أثارت مسرحية «ديالي» التي كانت جريدة «الاتحاد الاشتراكي» سباقة لنشر تغطية مفصلة عنها، ردود أفعال مختلفة، وصلت إلى حد تهديد السيدة نعيمة زيطان مخرجة المسرحية والتي سبق وأجرينا معها حوارا مفصلا- والممثلات في سلامتهم الجسدية، السيد وزير الثقافة محمد الأمين الصبيحي، يعلق في هذا الحوار المقتضب على المسرحية، وردود الأفعال، وحرية العقيدة والجنس، على هامش منتدى الصويرة الذي كان موازيا لمهرجان كناوة والذي ناقش حرية الابداع.. ما تعليقك على الضجة التي أثيرت بعد عرض مسرحية «ديالي» مونولوغ المهبل بالرباط؟ المسرح التجريبي يطرح إشكاليات عديدة ومهمة، متوجها لنخبة ذات خلفية مميزة، لكن تطفل البعض في الحكم، وهم لم يروا منها إلا المستوى الأول للرؤية، ويحكمون عليها فقط لعبارة هنا أو جملة هناك، وهم الذين اكتفوا أصلا بالسماع عنها لا رؤية الكل في سياقاته.. هو شيء نستنكره. هل حرية الإبداع في المغرب في خطر؟ أنا لا أرى بذلك على الإطلاق، طبعا الحذر مطلوب، حذر المجتمع المدني وكل مناصر لحرية التعبير والإبداع، لكن وجب أن لا نخيف المجتمع بالكلام عن أن هناك خطرا محدقا على حرية التعبير والإبداع، لأن ذلك يؤثر سلبا على تطور المجتمع، ويعقم كل إمكانية للإبداع. هناك اليوم مرجعية دستورية، تؤكد على حرية الإبداع الثقافي، وتعدد الروافد بعيدا عن الاحتكار والثقافة الواحدة الذي كانت تمارسه بعض الأطراف في وقت سابق، ذلك الالزام والاحتكار الذي عانينا منه في وقت سابق، أما اليوم فذاتنا متعددة. لا يمكن لأي حكومة أن تتراجع عن حرية التعبير والرأي والإبداع، ونحن اليوم مطالبون ليس فقط بالحفاظ على تلك المكتسبات بل أيضا بتوسيع مساحاتها لصالح الوطن والمواطنين. ما رأيك في مطالبات عدة جمعيات بتقنين الحرية الجنسية؟ لا توجد أي دولة تنص على الحرية الجنسية في قانونها، هذا أمر يدخل في الشؤون الخاصة والحرية الفردية التي لا يمكن لأحد أن يتدخل لك فيها، فقط لا يمكن لأحد التبجح بذلك في الشارع، فذلك ليس حقا بل هو اعتداء على حقوق الآخرين، أما أن تمارس حقا في بيتك بينك وبين خالقك فلم يسبق أن تدخل أحد في ذلك. أنا أجد أن في الأمر مبالغة، ويرفعه أناس لا وقع لهم في المجتمع، هم فقط يحاولون في كل مرة اثارة الضجيج لينتبه لهم، وتخصصوا في تقديم الملتمسات، فيوما عن حرية العقيدة وفي الغد عن الحرية الجنسية.. وكأنها مهددة في بلدنا، إن حرية العقيدة ضمنها الإسلام قبل الدستور، العزلة والأنا المفرطة فقط هي ما يدفع هؤلاء لاصطناع الضجيج.