ينظم المركز الروسي للعلم والثقافة بالرباط إلى غاية يوم 13 من الشهر الجاري بعدد من مدن المملكة، المهرجان الدولي للغة الروسية الذي يشكل مناسبة للاحتفال بالعلاقات المتميزة بين البلدين وبالأجيال التي خلقت التواصل الحضاري المغربي الروسي. ويشتمل برنامج هذا المهرجان، الذي ينظم بتعاون مع الجمعية العالمية للغة الروسية والجمعية المغربية للغة الروسية وبمساهمة العديد من المختصين والمؤطرين من فدرالية روسيا، على مجموعة من الفقرات الفكرية والفنية ستتوج باللقاءات التي ستقام ابتداء من يوم غد بمدينة الجديدة، وذلك بعد محطتي فاس والرباط. وحول هذه التظاهرة، التي انطلقت فعالياتها يوم ثامن نونبر الجاري، قال مدير المركز الروسي للعلم والثقافة بالرباط السيد نيكولاي سوخوف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء مساء اليوم الخميس خلال حفل فني نظم بالمركب الثقافي - أكدال، إن تنظيم المهرجان العالمي للغة الروسية في مرحلته الإفريقية بالمغرب يعود إلى كونه أحد البلدان الإفريقية المتطورة، وتتواجد به جالية روسية مهمة وعدد كبير من الناطقين بالروسية. وأوضح أن وفدا روسيا رسميا يضم ممثلين عن معهدي اللغة الروسية بكل من موسكو وسان بيترسبورغ ورؤساء شعب اللغة الروسية ومدرسيها يشارك في هذه الاحتفالية ، مشيرا إلى أن أعضاء الوفد تبادلوا مع أساتذة اللغة الروسية في المغرب الخبرات والمعلومات حول آخر مستجدات تقنيات ومناهج تدريس هذه اللغة. وأضاف أن هذه اللقاءات كانت مفيدة جدا للجانبين، إذ أتاحت للجانب المغربي الاطلاععلى جديد أساليب تدريس اللغة الروسية، وللجانب الروسي الإحاطة بوضع اللغة الروسية في المغرب خصوصا وإفريقيا عموما، ثم تحديد السبل الكفيلة بتطوير تدريسها، مبرزا أهمية تدريس ودراسة اللغة الروسية في تعزيز علاقات التعاون بين البلدين، خاصة وأن المغرب أضحى من الوجهات السياحية المفضلة لدى الروس. من جهته لاحظ رئيس الوفد الروسي المشارك في هذه الاحتفالية ونائب رئيس الجمعية العالمية للغة الروسية السيد يوركوف إفنيني ، أن كل الذين تابعوا دراساتهم العليا بالاتحاد السوفيتي سابقا وفدرالية روسيا حاليا يحرصون على التكلم بالروسية، مسجلا أن عددا مهما من الأساتذة المغاربة والروس يدرسون هذه اللغة بعدد من المؤسسات الجامعية بالمملكة. وأضاف، في تصريح مماثل، أنه سيعمل، من خلال الجمعية العالمية للغة الروسية، على دعم خلق شعب للغة الروسية، وتوفير المناهج والمراجع الضرورية لذلك، مبرزا أن اختيار المغرب لاحتضان المهرجان الدولي للغة الروسية يندرج في هذا السياق. أما رئيس الجمعية المغربية لأساتذة اللغة الروسية، السيد عبد اللطيف منشد، فأشار في هذا الصدد إلى أن البعثة الروسية المشاركة في هذه التظاهرة، المنظمة بتنسيق مع بعض الجامعات المغربية التي تدرس بها اللغة الروسية، تتكون من أحد عشر أستاذا من مختلف التخصصات، ألقوا محاضرات تناولت مواضيع عدة من بينها "علاقة اللغة الروسية بعالم المال والأعمال" و"دور هذه اللغة في القطاعات المهنية" و"مشاكل تدريس اللغة الروسية". وأضاف السيد منشد، أنه تم بالمناسبة تنظيم مباراة في اللغة الروسية لاختبار مهارات ومعلومات الطلبة والأساتذة المغاربة في هذا المجال، مشيرا إلى أن الفائزين سيقومون برحلة إلى مدينة سان بيترسبورغ للمشاركة في النهائيات التي سيشارك فيها المتوجون من كل أرجاء العالم في أكتوبر2011. وأبرز أن الجمعية المغربية لأساتذة اللغة الروسية تعاقدت مع الجمعية العالمية الروسية على تنظيم دورات تكوينية لفائدة الأساتذة، وتداريب لصالح الطلبة الراغبين في ذلك، مع منحهم تسهيلات وتخفيضات في رسوم المشاركة في هذه الدورات. وذكر السيد منشد بأن الجمعية المغربية لأساتذة اللغة الروسية قدمت للوفد الروسي نظرة حول تدريس اللغة والأدب الروسي، ملاحظا أنه ورغم كونها تدرس منذ مدة طويلة إلا أنها لازالت لا تتوفر على وحدات خاصة بها، مما يفرض الاهتمام بهذه اللغة خاصة في ظل التطور الذي تشهده العلاقات بين المملكة المغربية وفدرالية روسيا. يشار إلى أن الحفل الفني الذي نظم مساء اليوم تضمن مجموعة من اللوحات الغنائية والراقصة في إطار مسابقة للغناء الروسي نظمها المشروفون على المهرجان، والتي سيقوم المتوجون فيها برحلة إلى مدينة سان بيترسبورغ للمشاركة في النهائيات التي ستقام في أكتوبر المقبل.