تم يوم الثلاثاء 18 شتنبر افتتاح جناح خاص بفنون العالم الاسلام من طرف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولند ،ومثلت المغرب في هذا الافتتاح الاميرة للا مريم. هذا الجناح الذي أحدث بفضل مساهمات عدد من المانحين الفرنسيين ومن العالم العربي والإسلامي ومن بينهم ، على الخصوص جلالة الملك محمد السادس. حضر هذا الحفل الذي شهده اللوفر ،أحد أكبر وأعرق المتاحف الفرنسية وزيرة الثقافة الفرنسية، أوريليي فليبتي، والامير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود رئيس مؤسسة ورجل أعمال، والوزير الأول الكويتي الشيخ جابر مبارك آل حمد آل صباح ، ورئيس جمهورية أزربيدجان، إلهام علييف وممثلو بعض المانحين والمقاولات الفرنسية الذين ساهموا ماديا في تشييد هذا الفضاء الفني . وكان الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك قد قرر سنة 2003 إحداث هذا الفضاء الجديد بمتحف اللوفر ليحتضن تحفا ثمينة من الفنون الإسلامية، فيما وضع خلفه نيكولا ساركوزي سنة 2008 الحجر الأساس لبنائه . أهمية إحداث هذا الجناح تنبع من أهمية اللوفر بفرنسا الذي ليس مجرد متحف كما قال الرئيس الفرنسي في افتتاحه، بل هو مؤسسة. وسيعرض متحف اللوفر، في هذا الفضاء الجديد المخصص للحضارة العربية والاسلامية، أزيد من 3000 قطعة من بين ما يتوفر عليه من كنوز ومما هو مجلوب من متحف فنون الزخرفة بباريس (حوالي 18 ألف و500 تحفة في المجموع). وحسب رئيس متحف اللوفر هنري لوريت، فإن عددا من القطع المعروضة تعود الى عهد ملوك فرنسا بالإضافة الى ما منحه الخواص من مقتنياتهم. وأضاف أن الجناح المخصص للعالم العربي الاسلامي ليست فيه أية منافسة لمتحف العالم العربي بباريس، والذي يتوفر هو الآخر على متحف خاص بالحضارة العربية الاسلامية. هذا الجناح الذي أحدثته فرنسا للحضارة العربية الاسلامية، بمساعدة عدد من الدول العربية والاسلامية منها المغرب ،الهدف منه هو التقارب بين الحضارات وهو أيضا يرمز الى الاحتكاك والاهتمام الذي أبدته فرنسا بهذه المنطقة مند عدة قرون . لكن هذا الاهتمام وهذا الحوار الذي يعكسه أحد أكبر وأعرق المتاحف بالعالم تجاه الحضارة العربية الاسلامية يصادف أيضا حالة التوتر التي أحدثها نشر أحد المصريين المقيمين بالولايات المتحدة لفيلم مسيء للرسول وما نتج عنها من أحداث عنف قام بها متطرفو البلدان الاسلامية، وهي صورة تعكس رغبة الاغلبية في علاقة حوار واحترام متبادل بين الحضارتين وبين أقلية جد نشطة تجر الاغلبية في المنطقتين الى افتعال اصطدام للحضارات. الرئيس الفرنسي فرنسوا هولند لم تغب عنه تعقيدات هذه اللحظة في كلمته امام الحضور، خاصة أن وضع هذا الجناح تطلب إرادة سياسية خاصة بفرنسا لم يؤثر عليها التناوب منذ ان بدأت الفكرة مع جاك شيراك سنة 2003 ووضع حجرها الاساس نيكولا ساركوزي سنة 2008 لترى النور اليوم مع فرنسوا هولند. واضاف الرئيس الفرنسي ان الحضارات ليست كتلا تتجاهل بعضها البعض وتتصادم في ما بينها، بل هي تتطور من خلال اللقاء والحوار. الرئيس الفرنسي لم يفته أن يشكر كل من ساهم في هذا الانجاز وهو الجناح الثامن بمتحف اللوفر وشكر باسم فرنسا جلالة الملك محمد السادس، أمير الكويت، وسلطان سلطنة عمان ورئيس أزربيدجان والامير وليد بن طلال بالإضافة الى مساهمة مؤسسات عمومية وخاصة، وهو ما مكن من جمع 100مليون أورو وهي أكبر عملية ميسينا يحققها متحف اللوفر.