تألق، مسرحيا، رفقة «مسرح اليوم» إلى جانب الفنانة ثريا جبران وآخرين في العديد من الأعمال الناجحة لمدة 11 سنة، التي شارك خلالها مع فرق مسرحية أخرى، ك«مسرح الشمس»، فرقة«أفروديت»، «مسرح الكاف»، «مسرح ACTE5» وفرقة «محترف 21» بعد سجل حضوراً قوياً بمسرح الهواة، بعد ذلك، انتقل للمسرح الاحترافي ولازال يسجل حضوره المتميز حيث ستكون له مشاركة خلال الأيام القليلة القادمة ضمن إحدى الفرق المسرحية المراكشية التي استدعته للعمل. أدى أدواراً عديدة في الدراما التلفزيونية، وكانت له، أيضاً، بصمة جيدة على مستوى السينما رغم ندرة المشاركة كوجه متألق وبتجربة محترمة .. هو رب أسرة ورجل تعليم سابق، بعد الإحالة على التقاعد، وأب لبطلة أولمبية في السباحة، اسمها سارة خمولي سبق لها أن فازت بميدالية فضية في أولمبياد المعاقين دهنيا بلبنان/ بيروت، وميدالية برونزية بأثينا في نفس الألعاب.. إنه الممثل والوجه الفني المعروف عبد اللطيف خمولي، الذي كان لملحق «إعلام وفنون» معه الحوار التالي معه: تجربتك على مستوى المسرح، التلفزيون والسينما؟ تجربتي الفنية، مسرحيا، أنا محظوظ فيها نوعاً ما، كوني راكمت مجموعة من الأعمال، انطلاقاً من الهواة، ثم مروراً بالاحتراف، وعندما أقول الاحتراف، فلا أستثني الهواة، لأن الفترة التي عشناها في إطار مسرح الهواة كانت شبه احتراف. تلك الفترة عرفت ظفرة نوعية وحضورا قويا ومتميزا لمسرح الهواة، خلال سنوات السبعينيات، وبداية الثمانينيات، كانت العروض جيدة، والنصوص تكتسي طابعاً من الجودة، والبرامج مسطرة في المهرجانات. وكما يلاحظ الرأي العام والمتتبع للمسرح، فقد انطلقت، رسميا، مع فرقة «مسرح اليوم»، والأكيد أن هذه الفرقة منحتني الفرصة رفقة بعض الأسماء التي أصبحت بارزة حالياً في الساحة الوطنية، إذ فتحت لنا آفاقاً كبيرة، وفي المقابل، فقد بذلنا مجهوداً كبيراً، كما كنا مخلصين للفرقة التي أصبحت لها مكانة محترمة لمدة 11 سنة. وقد واكبت بعد «مسرح اليوم»، مجموعات أخرى منها، «مسرح الشمس»، فرقة «أفروديت»، «مسرح الكاف»، مسرح «ACTE5» وفرقة «محترف 21»، اشتغلت مع هذه الفرق، مما يعني أنه كانت لديَّ مشاركة في الأعمال المسرحية مرة في السنة. وحسب الإحصائيات التي تتعلق بالحضور والمشاركة في الأعمال المسرحية طيلة مشواري، فقد كان لي الحضور في 25 مسرحية. وعلى مستوى التلفزيون، فإنه يحتل المرتبة الثانية، ذلك أنه لم أكن حاضراً بقوة، ويرجع ذلك لمجموعة من الأسباب ، فقد كانت هناك «شذرات» تلفزيونية، من قبيل بعض المسلسلات، وبعض الأفلام التي كان فيها حضوري غير رئيسي، وبحمد الله، ومع ذلك بقيت صورتي لدى المشاهد محترمة. وبالرغم من ذلك فقد خلف حضوري في مسلسل المخرج شفيق السحيمي «العين والمطفية» تعاطفا من قبل المتتبعين معي في الشخصية التي قدمتها. أما سينمائيا، فهو حضور محتشم، حيث كانت أولى مشاركتي مع المرحوم المخرج محمد الركاب في فيلم «حلاق درب الفقراء» في مشاركة رمزية، تلتها مشاركات أخرى بنفس الوتيرة، وبقيت بعض المشاركات في بعض الأفلام السينمائية في أدوار جد قصيرة، لغاية إنجاز الفيلم السينمائي «خربوشة». وبالمناسبة، أوجه الشكر الجزيل للمخرج حميد الزوغي، الذي وضع في شخصي الثقة، من خلال إسناده لي دوراً مهماً في هذا العمل الناجح، ومنحني مساحة كبيرة، حتى أتمكن من إبراز قدراتي ومؤهلاتي. بعد فيلم «خربوشة» لم أكن محظوظاً في العديد من الأعمال السينمائية، التي أضحت تعتمد على ممثلين شباب، وجوه جديدة، في غياب مقاييس ومواصفات موضوعية لدى المخرجين.. ! وما استنتجته شخصياً هو أنني غير محظوظ على مستوى التلفزيون والسينما. تقييمك للدراما المغربية في ظل المتغيرات التي يعرفها المغرب؟ بحكم أنني ممارس، فالتقييم يكون بنظرة مخالفة لما يراه المشاهد، وأظن أن التقييم الصحيح يرجع للمتلقي، وإذا ما قمنا بجس النبض، نجد أن المشاهد المغربي متذمر من الدراما المغربية. ولابد من الإشارة إلى أن هناك بعض الأعمال التي سبق وأن تابعناها قد أثبتت حضورها، وتعاطف معها الجمهور المغربي، كمسلسل «وجع التراب»، والصدى الذي تركه مسلسل «الدار الكبيرة»، «دواير الزمان» وأيضا هناك أفلام تلفزية جيدة «كفطومة» و «هدي والتوبة»..، لكن مع هذا الكم الذي يقدم، نجد أن الجودة ضئيلة، ويرجع ذلك لمجموعة من العوامل، منها ما لها علاقة بالإنتاج، وأخرى لها علاقة بالجانب التقني، والثالثة بالممثل.. وهنا لابد من إعطاء بعض التوضيحات فكممثل، تمت المناداة علي من طرف المشرفين على سلسلة «ساعة في الجحيم»، عرضوا عليّ العمل معهم والمكوث لمدة سبعة أيام خارج مدينة الدارالبيضاء مقابل مبلغ 5000,00 درهم فقط، لتصوير مشاهد في ظروف نفسية صعبة، وبمستشفى الأمراض العقلية بمدينة برشيد، مع ما يتطلب من مجهود، ومجموعة من الأشياء كي يتسنى لي الاندماج وإعطاء الشخصية الحقيقية التي يتطلبها الفيلم، وهو دور الحارس العام للمستشفى، حيث أكد لي المخرج الشاب أنني سأكون ناجحاً في هذا الدور الذي يراني فيه كمخرج، غير أن المقابل لم يكن في المستوى، ذلك أن المنتج الذي لم يستطع إضافة مبلغ 2000,00 درهم... فهؤلاء المنتجون يعملون مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة على طول السنة، ولهم مداخيل جد هامة، وكلما دافع الممثل عن كرامته في هذا الصدد، يجد صعوبة في الحوار. للمقارنة في هذا السياق أذكر أنني اشتغلت ببرنامج ثقافي، تعليمي «ألف لام» بمدينة الدار البيضاء، لنصف يوم، وكنت أتقاضى ما بين 700,00 درهم و 1000,00 درهم، وذلك في سنوات التسعينيات و في غياب الدعم... فما نسمع حول المبالغ التي يتوصل بها المنتجون بالملايين والمليار، و معاناة الأطقم الفنية والتقنية في هذا الجانب، يبقي المشكل في «مول الشكارة» . أرى أن تحسين وضعية الممثل رهينة بتوحيد الصفوف بين الممثلين، واحترام المهنة، والدفاع عن الكرامة، وحتى النقابة، فإمكانياتها محدودة، ولا تتوفر على لائحة المستحقات والواجبات للممثل .... للدفاع عن الممثل كشخص، وفي حدود الامكانات المتاحة. وقد سبق لهذا الجهاز أن تدخل بنجاح في مجموعة من المواقف بين مخرجين وبين التلفزيون. وأؤكد أن الممثل يساهم في تخريب المجال الفني، حين يرفض ممثل ما العمل مع منتج بثمن بخس، ويأتي الآخر (زميله) ويعمل بنصف الأجر الذي تم اقتراحه على الأول، وهنا تضرب القيم والكرامة بعرض الحائط، و يجد هنا أصحاب الشكارة السلعة الرخيصة... وفي غياب التقنين واحترام القوانين ستبقي الوضعية على حالها. توضيحا لما قلت، ندرة مشاركتك في الانتاجات الدرامية الوطنية ( التلفزيون و السينما)، ما هي الأسباب؟ ندرة مشاركتي مرتبطة بأشخاص مسؤولين عن المجال الفني، وأقصد هنا المخرجين، هؤلاء الأشخاص واكبوا جيلا من الرواد الذين أعتبر نفسي ضمنهم، ولهم معرفة جيدة بالإمكانيات لكل الممثلين، لكن الغريب هو أنهم لم ينادوا عليَّ، وكلما تابعت عملا تلفزياً أو سينمائياً أرى أن لي مكانة في هذا العمل، وهو ما يدفعني للتساؤل حول هذا الاستثناء...! هناك جانب آخر يتعلق بشركات الإنتاج التي تسعى إلى الربح، وذلك من خلال المناداة على ثلاثة وجوه فنية معروفة، للمشاركة في عمل ما، وإلى جانب مجموعة من الوجوه غير المعروفة، لا علاقة لها بالتمثيل، وقد يمنح الحوار للكومبارس.. فأنا لا أستصغر الوجوه الجديدة، والكومبارس، لقد مررنا كلنا من هذه المرحلة، لقد قمت بدور الكومبارس لمدة سنة وأكثر، و قبل ذلك اشتغلت بالمسرح وساهمت في إنجاز الديكور، والمحافظة، والصباغة.. حتى على مستوى المسرح الاحترافي.. فالمسؤولية هنا تتحمل في جانب منها وزارة الثقافة التي يستوجب عليها ضبط الأمور بين المخرجين، المنتجين والممثلين. - إذن، ماهي المقاييس التي ينبغي اتخاذها في اختيار الممثل من وجهة نظرك؟ -- الغالب هو «باك صاحبي»، وغياب الكاستينغ الذي يتم فيه اختيار الوجه الذي يمكن أن يكون في المكان المناسب.. لقد أصبح لكل شركة إنتاج مخرج قار ومجموعة من الممثلين القارين، يشتغلون بنفس الأجر . هل لديك مشاركة في الاعمال الدرامية الرمضانية المقبلة؟ حاليا باستثناء برنامج «مداولة» الذي يلتفت إلى عبد ربه في بعض الحلقات، فليست لي أية مشاركة، ولم تتم المناداة علي. لابد من طرح السؤال على المخرجين و حتى المنتجين. لقد أصبحنا نعرف جيدا الوجوه التي تشتغل في هذه المناسبة، وقد أصبحت مألوفة لدى المشاهد. وبخصوص العمل فأنا مهيأ كلما طلب مني ذلك في أي منتوج، سواء مسلسل درامي أو سيتكوم، و الفيلم التلفزي..، الكل يعرف مقدرات ومؤهلات عبد اللطيف خمولي. ماهو تقييمك كممثل للستيكوم الذي أصبح حضوره قويا في شهر رمضان؟ السيتكوم فن دخيل على المغرب. وحسب رأيي الخاص فالسيتكوم بالمغرب عبارة عن تقديم لوحات بها سكيتشات، كل حلقة تتوفر على سكيتش بعنوان معين، ليس هناك سيتكوم له روابط وتسلسل حواري بمقوماته الخاصة. فالسيتكوم لا يتواجد بثقافتنا، وإذا أردنا ان نتعلمه علينا مراعاة شروطه بتوظيف ذوي الخبرة، وهنا لا أدافع عن الرواد، فقد نجحنا في تقديم سيتكوم «للافاطمة» في أول ظهور له بالمغرب بالقناة الثانية، والذي عرف حضور ومشاركة أسماء وازنة كسعد الله عزيز، خديجة أسد، محمد الخلفي، المرحوم لطفي.. الذين أعطوا قوة لهذا النوع الفني، بخلاف السيتكومات الحالية. فقد حكى لي أحد الأصدقاء أنهم يجلسون بالاستوديو، يكتبون، ومباشرة يدخلون في التمثيل. لابد من الاشارة إلى أن مثل هذه الاعمال لن تلقى نجاحا، حيث تصور مشاهدها في ظروف جد صعبة وبسرعة فائقة، مع الاشتغال طيلة اليوم، وحتى الليل، وهناك من صور بداية شهر رمضان.. وهو ما يساهم في الرداءة وعدم تقديم عمل فني متكامل.. فهناك نوع من الارتجال والفوضى، وكذلك الاستغلال المادي، حيث أصبح هناك التسابق نحو الربح لدى شركات الانتاج، وأذكر على أن هذا الموسم قد أصبح لدينا «مصري كوم» وليس «سيتكوم» (في إشارة إلى حضور أسماء فنية من مصر والجزائر). أنا لست ضد الفنان العربي، لكن المطلوب هو اعطاء الفرصة لأبناء هذا الوطن، ومرحبا بكل الضيوف، رغم أنهم يجدون كل الأبواب مفتوحة، لكن مشاركة فنان مغربي بمصر يشترط عليه أداء ضرائب وشروط، والخروج من «عين الإبرة». كممثل مسرحي، هل لديك عمل جديدعلي الخشبة؟ حاليا أنا بصدد المناقشة مع إحدى الفرق المسرحية من مدينة مراكش قصد تهييء عمل مسرحي. و قبل ذلك قدمت 37 عرضا لمسرحية «عيطة الروح» من تأليف وإخراج سعد الله عبد المجيد. عبد اللطيف خمولي أب لطفلة وبطلة في الأولمبياد للسباحة؟ سارة، هي المتنفس الوحيد الذي أجده كلما عدت للبيت من المسرح مغبونا، هي من مواليد 1968، واسطة العقد كما يقال، لها إعاقة ذهنية، لكن بفضل الله استطاعت أن تعوض هذا النقص بالرياضة في مجال السباحة، فهي حاصلة على لقب بطلة أولمبية سنة 2005 بلبنان، حائزة على ميدالية ذهبية وفضية سنة 2011، لها حضور في الألعاب العربية للأشخاص المعاقين بأثينا، واستطاعت أن تنتزع ميداليتين، مع حرمانها من ميدالية.. وأحمل هذا الحرمان لقطاع السباحة هنا بالمغرب، وبالخصوص مسؤولي المسبح الأولمبي بالدارالبيضاء، من خلال عدم الاهتمام بها، فهي تنتمي لجمعية أناييس التي أتقدم لها بالشكر الجزيل، وتتدرب معها فقط يوم الجمعة، وهو اليوم الوحيد المسموح به للجمعيات، وهو ما يدفعني لأخذها لأحد المسابح بشاطئ الكورنيش بالدار البيضاء مرتين في الأسبوع حتى تحافظ على لياقتها، ولابد أن أبوح لك بسر، بأنها تستحم بالماء البارد يوميا بحمام المنزل!