هذا هو الجزء الثالث والأخير، من المادة التي كنا قد بدأناها منذ بداية الأسبوع، والتي كنا قد نقدم فيها لعشر روائيين من العالم، والذين يشكلون قائمة للكتاب الأكثر مقروئية وإثارة للجدل في العالم، ونقدم فيها تعريفا مختصرا، عبر القارات الخمس، نُعرف بأسمائهم ونضع صورهم ونعرف بنمط كتابتهم وبعض عناوينهم، ونحن في هذه المرة إذ نستكمل آخر الأسماء، فنعيد التذكير بأن طريقة التعارف الوحيدة الجائزة مع كاتب، هي قراءة الكتب مباشرة، بلُغتها (ما أمكن)، خصوصا أن الترجمة العربية لم تتوفر لمعظمها.. أنطونيو تابوكي Antonio Tabucchi ولد سنة 1943، وودعنا في مارس الماضي، وهو كاتب وأكاديمي إيطالي، حاضر في اللغة والآداب البرتغالية بجامعة سيينا بإيطاليا. أحب البرتغال عميق، نتيجة إعجابه بالكاتب البرتغالي فرناندو بيسوا، الذي ترجم كتبه إلى الايطالية، وتعلم منه اهتمامه بمواضيع الحنين إلى الماضي والخيال وتعدد الهويّة. وكان قد تعرف أنطونيو الأول على أعمال بيسوا كان في الستينيات، بالسوربون، وقد بلغ منه الإعجاب به حدّ دراسة اللغة البرتغالية خصّيصاً لأجل فهم أفضل لبيسوا. وقد تمت ترجمة كتب ومقالات تابوكي في 18 بلد، كما أنه ترجم أعمالاً كثيرة إلى الإيطالية. وألّف كتاباً من مقالات وكوميديات عن بيسوا. نال تابوكي الجائزة الفرنسية «Médicis étranger». وجائزة البريميو كامبيلّو. والأريستوين. سافر طويلاً خلال مرحلته الجامعية خصوصا، حول أوروبا متتبعاً آثار أدباء قرأ لهم في مكتبة عمه. ويروى أنه خلال أحد هذه الرحلات، وجد قصيدة «تاباكاريا» أو محلّ التبغ، ضمن كتب قديمة تباع بالقرب من غار دو ليون بباريس موقّعة ب»آلفارو دو كامبو»، واحدة من الهويّات التي كتب بها فرناندو بيسوا، وكانت القصيدة مترجمة إلى الفرنسية بواسطة بيير هوركاد، ومن هنا بدأ هواه الذي استمر عشرين سنة. زار لشبونة وازداد اهتمامه بالمدينة وبالبرتغال، وتخرّج في 1969 بعدما قدّم أطروحته «السوريالية في البرتغال»، وفي 1973 عُيّن مدرساً للغة والآداب البرتغالية في بولونا، وفي العام ذاته كتب روايته الأولى «ساحة إيطاليا». من أهم كتبه: «الوقت يشيخ سريعا»، و»سحر الإعلانات المشفرة»، و»أحلام الأحلام» و»ليلة الهندي». جويس كارول أوتس Joyce Carol Oates هي كاتبة أمريكية ولدت سنة 1938، وتقوم بتدريس الأدب في جامعة برينستون منذ عام 1978. منذ روايتها الأولى With Shuddering Fall عام 1964 حتى Kindred Passions عام 1987، قامت أوتس ببناء مجموعة من الروايات ذات طابع قوطي غامض وبقدرة عالية على التحليل الاجتماعي. وتشمل موضوعاتها المفضلة: قوى العقل الباطن والإغراء والعنف والاغتصاب على جانب، وتحليل المجتمع الأمريكي تحليلاً مستفيضاً ووحدة التحليل لديها هي الأسرة والفرد، وتستعين الكاتبة كثيراً بالحوار الداخلي وتستغرق في تفاصيل الشخصيات النفسية بمهارة بالغة، وقالت إنها تأثرت في كتابتها بهنري جيمس وهنري ديفيد ثورو، والمغني بوب ديلان والكاتب ويليام فوكنر صاحب رواية «وأنا أحتضر». وتعتبر أوتس من أصحاب الإنتاج الروائي الغزير، بعشرات الروايات والقصص القصيرة والكتب على امتداد أكثر من 35 عاماً من الكتابة رصدت خلالها الكثير من المجتمع الأمريكي بتحولاته. وقد حصلت على جوائز كثيرة منها: جائزة الكتاب الوطني عن رواية «هم»، وجائزة بن مالامود، وجائزة فيمينا عن رواية «الشلالات»، كما رُشحت لجائزة بولتزر عن ثلاثة أعمال . وهي واحدة من الكتاب القلائل في قائمتنا، الذين ترجم بعض كتبهم إلى العربية، فقد نقلت للكاتبة مجموعة قصصية بعنوان The Female of the Species بعنوان «الأنثى كنوع»، عن سلسلة الجوائز الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب وفي نفس السلسلة رواية The Falls «الشلالات». ماريو بارغاس يوسا Mario Vargas Llosa روائي وصحفي وسياسي بيروفي ، ولد سنة 1936، وقد حصل على جائزة نوبل في الأدب عام 2010، وذلك بسبب «صوره محددة المعالم للمقاومة والتمرد والهزيمة». كان بروزه في عالم الأدب بعد نشر روايته الأولى «المدينة والكلاب»، والتي نال عليها جوائز عديدة منها جائزة «ببليوتيكا بريفي» عام 1962 وجائزة «النقد» عام 1963. وقد ترجمت إلى أكثر من عشرين لغة أجنبية، وقد تتالت أعماله الروائية، وتعددت الجوائز التي حصل عليها، وكانت آخرها حصوله عام 1944، جائزة «ثيربانتس للآداب» التي تعد أهم جائزة للآداب الناطقة بالاسبانية. عرف بانقلاباته الفكرية والسياسية الهائلة، حتى انتهى به الأمر إلى أخذ مساحة من العمل السياسي والإيديولوجي في النهاية. ترجمت له كذلك العديد من الأعمال الروائية إلى اللغة العربية، بل لعله أكثر الأسماء في قائمتنا قد نُقل للعربية، عبر دار المدى، منها رواياته: «حفلة التيس»، و»امتداح الخالة»، و» من قتل بالومينو موليرو».. روايته «امتداح الخالة»، هي في الواقع امتداح لزوجة الأب، لتشكل نموذجا عن الكتابات الإيروتيكية التي اشتهر بها أيضا.