فارقت مواطنة من قرية أسجن البعيدة عن مدينة وزان بتسعة كيلومترات ، الحياة داخل سيارة إسعاف وهي في طريقها إلى المستشفى العسكري بمدينة الرباط التي تبعد عن وزان بأزيد من 170 كلم . فحسب المعلومات التي أدلى بها للجريدة قريب للضحية، فإن هذه الأخيرة وبعد أن دخلت في غيبوبة صباح يوم الإثنين 9 يوليوز بسبب الارتفاع الحاد للضغط الدموي الذي أصيبت به، بادر أفراد من أسرتها حوالي منتصف النهار بنقلها إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي أبو القاسم الزهراوي لتلقي الإسعافات الأولية ، لكن، يضيف هذا القريب مغرورق العين، بأن طبيبا بهذه المصلحة أشعرهم بضرورة نقل المريضة حالا إلى مستشفى آخر يتوفر على طبيب مختص، وعلى التجهيزات الأساسية. أفراد أسرة الهالكة الذين رافقوها ، دخلوا في صراع مع عقارب الساعة لعلهم ينقذونها من الموت، فاتجهت سيارة الإسعاف التي وضعتها رهن إشارتهم جماعة أسجن القروية، نحو المستشفى العسكري بمدينة الرباط. لكن وعلى مرمى حجر من المستشفى ستلفظ الضحية أنفاسها، وتستجيب لنداء ربها. قريب من المرحومة أفاد بأن الطبيب الذي استقبلها جثة هامدة بالمستشفي العسكري، استغرب كيف أن قسم المستعجلات بوزان أذن لأسرتها بحملها إلى هناك وهي في وضعية خطيرة، ولم تقدم لها الإسعافات الأولية في انتظار أن تستفيق وتوجه أنذاك إلى حيث العلاج متوفر! وأضاف هذا القريب بنبرة حزينة، بأن الطبيب المستقبل تعمقت دهشته حين علم بأن الضحية لم يرافقها أي طبيب أو ممرض مختص، وأن سيارة الإسعاف التي نقلتها غير مجهزة علما بأن وضعيتها الصحية كانت جد حرجة! يذكر بأن حالات من هذه المآسي تتكرر بشكل ملموس بالمستشفى الإقليمي بوزان، إذ أن هذه المؤسسة الصحية تعاني بشكل مهول من الخصاص في الأطر الطبية المختصة، والتجهيزات الأساسية، وأشياء أخرى لا يسمح المجال بالتعرض إليها الآن. و نشير إلى أن مصدرا كشف للجريدة بأن حاملا وجدت نفسها في الأسابيع الأخيرة مضطرة بأن تضع مولودها في سيارة للنقل العشوائي، وهي في طريقها إلى المستشفى الجهوي بتطوان بعد أن تعذر استقبالها بجناح الولادة بمستشفى وزان!