لم تكن إحدى السيدات القاطنات بدوار اولاد الشاوي جماعة مليلة بإقليم بنسليمان تعرف أنها ستكون على موعد مع الموت داخل المركز الصحي الذي يوجد بنفس الجماعة وهي التي قصدته مساء يوم الثلاثاء 10 يوليوز الجاري لتلقي العلاج. و قد تضاربت الأنباء حول الأسباب الحقيقية للوفاة، فإذا كانت بعض المصادر من عين المكان أشارت إلى أن المتوفاة كانت قد توجهت إلى المركز المذكور بعد أن ألم بها المرض و يرجح أنها تعاني من مرض نفسي تعرضت بسببه لارتفاع في الضغط الدموي، حيث فارقت الحياة دون أن يتم تقديم الإسعافات الطبية لها، فإن مصادر أخرى أرجعت سبب الوفاة إلى الإهمال و عدم التدخل الفوري لتقديم العلاجات الضرورية لها إثر تعرضها لتسمم يجهل مصدره تسبب لها في ألم حاد انتهى بموتها على الفور داخل المركز الصحي نتيجة ضعف الخدمات الطبية وعدم توفر المستوصف الصحي على الأجهزة الطبية العصرية والحديثة بالإضافة إلى غياب الطبيب الذي يوجد في عطلة. وقد خلف هذا الحادث المأساوي حزنا وأسى عميقا لدى أسرة المتوفاة وكذا في أوساط ساكنة جماعة مليلة، خصوصا وأن المرأة المتوفاة تبلغ من العمر 28 سنة وهي متزوجة و أم لطفل صغير. وعلى إثر هذه الفاجعة تدفق على المركز الصحي العشرات من سكان المنطقة، حيث حاصروا المستوصف لمدة تقارب 3 ساعات احتجاجا على الأوضاع المزرية والمتردية التي أصبح يعرفها هذا الأخير، حيث انعدام التجهيزات الطبية الأساسية والضرورية وضعف الخدمات الطبية وافتقار المركز الصحي لأبسط شروط التطبي والعلاج. ولم يتمكن المسؤولون بالمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة الذين تنقلوا إلى عين المكان من الولوج داخل المركز الصحي إلا بصعوبة بعد أن تدخل رجال الدرك الملكي لفك الحصار الذي فرض على المستوصف من طرف جمهور المحتجين.