شاركت أزيد من 100 امرأة من ساكنة جماعة بوتفردة الجبلية بإقليم بني ملال في مسيرة سلمية مشيا على الأقدام، يومي الأربعاء والخميس الماضيين، للمطالبة بتشغيل المستوصف المحلي الذي ظلت أبوابه موصدة منذ إحداثه، كما أكدت مصادر من بوتفردة، حيث «يغيب الطاقم الطبي وتنعدم الوسائل والتجهيزات الطبية». وجاءت مسيرة نساء ساكنة بوتفردة أياما قليلة بعد حادث مسيرة نساء تيزكات بقبيلة آيت عبدي من نفس الجماعة الجبلية، اللواتي كن يرغبن في مقابلة الملك بإملشيل، وأكد بلاغ للجمعية المغربية لحقوق الإنسان ببني ملال أن «قائد تيزي نسلي اعترض رفقة عناصر من القوات المساعدة سبيل النساء، وقام بمنعهن من مواصلة مسيرتهن الاحتجاجية، كما تجددت الخميس التظاهرات النسائية ضد خرق وانتهاك حقوقهن في التطبيب والعلاج والولادة في ظروف إنسانية وصحية، خاصة مع تكرار وفيات للنساء أثناء الوضع أو تتعرض أجنتهن للإجهاض بفعل الإمعان في مواصلة إغلاق المركز الصحي وغياب التوعية الإنجابية والصحية». وأكدت مصادر من بوتفردة، أن «اعتقال قابلة من أحد الدواوير المحسوبة على جماعة بوتفردة إثر وفاة امرأة حامل حين وضعها تحت إشرافها، أثار الخوف في أوساط باقي القابلات، ودفعهن إلى الإمساك عن القيام بعملية التوليد خشية أن يطالهن الاعتقال نتيجة الأخطاء غير المحسوبة». وكان المركز الصحي الجماعي لجماعة بوتفردة، قد تم افتتاحه في شهر ماي من سنة 2008 بمواصفات حديثة، حيث يضم آلة كشف عن الحوامل، وتجهيزات طبية حديثة، لكن النساء المتظاهرات بجماعة بوتفردة يؤكدن أنهن غير مستفيدات، ويطالبن ب«فتح وتشغيل المركز الصحي عاجلا وتزويده بالطاقم الطبي المناسب وتجهيزه بكل الوسائل الضرورية، بدل استمرار الولادة في شروط بدائية تهدد أرواحهن وتتسبب في مخاطر الإعاقة لأبنائهن». من جهته، أكد المصطفى الردادي المدير الجهوي للصحة بجهة تادلة أزيلال في اتصال ب«المساء» أن «الأسباب الخفية للاحتجاجات غير معروفة، خاصة أن ما يدعي المحتجون غيابه موجود بالمستوصف، كما أنه مجهز بالعديد من الوسائل والمعدات الطبية الضرورية، وأنه ليس مقفلا، بدليل أنه في هذا اليوم «صباح أمس الجمعة» توجد ثلاث نساء من بوتفردة بدار الولادة بتيزي نسلي في فترة المخاض، كما أن هذا اليوم الذي تتساقط فيه الثلوج والأمطار بجماعة بوتفردة يوجد طاقم صحي في حملة التلقيح يشاركهم الممرض المسؤول عن المستوصف، يضاف إلى ذلك أن الطبيب يزور المستوصف مرتين في الاسبوع بالاضافة إلى توفير سيارات الاسعاف»، وأكد الردادي أن جماعة بوتفردة خصوصا والجماعات الجبلية عموما كانت من أكثر المناطق استفادة من برامج المنشآت والخدمات الطبية في السنتين الأخيرتين،واتهم المندوب الجهوي «بعض الجهات التي لايهمها أبدا تحسن أحوال ساكنة الجبل وتصطاد في الماء العكر».