تراهن المناظرة الوطنية حول السينما بالمغرب المزمع تنظيمها ابتداء من اليوم الثلاثاء 16 أكتوبر وتستمر إلى غاية 18 منه، أن تشكل أرضية لصياغة كتاب أبيض يهم التوجهات الكبرى ومكونات السياسة العمومية للقطاع، ووقفة للتفكير على أساس إعطاء انطلاقة جديدة للصناعة السينمائية المغربية بمختلف مكوناتها ، وفق عمل تشاركي جماعي بين المهنيين. هذه المناظرة، التي تنعقد بعد مرور خمس سنوات((2007، على اللقاء الذي خصص لقضايا السينما والسمعي البصري، ستشكل وقفة تأملية للمسار واستكشاف معالم المستقبل، خصوصا أن التراكمات والنجاحات التي حققتها السينما المغربية، خلال العشر سنوات الأخيرة على الأقل، تتطلب مقاربة سؤال الاستمرارية، ومتطلبات تطوير هذا القطاع. وأكيد أن صيغة المناظرة، لن تكتفي بتبني قرارات إدارية فوقية، بل ستفتح المجال أمام التفكير و فتح النقاش والتشاور بين كل الفاعلين في مجال السينما، لاسيما وأن المغرب أضحى يتوفر على رصيد مهم من الأفلام والمشاريع والتشريعات القائمة، تعزز كل طموحات السينمائيين المغاربة، مما سيتيح هذه الفرصة لرصد الوسائل والآليات الكفيلة بالارتقاء بالفن السابع المغربي إلى ما هو أحسن. وإذا كان منتظرا، أن يتم تتويج المناظرة، خصوصا إذا ما توفرت شروط ملائمة تضمن مشاركة قوية لكل الفاعلين في السينما المغربية من مهنيين وهيئات سينمائية والمركز السينمائي المغربي والوزارة الوصية، بخلاصات هامة ستقدم للجنة العلمية التي تم تشكيلها مؤخرا لوضع كتاب أبيض حول السينما في المغرب، فإن مضمون الكتيب الأبيض سيشكل ركيزة ومنطلقا لما ينبغي تفعيله في السنوات المقبلة، حتى تصبح السينما الوطنية أكثر عطاء على مستوى الإنتاج وتنظيم المهرجانات التي يأمل الجميع في أن تصبح أكثر احترافية، ثم على مستوى تشييد المركبات والقاعات السينمائية وإعادة هيكلة بعض القاعات الأخرى بمساعدة الدولة. وينتظر أن تنكب المناظرة على إشكالية الترويج والإشعاع من خلال تسويق الفيلم المغربي في مختلف التظاهرات السينمائية الوطنية والدولية، ووضع آليات تشجيع الإبداع والانفتاح وصيانة التعددية وإبراز التنوع الجهوي والمجالي الجغرافي. وفي إطار المساهمة في توفير كافة الإمكانيات لإنجاح هذا الورش الحواري الاستراتيجي، فقد تم تشكيل لجنتين لهذا الورش الكبير، وهما اللجنة العلمية لصياغة الكتاب الأبيض والتي ستنقسم إلى لجان فرعية، ثم اللجن التنظيمية وتتكون من ممثلين عن الوزارة والمركز السينمائي المغربي وبعض الفعاليات ذات الصلة بمهن السينما. وتضم الفعاليات المشاركة كلا من الغرفة الوطنية لمنتجي الإفلام، والغرفة المغربية لمنتجي الأفلام، واتحاد المخرجين والكتاب المغاربة، والغرفة المغربية لموزعي الأفلام، والغرفة المغربية لأرباب القاعات السينمائية، والغرفة المغربية لتقنيي الأفلام، والنقابة الوطنية لتقنيي السينما والسمعي البصري، والجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب، والجمعية المغربية لنقاد السينما وجمعية الدراسات والأبحاث السينمائية وفعاليات وهيئات أخرى. ومن المنتظر أن تتوزع أشغال المناظرة الوطنية على ثماني ورشات، تشمل «الإنتاج والتكنولوجية الحديثة»، و«البنيات التحتية والتوزيع والاستغلال والاستثمار»، و«التقنيون والمهن الموازية» و«التكوين والتأهيل»، و«السينما والإعلام السمعي البصري وقضايا الترويج والتسويق»، و«المهرجانات والإشعاع السينمائي وتشجيع الجمعيات والنوادي السينمائية» و«حقوق المؤلف والملكية الفكرية ومحاربة القرصنة» و«تقنين وتنظيم القطاع».