أعلن وزير الصناعة التقليدية عبد الصمد قيوح عن قرب البدء في مشروع لإنشاء مركب لتكوين الصناع التقليديين والحرفيين، سواء في صناعة الحلي أو الأواني الخزفية وتطوير هذه الأخيرة باستبدال الأفران التقليدية بأفران أخرى غازية للحفاظ على صحة وسلامة الصانع والساكنة والبيئة. الإعلان جاء في كلمة الوزير خلال حفل افتتاح فعاليات مهرجان تيميزار للفضة بمدينة تزنيت، المنظم خلال الفترة الممتدة من 25 إلى 28 غشت 2012 . وزير الصناعة التقليدية في معرض كلمته الافتتاحية عاب على بعض الجهات اعتبارها الصناعة التقليدية مجرد واجهة للتنشيط السياحي، وأوضح أن الصناعة التقليدية بتزنيت هي الوجه الحقيقي للصناعة بالمنطقة. وأشار إلى أن الصناع التقليديين يؤكدون أن هذه الصناعة التي تشتهر بها مدينة تزنيت هي خزان لامتصاص البطالة والتنشيط الاقتصادي والسياحي والاجتماعي بالإقليم، مشيرا إلى أن هذه السنة سجلت 90 متدرجا ومتدرجة في الصناعة التقليدية سيفتتحون محلاتهم قريبا وسيدخلون سوق الشغل. وأوضح أن هناك العديد من الإجراءات التي تقوم بها وزارته بشراكة مع غرفة الصناعة التقليدية والمجلس الإقليمي لمدينة تزنيت بخصوص تمويل القروض الوسطى، حيث خصصت ميزانية خاصة هذه السنة لغرفة الصناعة التقليدية، والتي سيستفيد منها هؤلاء الصناع وهي عبارة قروض تتراوح ما بين 50 ألف إلى 100 ألف درهم بدون فوائد مع تسهيلات في الأداء على سنوات لتشجيع الصناع الشباب. مدير المهرجان رئيس جمعية تيميزار، حاملة المشروع، من جهته أوضح أن المهرجان يحاول ترسيخ الرمزية والهوية الثقافية لمدينة تزنيت من خلال حفاظها على الهوية الحضارية التي تعكس الحمولة والمخزون الثقافي اللذين -يقول مدير المهرجان- اختزلهما الصانع التقليدي الحرفي في إبداعاته التي يجسدها من خلال منتوجه وتحفه الفنية العريقة التي كانت قاطرة للتنمية ولتأهيل الحرفيين من أجل مزيد من العطاء والإبداع للمساهمة في الحفاظ على الموروث الثقافي، وكذا المساهمة في التنمية الاقتصادية للمدينة. وفي ختام كلمته، أكد مدير المهرجان على طموحه في تطوير هذا المهرجان ليصبح أكثر احترافية، وليأخذ مكانه ضمن باقي المهرجانات الوطنية. وللإشارة، فالمهرجان رغم أنه حديث العهد، في سنته الثالثة، إلا أنه استطاع أن يحقق، بحلته الجديدة هذه السنة، تطورا وإشعاعا وتألقا كبيرا، نظرا لمستوى الإعداد والتنظيم والإدارة وكذا تنوع المشاركين فيه سواء بالنسبة للفنانين من ممثلين، مطربين وفرق غنائية شعبية وفلكلورية وفانتازيا، أو عارضين من صناع تقليديين وحرفيين، حيث شارك فيه عارضون من المغرب وفرنسا ونيجيريا. ومما ميز هذا المهرجان، هذه السنة، مشاركة نساء صانعات تقليديات متخصصات في صناعة الفضة والنقش عليها، بالإضافة إلى اقتصاره على استدعاء الفنانين والمنشطين المغاربة محليا ووطنيا، سواء من داخل أو خارج المغرب. وقد تجند لإنجاح هذا المهرجان كل من المجتمع المدني والمجلس الحضري والقطاعات والجهات الوصية والمعنية والسلطات المحلية المسؤولة. وقد بلغ عدد الجمهور الذين حضر لتتبع فقرات أول سهرات المهرجان -حسب تقديرات المتتبعين- حوالي 15000 شخص من كل الفئات العمرية من نساء ورجال.