خلصت توصيات المناظرة الوطنية للسينما، المنعقدة بالرباط على مدى ثلاثة أيام، إلى الإعلان عن أكثر من 100 توصية تهم مجالات: «الإنتاج الوطني والتكنولوجيات الحديثة وآفاق التطور التكنولوجي»، «البنيات التحتية والتوزيع والاستغلال والاستثمار»، «التقنيون والمهن الموازية»، «التكوين والتأهيل»، «السينما ووسائل الاتصال السمعي البصري وقضايا الترويج والتسويق»، «المهرجانات والإشعاع السينمائي وتشجيع الجمعيات والنوادي السينمائية»، «حقوق المؤلف والملكية الفكرية ومحاربة القرصنة»، «تقنين وتنظيم القطاع» ، و«ورشة الممثل». الورشات التسعة، التي صاغت هذه التوصيات حضرتها وتابعت أشغالها فعاليات تنتمي لكل من الغرفة الوطنية لمنتجي الإفلام، الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام، اتحاد المخرجين والكتاب المغاربة، والغرفة المغربية لموزعي الأفلام، الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب، الغرفة المغربية لأرباب القاعات السينمائية، والغرفة المغربية لتقنيي الأفلام، والنقابة الوطنية لتقنيي السينما والسمعي البصري، والجمعية المغربية لنقاد السينما وجمعية الدراسات والأبحاث السينمائية، إضافة إلى العديد من الوجوه الفنية والإعلامية.. وتناولت الورشات القضايا والإشكالات التي تدور في سياقها وتيرة الإنتاج والتوزيع والاستغلال، مع التفكير في السبل الكفيلة برفع الحواجز والعقبات التي تعيق النهوض بصناعة سينمائية حقيقية بالمغرب، بالاضافة إلى اقتراح مجموعة من العناصر لتحقيق استراتيجية وطنية مندمجة للنهوض والارتقاء بكل مكونات قطاع السينما المغربية واقتراح تدابير وإجراءات عملية تروم إرساء صناعة سينمائية حقيقية وكذا الخروج بتوصيات للنهوض بالمركز السينمائي المغربي. كما ركز المشاركون والمشاركات في أشغال الورشات إلى أن مضمون الكتيب الأبيض، يجب أن يشكل ركيزة ومنطلقا لما ينبغي تفعيله في السنوات المقبلة، حتى تصبح السينما الوطنية أكثر عطاء على مستوى الإنتاج وتنظيم المهرجانات التي يأمل الجميع في أن تصبح أكثر احترافية، ثم على مستوى تشييد المركبات والقاعات السينمائية وإعادة هيكلة بعض القاعات الأخرى بمساعدة الدولة. في هذا السياق نذكر بأهم ما تقدمت به أوراق الورشات التسع من توصيات أمام مصطفى الخلفي وزير الاتصال، نور الدين الصايل، مدير المركز السينمائي المغربي، وعبد الله ساعف، رئيس اللجنة العلمية لصياغة الكتاب الأبيض حول السينما، حيث أكدوا على ضرورة: اعتبار القاعات السينمائية تراث وطني، وبالتالي يجب الحفاظ عليها، تحديد المعايير التي يجب أن تتحكم في تنظيم وتسيير المهرجانات، الزيادة في ميزانية المرصودة للمركز السينمائي المغربي، إعادة النظر في القيمة المالية المخصصة لعملية الدعاية للفيلم المغربي، إعادة النظر في التجهيز الرقمي للقاعات وتكوين العاملين بالمركز السينمائي المغربي، إعادة النظر في قانون الصناعة السينمائية الصادر سنة 2001، فرض صيغة الانتاج المشترك على القنوات التلفزية المغربية، العمل على إنتاج برامج تلفزية جديدة لها علاقة بالتعريف بالسينما المغربية، إشراك المهنيين في مهرجان مراكش مع تسهيل عملية التواصل مع نظرائهم بالخارج، ضرورة إنشاء قاعات ومركبات سينمائية جديدة، إصدار مدونة خاصة بالموزعين وأرباب القاعات، دعم تأهيل القاعات السينمائية ورقمنتها، تفعيل لجنة لمحاربة القرصنة، تشجيع الاستثمار في المجال السينمائي، إحداث وتنظيم قانون خاص بالتقنيين وفتح المجال لهم في شق التكوين المستمر، مع إحداث نظام للتقاعد لفائدتهم، ضرورة ربط مشروع التكوين بالسينما بالمغرب، حفظ الذاكرة السينمائية المغربية، دعم الدولة للكتب السينمائية، الحد من التسيب الذي تعرفه العديد من المعاهد الخاصة في مجال التكوين السينمائي، التأكيد على أهمية الاشتغال الذي تقوم به العديد من الجامعات المغربية عبر خلق شعب في مجال التكوين السينمائي، خلق صفحات سينمائية، عقد شراكة بين المهنيين في قطاع السينما وفيدرالية الناشرين بالمغرب، توفير مقر دائم للجامعة الوطنية للأندية السينمائية، دعم المهرجانات المنظمة بالخارج من أجل التعريف بالفيلم المغربي... وحتى وإن تأخر موعد انطلاق وقائع اختتام المناظرة الوطنية للسينما عن موعدها بحوالي ثلاثة ساعات بسبب تأخر وزير الاتصال في الوصول إلى الرباط بعد الرحلة التفقدية التي قادته إلى منطقة النقوش الصخرية المتواجدة بجبال الأطلس الكبير، وبالضبط قرب جبل طوبقال بمنطقة ايكو، وإلغاء فقرة توقيع مجموعة من اتقافيات الشراكة المقرر توقيعها على هامش المناظرة، ذلك بسبب تغيب كل من فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وسليم الشيخ مدير القناة الثانية، فقد سجلت فقرات المناظرة الوطنية لحظة اعتراف في حق مجموعة من المهنيين الذي قدموا للسينما المغربية، حيث تم تكريم كل من: فاطمة العلوي بلحسن (اشتغلت في مجال الديكور)، نعيمة البوعناني (اشتغلت في مجال المكياج والملابس والديكور)، حسن العاميري وصلاح العراسي (تقنيان اشتغلا في العديد من الاعمال السينمائية المغربية والأجنبية).