هل هناك لجان قراءة لمشاريع الإنتاجات الفكاهية والدرامية بقنوات الشركة المغربية للإذاعة و التلفزة؟ عادة ما يثير موضوع مناقشة وتقويم أعمال لجنة قراءة مشاريع لسيناريوهات الإنتاجات الفكاهية والدرامية المقدمة لقنوات الشركة المغربية للإذاعة و التلفزة تبرما وريبة من لدن مسؤولين بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون سواء بإدارة القناة الأولى أو الثانية ، خاصة إذا بادر بالمناقشة صحفيون أو ممارسو النقد الفني والنقد التلفزي.. وعلى سبيل التذكير يمكن استحضار ميزانية الإنتاجات الفكاهية والدرامية الرمضانية على القناتين الأولى والثانية «دوزيم» لسنة 2012، والتي بلغت 7 مليارات و300 مليون سنتيم، حيث أن الميزانية التي كلفتها إنتاجات القناة الأولى عرفت تراجعا، إذ بلغت 36 مليون درهم مقابل 46 مليون درهم خلال السنة الماضية، في حين بلغت ميزانية الانتاجات الرمضانية التي تبثها القناة الثانية «دوزيم» ما مجموعه 37 مليون درهم. ويبدو أن الإحاطة الأولية بموضوع لجنة القراءة بالتلفزيون المغربي تواجهه جملة وضعيات وتأويلات سلبية، تضع الموضوع للنقاش تحت سقف جودة مطلوبة، حول مستوى اللجان المذكورة، وأهليتها وعلميتها، وكذا طرائق اختيار الأعمال والأسماء والتعيينات الواردة، مما يتعارض مع ما يشاع ويتناثر عن أخبار من إقرار اعتماد السيناريوهات المرشحة في فضاءات بعيدة عن الأماكن المخصصة لها، وسيادة نوع من الارتجالية.. وبالتالي يعاد السؤال حول صاحب القرار النافد و الجهة والمؤسسة النافدة بالتلفزيون المغربي.. إذا أضفنا لتلك المعطيات كون دفتر التحملات الجديد أعطى لمدير القطب العمومي صلاحية الاعتراض وفقا لقرار معلل، زاد الموضوع المذكور تعقيدا.. وبعيدا عن رؤية سلبية للموضوع، يمكن القول أن عملية متابعة وتقويم عمل لجنة القراءة بالتلفزيون المغربي تتطلب الإحاطة بجملة معطيات موضوعية وأخرى ذاتية. فمن جهة ينبغي وضع مستوى الفرجة السمعية البصرية المقدمة في سياقها الطبيعي، ذلك أن جهة البث التلفزي تراهن على متلق خاص، يتابع ضمنه المنتوج السمعي البصري على نطاق واسع، ومن فئات المجتمع البسيطة ثقافيا، وهذا أكبر عائق للعمل المقدم ولصاحبه إبداعيا وجماليا. وفي سياق استحضار معوقات موضوعية أخرى للجنة القراءة بالتلفزيون المغربي دائما، ينبغي ضرورة التوقف عند خصوصية الكتابة التلفزية، مقارنة بين الكتابة السمعية البصرية وأصناف كتابة إبداعية أخرى، من قبيل الفيلم السينمائي القصير، الفيلم السينمائي الطويل، الفيلم الوثائقي .. إلخ، سواء من زاوية الرؤية أو الحوار، أو التقطيع، أو الانسياب أو الزمن، طول المشاهد، التوازن ، مستوى الحركة، وغيرها .. وإذا استحضرنا أيضا مسألة الكلفة المالية، يمكن تلمس واقع المعوقات الإبداعية والمواجهات الممكنة في هذا السياق، علما أن التلفزيون المغربي أصبح حاليا لا يعتبر الدعم المالي عائقا أمام الإنتاج الجيد، فسنة 2012 لم تستوف إنتاج جميع الأعمال المبرمجة ضمن المخطط الإنتاجي للعام بالقناة الثانية مثلا، ولم تتعد 3 أعمال درامية من مجموع 12 .. كما حظيت سابقا بعض الأعمال الدرامية بدعم مالي وصل إلى حوالي مليون درهم. ومرة أخرى نتساءل، فحتى على فرض قبول سيناريو عمل تلفزي معين، بشروط الجودة المطلوبة، وبكلفة مالية، لا نقول خيالية وباهضة، وإنما بكلفة ضرورية لنجاح العمل، فهل ستقبل لجنة القراءة المفترضة مشروع السيناريو، وهنا يعاودنا السؤال: من يقرر نهائيا في مشاريع سيناريوهات الأعمال التلفزية الدرامية؟ هل لجنة القراءة أم القسم المالي بإدارة القناة؟ ونحن نسائل تجربة لجان القراءة بالقناة الأولى والقناة الثانية، ندعو الإدارة الوصية إلى اعتماد نظام مرن في اختيار عضوية اللجنة، وجعله مفتوحا وفق فترة زمنية محددة، محاربة لكل الانزلاقات المهنية الممكنة التي نسمع بها، خارج توجهات التلفزيون الجديدة. على أن تظل عضوية لجان القراءة خاضعة للتناوب من ضمن جملة فعاليات إعلامية ونقدية وفنية متخصصة، ضمانا للنزاهة المفترضة في سير طبيعي لأعمال يتابعها جميع فئات المجتمع المغربي، ونعول أن ترقى بالذوق العام الفني و الثقافي للمواطن. وبالعودة إلى حوالي 400 مشروع سيناريو مقدم خلال سنتين من السنوات السابقة، مثلا في قناة مغربية ، حيث تم قبول 10 % منها فقط ، يظهر حجم معاناة المبدعين و كتاب السيناريو ، وإمكانيات التلاعب الواردة، وضعف تشجيع حضور أقوى للإبداع الدرامي بالتلفزيون المغربي. وأخيرا .. هل هناك لجان قراءة لمشاريع الإنتاجات الفكاهية والدرامية بقنوات الشركة المغربية للإذاعة و التلفزة؟