يستقبل المستشفى المدني بالقصر الكبير المآت من المرضى يوميا وعلى مدار الساعة، أغلب الحالات التي ترد عليه عبارة عن كسور وجروح وإغماءات وصعوبة في الولادة، جل زوار هذا المستشفى يجدون صعوبة كبيرة في التجاوب مع بعض من أدوا قسم أبقراط، حيث يظلون ساعات طوال يحملون جروحهم وأوجاعهم دون أن يجدوا من يهتم بهم. شهادات عديدة تؤكد توافد حالات عديدة حيث يظل المصاب رفقة ذويه يستنجد المساعدة، غير أن بعض الأطباء إن وجدوا لايهتمون بحالاتهم ، إذ أن الإهمال والتهرب من المسؤولية هو منطقهم السائد ، كما يصرح أحد الأشخاص ممن قاده حظه السيء إلى هذا المستشفى بعد أن أصيب في حادث ، حيث أكد أن لاأحد اهتم بوضعه الصحي ولا حتى بوجوده وأن هذا المستشفى يفتقد كليا إلى جميع اللوازم الطبية الضرورية أقلها الكراسي لنقل المرضى وأن أغلب الحالات ينقلون على أكتاف عائلاتهم، مع العلم أن في بعض الحالات الخطيرة تكون لطريقة حمل المريض على الأكتاف انعكاسات خطيرة على صحته كالكسور مثلا. أغلب المرضى ، كما يشهد الزوار، يضطرون إلى الإنتظار بحثا عن منقذ يخلصهم من آلامهم، ومنهم من يفترش بهو المستعجلات في انتظار قدوم الطبيب إن هو وجد خاصة بالليل. وقد وقفنا بحر هذا الأسبوع على حالة مريض يئن من شدة ما أصابه، فلما دخل مكتب الطبيب المداوم عومل بالتقصير و اللامبالاة إلى درجة حرر له وصفة دواء دون عناء الكشف عن مرضه وموضعه! مسألة أخرى ترهق ساكنة القصر الكبير والضواحي، يتعلق الأمر بالحالات المستعصية والحرجة حينما يتطلب الأمر نقل المريض إلى مستشفى آخر خارج المدينة ، حيث تجد أغلب الأسر صعوبات كبيرة في نقل مرضاها، إما لحالة العسر أو لعدم وجود سيارات الإسعاف!