لم تكن الخصومة الكلامية والمشاداة الجسدية، التي كان بطلاها إطارين تابعين للمكتب الشريف للفوسفاط بآسفي، الطيب الدويش وعمر أبو زهير، قبل بداية أشغال الجمع العام العادي / الاستثنائي لفريق أولمبيك أسفي لكرة القدم حدثا طارئا أو عاديا، بل كانت مؤشرا قويا على عزم المؤسسة الصناعية القوية لعب الأدوار الطلائعية، وتحمل كامل مسؤولياتها في تسيير الفريق الأول لآسفي. تأكد ذلك بعد اختيار تفعيل البند الثامن من الاتفاقية الموقعة بين الطرفين، والتي تنص على حق «م ش ف» تولي رئاسة الفريق في حالة اختياره ذلك، ليصبح قانونيا عمر أبو زهير، رئيسا للفريق بعد أن كان يشغل أمينا للمال في المكتب السابق. وبالرجوع إلى تفاصيل هذا الجمع، فقد انطلق متأخرا بأكثر من ساعة عن موعده الرسمي، وذلك ليلة الاثنين الماضي في الساحة الرياضية للقاعة المغطاة، الموجودة بفضاء الكارتينغ البعيد نسبيا عن وسط المدينة، والذي شهد حضورا أمنيا مشددا طوق محيط الجمع. ويبقى أهم ما ميز هذا الجمع هو غياب رئيس المكتب المديري للفريق، أحمد غايبي، في سابقة هي الأولى من نوعها لسنوات عديدة. وبعد استقالة الرئيس السابق للفريق، خلدون الوزاني، قام بتسيير أطوار الجمع نائبه الثالث، أنور دبيرة، الذي أكد على قانونيته بالتأكيد على حضور 25 منخرطا من أصل 29 أدوا واجب انخراطهم وغياب 11 آخرين. وبعد ذلك تلا الغزواني عبد الرحيم التقرير الأدبي، ثم تلت مدققة الحسابات تقريرها باللغة العربية، بعد أن حاولت قراءته بالفرنسية، لكن تدخل المنخرط أحمد الرافعي جعلها تغير رأيها، وذلك تحت تصفيقات عدد كبير من الحضور. وبلغت مداخيل الفريق 9856487 درهم، أما العجز فقد بلغ 1050002 درهم. وعلى إثر ذلك، انتقل الجمع إلى مناقشة التقريرين، وكانت المفاجأة الكبيرة والمدهشة هي تدخل ثلاثة منخرطين فقط هم الأخوان أحمد و محسن الرافعي وعضو المكتب السابق الغنبوري، ليتضح جليا أن اللغة السائدة في هذه المدينة هي لغة الإشاعات والكواليس، والتي نخرت كثيرا جسد ومحيط الفريق أكثر مما ساعدته خلال الموسم الكروي الفارط. الكل كان ينتظر لحظة المكاشفة وتحديد المسؤوليات، لكن سيظل برلمان الفريق يقتصر على تأثيث المشهد و«الفيترينا» من الداخل، ثم التسابق على بعض الامتيازات الصغيرة، مثل السفريات وتنظيم المباريات وأخذ الصور التذكارية في مختلف المناسبات. وبعد ذلك ستتم المصادقة على التقريرين الأدبي والمالي بالإجماع، مع تسجيل امتناع عضوين فقط عن التصويت، ليتحول الجمع بعد ذلك إلى استثنائي، وقام بتسيير أشغاله إبراهيم كرم، ممثل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ورئيس عصبة دكالة-عبدة لكرة القدم، والذي أشار إلى فحوى الاتفاقية المذكورة سالفا، لكن المنخرط أحمد الرافعي أصر على تقديم ترشيحه لرئاسة المكتب المسير الجديد، مؤكدا أحقيته القانونية والديمقراطية لذلك ضاربا عرض الحائط بكل التفسيرات والدفوعات والشروحات التي قدمت في هذا الصدد، ليتم في الأخير تزكية مرشح المؤسسة المحتضنة، أبو زهير، رئيسا للفريق مع منحه صلاحية اختيار باقي الأعضاء.