يروج أمام أنظار المحكمة الابتدائية بخنيفرة ملف عدد 528/ 2012، والمتعلق بقضية شاب مهاجر متهم بإهانة قائد المقاطعة الحضرية الثانية بالمدينة، وبالتصدي له أثناء مزاولته لمهامه، ذلك عندما كان هذا المسؤول يحاول ردع بائع خضر متجول، ما أثار حفيظة الشاب المعني بالأمر الذي «تدخل بحسن نية»، حسب أسرته، مستعطفا القائد من باب إمكانية تلطيف أجواء الوضع، قبل أن يدخل الطرفان في سجال من التوتر لم يكن في الحسبان أن يرتقي بهما إلى مشادة كلامية اعتقل على إثرها الشاب المهاجر (ياسين أوربيعة)، حيث تم تحرير محضر في حقه على خلفية ما نسب إليه. وصلة بالموضوع، تم الاستماع للطرفين المعنيين، ثم للشهود الذين كانت غالبيتهم من الباعة المتجولين، قالت أسرة المعني بالأمر إن هؤلاء الشهود انحازوا، حسب رأيها، للقائد خوفا من الانتقام مقابل «قمع شهود ابنها»، بمن فيهم البائع الذي كان السبب في المشكل، ولا يزال المتهم خلف قضبان السجن المحلي بخنيفرة في انتظار مثوله للمرة الثانية أمام القضاء، يوم الخميس سادس شتنبر 2012، وقد «رفضت المحكمة الابتدائية ملتمس دفاعه من أجل تمتيعه بالسراح المؤقت»، على حد ما أكدته مصادر عائلية. أسرة الشاب المهاجر لم تتمكن من استيعاب ما وقع، ولا كيف تم الزج بابنها رهن الاعتقال في وقت كانت فيه بلادنا تخلد يوم المهاجر، حيث تم خلاله تنظيم حفل استقبال على شرف الجالية المغربية المقيمة بالخارج، ولم يفت الأسرة الكشف ل»الاتحاد الاشتراكي» عن عدة تدخلات ومساع حميدة قام بها بعض الأشخاص والفاعلين المحليين لاحتواء النازلة، غير أن القائد للأسف أصر على موقفه بقوة، وطالبت هذه الأسرة مختلف الجهات المسؤولة بالتدخل لانتشال ابنها من المتابعة التي وقع فيها أثناء عودته من ديار الغربة إلى دفء أرض الوطن لقضاء شهر رمضان الكريم بين ذويه، ولم يكن يدري أنه سيقضي عطلته في زاوية ما بأحد سجون هذا الوطن، لا لشيء إلا «أنه حاول التعبير عن رأي اجتماعي شأنه شأن شباب مغاربة انفتحوا على قيم وثقافة دول أخرى حول الحرية والكرامة»، تقول أسرته في شخص أحد أشقائه.