لا يجادل أحد في كون الممثل الشعبي، الحاج محمد الجم (62 سنة)، أصبح في السنوات الأخيرة وجها كوميديا محبوبا لدى فئات اجتماعية عريضة من المغاربة، لأنه يمتعهم فنيا بمسرحياته وسلسلاته التلفزيونية..وبأسلوبه الخاص في التشخيص، عبر حركات وعبارات ومستملحات ولباس ... جعلته بحق في مصاف كبار الكوميديين المعروفين، عربيا، مثل إسماعيل ياسين، ودريد لحام، وعادل إمام، أو عالميا مثل شارلي شابلن. استطاع هذا الممثل الموهوب أن يفرض احترامه على جمهور عريض من عشاقه داخل المغرب وخارجه، الشيء الذي جعل الكثير من التظاهرات الفنية تسعى إلى الاستفادة من شعبيته، عبر استضافته أو تكريمه. وهكذا سيكون حضوره في مهرجاني "تورتيت" والعالم العربي للفيلم القصير بإفران وأزرو بمثابة دعم معنوي كبير لهاتين التظاهرتين الفنيتين الفتيتين. وستكون لحظة تكريمه، بقاعة المناظرات بإفران، يومه الخميس في الثامنة مساء، من اللحظات القوية للدورة 12 لعرس الفيلم العربي القصير، الذي تنظمه، سنويا، جمعية نادي الشاشة للطفولة والشباب بأزرو. يذكر أن الحاج محمد الجم ممثل مسرحي وتلفزيوني وسينمائي مغربي، من مواليد مدينة سلا سنة 1948 ، تابع دراسته الابتدائية والثانوية بمدرسة النهضة، وبعدها التحق بمدرسة المعلمين وتخرج منها سنة 1968 . مارس مهنة التدريس بمسقط رأسه لمدة سنتين فقط، وقرر بعد ذلك أن يتفرغ لعشقه المسرحي، الذي لازمه منذ مراحل الدراسة الابتدائية ويلتحق، سنة 1970، بفرقة القناع الصغير بمسرح محمد الخامس بالرباط . كتب أول نص مسرحي له سنة 1968 ، في إطار مسرح الهواة ، وشارك لأول مرة كممثل محترف في مسرحية " السلاحف " للفنان نبيل لحلو، وفي سنة 1972 ، انضم إلى فرقة المسرحي والزجال أحمد الطيب العلج ، وبعد تأسيس فرقة المسرح الوطني محمد الخامس سنة 1975، أصبح أحد أعضائها البارزين حيث شارك ، كممثل ومؤلف، في العديد من المسرحيات التي شخصتها هذه الفرقة، منذ تأسيسها إلى الآن مثل، "وجوه الخير"، و"قدام الربح"، و"ساعة مبروكة"، و"جار ومجرور"، و" الرجل الذي ... "، و" المرأة التي ... " وغيرها من الأعمال، التي عرضت ومازالت تعرض بنجاح. كتب محمد الجم للتلفزيون المغربي عدة أعمال من بينها : "الغريق" ، وهو مسلسل في 8 حلقات من إخراج عبد الحمان ملين ، و"خير وسلام"، سلسلة من إخراج مصطفى فاكر، و"رجل الأسفار"، فيلم من إخراج عبد الرحمان ملين، بالإضافة إلى عدد من السكيتشات والفقرات الفكاهية. شارك الجم في السنوات الأخيرة، كممثل في مجموعة من السلسلات والسيتكومات الكوميدية مثل "عائلة السي مربوح"، و" سير حتى تجي"، و"جوا من جم"، وقبلها شارك في مسلسل "الثمن"، وسيتكوم " أنا وامراتي ونسابي"، ومسلسل "أبواب النافذة ". أما باكورة أعماله السينمائية المغربية، فيمثلها فيلم جمال بلمجدوب "ياقوت"، الذي صور بفاس سنة 1999 وعرض ابتداء من سنة 2000، بعد مشاركات رمزية في أفلام سينمائية أجنبية صورت بالمغرب.