علمت الجريدة من مصادر مطلعة أن الشقيقة الثالثة للتوأم المتوفيتين بفاس، فارقت الحياة في ظروف غامضة، مساء الجمعة الماضي، ولم تسلم إلى أهلها قصد القيام بمراسيم الدفن إلا صبيحة أول أمس الاثنين، حيث أكد والدها في تصريح للجريدة أنه يجهل أسباب تأخير تسليمه رفات ابنته الثالثة لمدة ثلاثة أيام، مؤكداً أنه اضطر إلى سحبها من قسم الوفيات إلى مقابر مدينة فاس، بعد أن تعذر عليه حملها إلى منطقة بوعبان بنواحي تيسة، حيث يسكن هناك، وذلك لارتفاع كلفة سيارة الإسعاف التي طلبت مبلغ 2000 درهم للقيام بعملية النقل، مما اضطره إلى دفنها بجوار أختيها بمدينة فاس. وأكد بلغة حزينة والدموع تغالبه بأنه يأسف لدفن بناته بعيداً عن مسقط رأسه. واعتبر أنه «دفنهن غريبات، كما وُلدن غريبات، واجهن موتاً يحمل فيه المسؤولين المسؤولية الكاملة. «وأكد أن زوجته مازالت تعاني من أزمة صحية ونفسية خطيرة بعد فقدان بناتها وأثر فيها أن مسؤولي مستشفى الكركار رفضوا السماح لها بمرافقة بناتها إلى مدينة فاس، وأنهم نهروها بعنف وتركوها بدون فراش ولا غطاء لعدة ساعات حتى تمكن أهلها من إحضار بعض الأفرشة والأغطية لها قبل أن تُطرد في الغد بطريقة لا إنسانية، حيث تم رميها في الشارع لتُحمل عبر سيارة عادية إلى تيسة (حوالي 50 كلمترا عن مدينة فاس. )وأكد الوالد المكلوم أن بناته وُلدن في صحة جيدة وأن وزنهن عادي جداً، لكن ظروف نقلهن وعدم استقبالهن من طرف المستشفيات حالت دون تلقيهن ظروف العناية الصحية لاجتياز أزمة البداية. واستغرب الوالد تنكر جميع المصالح الطبية له ولأسرته وكيف رفضوا حتى تأمين سيارة نقل الأموات ليواري بناته الثرى قريباً من مقبرة العائلة، مشدداً على رفض الجميع استقباله أو الاستماع إليه ولشكاويه، خاصة وأنه مجرد عامل مياوم يعيش بما تيسر من عمله غير المنظم، بالإضافة إلى عدم استفادته من أية تغطية صحية أو اجتماعية، وطالب جميع الحقوقيين والهيئات المهتمة بالمرأة والطفولة مساندته في محنته وزوجته من أجل مقاضاة المسؤولين محلياً ووطنيا لإحقاق الحق وتبيان المسؤوليات في هذا الإهمال المؤدي إلى الموت، والتنكر للحق في الحياة وعدم تقديم المساعدة لثلاث فتيات في حالة خطر تأكد بموتهن بشكل جماعي في سابقة من نوعها. وكانت مأساة هذه العائلة انطلقت أياماً قبل العيد بعد أن وضعت سيدة ثلاث توائم بمستشفى تيسة في ظروف صحية جيدة، لكن عدم وجود وسائل طبية للاحتفاظ بالشقيقات دفعها إلى البحث عن مستشفى يوفر هذه الخدمة لتنضاف أزمة سيارة الإسعاف غير المجهزة لهذا الغرض لتفارقن الحياة تباعاً واحدة في الشارع والأخريين في مستشفيين متفرقين بفاس دون أن تتدخل مصالح وزارة الصحة رغم أن الجريدة كانت سباقة لنشر هذا الخبر قبل العيد، حيث كانت شقيقتان مازالتا على قيد الحياة. ورغم الاتصالات التي قام بها برلماني المنطقة عبد العزيز العبودي، فإن أي تدخل لم يُسجل من طرف المصالح المختصة، سواء على مستوى المركز أو محلياً مما أدى إلى نكبة الأسرة في أيام العيد دون تلقي ولو مواساة من طرف من يطلق عليهم قطاع «الملائكة. «!