مع انشغال الولاياتالمتحدة والعالم بإعصار «ساندي» الذي اجتاح قبل ساعات البر الأمريكي في الساحل الشرقي وتحديدا مدينة نيويورك، كان إعصار آخر يجتاح مواقع التواصل الاجتماعي على أيدي مستخدمي «فيسبوك» و«تويتر»، حيث تسابقوا على تداول صور عن قوة الإعصار، وتبين أن بعضها غير صحيح. وقد نشرت صحيفة «الحياة» أول أمس عددا من تلك الصور الكاذبة وأكثرها تداولاً على «تويتر» و«فيسبوك»، بعد أن رصد موقع ماشابل الإلكتروني جزء كبيرا منها. فصورة الجندي المجهول انتشرت سريعا على مواقع التواصل الاجتماعي لجنود يقومون بحراسة النصب في مقبرة آرلنغتون الوطنية خلال الاعصار «ساندي». إلا أن الحقيقة مغايرة تماما لما سجلته الصورة، إذ أكد «فوج الحرس القديم» (وهو أقدم قوات مشاة في الخدمة في الجيش الأمريكي وتقوم بحراسة الرئيس أيضا)، أن هذه الصورة تم التقاطها في شتنبر الماضي. وقد عمد الفوج إلى نشر الصورة الحقيقية على صفحته الرسمية على «فيسبوك» وتم التقاطها خلال الساعات الأولى للإعصار. كذلك لم تكن الصورة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي على أنها أمواج إعصار «ساندي» وتكاد تبتلع تمثال الحرية الشهير على شواطئ نيويورك، حقيقية. بل تبين أنها مجرد ملصق للفيلم الشهير «بعد غد»، الذي يصور نهاية العالم إثر كارثة بيئية. إلى ذلك، لم تشاهد سحب تبتلع مبنى «إمباير ستايت» كما أظهرت بعض الصور على مواقع التواصل. لكن وعلى الرغم من أن الصورة التي تم تداولها صحيحة إلا أنها تعود إلى عام مضى ونشرتها «وول ستريت جورنال» في 2011 . أما صورة الغيوم وهي تهاجم تمثال الحرية فقد انتشرت على مواقع التواصل وتحتها التعليق التالي: «كما قلت.. أتمنى لو كنت هناك. كان يجب أن أكون صياد أعاصير»، إضافة إلى وصف للصورة يقول: «هذه صورة رائعة لنيويورك اليوم.. الطبيعة قوية جدا، مع ذلك رائعة جدا». إلا أنها نتيجة خيال ناشرها في استخدام برنامج «فوتوشوب»، حيث تجمع بين صورة لميناء نيويورك مع صورة لغيوم التقطها المصور مايك هولنغشيد في 2004 . وفي صورة أخرى انشرت تبدو الغيوم وكأنها تكاد تبتلع جسر جورج واشنطن لتدل على المستوى المخيف لإعصار «ساندي». ولعل الصورة مخيفة فعلا لكنها تعود إلى 2009 وموجودة على موقع «جتي لخزن الصور». وانتشرت هذه الصورة تحديدا على موقع «تويتر» لتبث المزيد من الرعب في نفوس الخائفين من الإعصار. إلا أنه على الجميع أن يهدئوا من روعهم، ذلك أن هذه الصور من هذا النوع تبرز كلما ضربت كارثة طبيعية الولاياتالمتحدة. وهذه الصورة تحديدا ظهرت أثناء «إعصار آيرين» في 2011، ونشرتها صحيفة «واشنطن بوست»، مشيرة إلى أنها صورة كاذبة. ولعل كل تلك الصور المفبركة التي تم تداولها عمدا أو عن جهل تنم عن إحساس لدى مستخدمي «تويتر» و«فيسبوك» بالتضامن وضرورة توصيف الخطر المحدق بسكان الساحل الشرقي للولايات المتحدة، لكن أحدا لا يشكك في خطورة الإعصار، وحجم الأضرار، إلا أن لبعض المنطق حسناته!