوة التي قدمها نخبة من الأكاديميين الروس والمغاربة العلاقات المغربية الروسية وحصيلة الشراكة الإستراتيجية بين البلدين. وتحدث رئيس الجلسة، طالع السعود الأطلسي عن اهمية موضوع الندوة ، في تناولها لمستقبل العلاقات المغربية الروسية، وتطلعات الشعبين للمزيد من توطيد ها وتعزيزها, مذكرا أن هذه العلاقات الهامة و الاستراتيجية تعود الى ثلاث قرون خلت عندما تبادل السلطان محمد بن عبد الله والإمبراطورة إكاترينا الثانية رسائل صداقة وود و حديث عن السلم والتعاون. وأشاد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط اكدال عبد الرحيم بن حادة، بالعمل الذي تقوم به جمعية الصداقة المغربية الروسية من أجل التعريف بالعلاقات المغربية السوفييتية من جهة ثم الروسية بعد سقوط جدار برلين من جهة أخرى ، وقدم العميد للحاضرين لمحة ورقة تكشف عن تاريخ كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط , مركزا حديثه عن مدرج الشريف الإدريسي لما لهذا المدرج من إحالة تاريخية هامة تعود الى فترة الاستعمار الفرنسي ومساهمة اليوطي في رسم معالم هذه البناية حفاظا على الثقافة المغربية من خلال الإشكال والدوائر، منتقلا للتأكيد على ان الكلية تسعى الى مزيد من فتح قنوات للتواصل مع مختلف الجمعيات المغربية لبلورة برامج تنموية مشتركة وهادفة. وفي كلمته رحب رئيس جمعية الصداقة المغربية الروسية، الدكتور عبد اللطيف البحراوي بالضيوف الروس، شاكرا تلبيتهم دعوة الجمعية لحضور هذه الندوة بمناسبة مرور عشر سنوات على زيارة جلالة الملك محمد السادس لفيدرالية روسيا سنة 2002، مذكرا ببعض فقرات الخطاب الملكي محمد السادس في مأدبة عشاء اقامها الرئيس فلادمير بوتين على شرف جلالته والوفد المرافق له, الشيء الذي توج باتفاقية للشراكة الإستراتيجية لتعزيز العلاقات بين البلدين. وقدم الكاتب العام لوزارة للخارجية المغربية ناصر بوريطا, جردا لحصيلة الاتفاقيات التي وقعت خلال الزيارة ، مشيرا الى موقف روسيا الفيدرالية الإيجابي من الصحراء المغربية. ونوه مندوب المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري، بالأعمال والأنشطة المتواصلة التي تقوم بها جمعية الصداقة المغربية الروسية ، وتحدث عن المشروع الذي تشتغل عليه المندوبية بتعاون مع الجمعية المذكورة ، ونخبة من الأساتذة المختصين في التاريخ الحديث، وفي العلاقات المغربية مع دول أخرى وخاصة روسيا ،الأمر الذي يتعلق بإنجاز كتاب هام حول الذاكرة المشتركة بين المغرب وروسيا . وتحدث ضيف المغرب نيكولاي دياكوف، وهو استاذ باحث ورئيس قسم تاريخ الشرق الأوسط بجامعة سان بيترسبورغ بروسيا، عن المغرب في الأدبيات والبحوث الروسية في الفترة المعاصرة،ما بين القرن 19 وبداية القرن 20. وتطرق عبد الرحيم العطاوي الباحث في العلاقات المغربية الروسية، إلى هذه العلاقات منذ السلطان محمد بن عبدالله والإمبراطورة يكاترينا الثانية، كما عرف بالكتابات الروسية حول المغرب، والزيارات المتكررة للسفن الروسية في تلك الحقبة التاريخية لموانئ المملكة المغربية، واهتمام المسؤولين الروس بموقع المغرب الجغرافي. واستمرت المداخلات في اليوم الثاني الذي صادف 18 أكتوبر 2012 بمدرج الشريف الإدريسي، حيث تحدث عضو» الدوما الروسي» ورئيس اللجنة البرلمانية للصداقة المغربية الروسية، فسيلي ليختشوف، وهو أستاذ في العلوم القانونية ونائب وزير العدل سابق بروسيا الفدرالية ، عن العلاقات الروسية المغربية الحديثة، وعن التطور الذي حصل في السنوات الأخيرة في مجالات مختلفة، وأشار إلى موقف روسيا الفيدرالية الإيجابي من القضية الوطنية. توالت باقي المداخلات كالتالي: « مجلس الأعمال المغربي الروسي ودوره في التعاون الإقتصادي بين البلدين» للأستاذ عبد الله اليعقوبي- الكاتب العام لمجلس الأعمال المغربي الروسي- مداخلة « ترويج المنتوجات الروسية الإتحادية» لرئيس جمعية *كادم* للمعارض الدائمة لمنتوجات روسيا الفيدرالية بالمغرب، ل الدكتور اموركانشافيلي- مداخلة د. سعيد موفتي، مدير البحث منسق مشروع الدراسات التنافسية الإقتصادية بالمعهد الملكي للدراسات الإستراتيجية بالرباط- مداخلة د. ايغور غيراسيموف، استاذ قسم تاريخ الشرق الأوسط بجامعة سان بيترسبورغ بروسيا- مداخلة ذ. طالع السعود الأطلسي، صحفي، عضو شرفي بالجمعية: «العلاقات المغربية الروسية... أسئلة تفرض نفسها.- مداخلة السيدة لودميلا الرباع، عن جمعية الجالية الروسية المقيمة بالمغرب.اضافة الى الندوة الفكرية، تم تنظيم دوري آني للشطرنج بالمعهد العلمي لأبي رقراق بمدينة سلا لفائدة الأطفال. وتنظيم مباراة ثقافية لفائدة طلبة الجامعة، حول معرفتهم عن العلاقات المغربية الروسية. وتوجت الإحتفالات بعرض موسيقي رائع بمسرح محمد الخامس بالرباط يوم 19 اكتوبر، احيته فرقة «يار» الروسية -السربية، قدمت خلاله اغاني شعبية للشعب الروسي، واغاني فرنسية وعربية للفنانة اللبنانية فيروز.