نبهت عدد من المواقع الالكترونية إلى «خطورة» طبيعة الغلاف خصصته الأسبوعية المغربية الناطقة بالفرنسية «ماروك إيبدو». وانتقد موقع «يابلادي»، طبيعة العنوان الرئيسي لموضوع الغلاف «الخطر الأسود»، وكذا عناوينه الفرعية حيث يشبه العدد الأخير من «لوبوان الفرنسية» إخراجا أساسا. فقد تضمن غلاف العدد الأخير من المجلة صورة لمواطن من إحدى دول جنوب الصحراء وعنوان رئيسي «الخوف الأسود» بالإضافة إلى عناوين فرعية: «الآلاف من المهاجرين السريين من دول جنوب الصحراء بالمغرب»، «يعيشون على التسول»، «يتعاطون الإتجار في المخدرات وممارسة الدعارة»، «عرضة للتمييز العنصري والكراهية»، يشكلون ثقلا إنسانيا وأمنيا على البلاد». وأشار ذات الموقع إلى أن المقاربة، التي اعتمدتها الإسبوعية المغربية لا تختلف عن التي تبنتها «لوبوان» الفرنسية في مقاربة قضايا تهم المسلمين في فرنسا، سواء من حيث الشكل أو المضمون. وعكس السائد من كون المغرب بلد مضياف، يقول الموقع، تتخذ الأسبوعية من المهاجرين من دول جنوب الصحراء مادة صحافية بامتياز، كما تتخذ الصحافة الفرنسية من الإسلام والنقاب مادة إعلامية لها. وهكذا يشير الموقع إلى ان «ماروك ايبدو» تقع في شباك الترويج لأشكال عنصرية ضد الافارقة من جنوب الصحراء كما تتبنى «تخويف» المغاربة منهم من خلال مقاربتها لمواضيع تهريب والإتجار في المخدرات والوضع غير القانوني لهؤلاء الافارقة وامتهان الفتيات منهم للدعارة. وخلص الموقع إلى انه في فرنسا يعاني المهاجرون من دول عربية من العنصرية ضد العرب وتفشي الخوف من الاسلام والمسلمين مشير إلى التخوف من أن تحول المغرب إلى بلد لايطمئن فيه الأفارقة من دول جنوب الصحراء وهم يعيشون بين أحضان المغاربة. هذا وقد أثار عنوان الغلاف «الخوف الأسود» نقاشا موسعا على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر». عنوان اعتبره كثيرون «مقرفا ومقززا» ينم عن عنصرية وحقد اتجاه هؤلاء المهاجرين. ووصف جمال براوي رئيس جمعية ضد العنصرية والكراهية في تصريح للموقع الإخباري «كود» عنوان الغلاف «الخوف الأسود» في العدد الأخير من أسبوعية ىمارك إيبدو» بال«عنصري». وذكر براوي بأن المغرب أصبح بلد استقبال للمهاجرين بعد ما كان بلدا مصدرا لهم، وعليه طالب براوي ب«تفادي الخطاب المزدوج»، نافيا أن يكون المهاجرون الأفارقة يمارسون الدعارة ويتاجرون في المخدرات وأوضح انهم يمتهنون مهنا بسيطة. في تعليقه على ذلك قال محمد السلهامي مدير نشر «ماروك إيبدو» للموقع الإخباري «كود» أن الغلاف «مزعج»، مؤكدا في الان ذاته «حسن نية المجلة». ونفى السلهامي ل«كود»، أن يكون المقال، الذي انجزه الصحفي نجيب عبد الحق، «عنصريا»، وقال أنه «على المحتجين أن يطلعوا على المقال الصحفي»، مضيفا «إننا قمنا بطرح القضية، وقلنا إنه على الدولة أن تجد حلا للمهاجرين وأن تمنحهم حقوقوقهم».