حذر المؤلف والمخرج المسرحي عبد الكريم برشيد، في اتصال هاتفي مع "هسبريس"، من مَغَبَّة التوظيف السياسي للمثقفين والفنانين المغاربة، عن طريق تَحَوُّلِهم إلى أداة مُسَخَّرة بيد آخرين من أجل تحقيق مآرب حزبية وإيديولوجية محضة بعيدة كل البعد عن الفن والإبداع وخدمة القضايا الثقافية العميقة داخل المجتمع المغربي. تصريح برشيد جاء عَقِب عرض مسرحي من إخراج نعيمة زيطان تلميذته السابقة بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي. حيث تطرقت المخرجة من خلال مسرحية "دْيَالي"، إلى الحديث عن العضو التناسلي للمرأة باللهجة المغربية المُتداولة، وهي اللفظة التي غالبا ما تثير الحرج وسط الناس. وذلك في محاولة منها لكسر "الحاجز" النفسي الذي يجعل من اللفظة الدارجة تحديدا للعضو التناسلي الحميمي الأنثوي عيبا أو خجلا يتوارى منه قائله. وأكد الدكتور برشيد، في ذات السياق، أن الفن العالمي هو الذي يطرح قضايا عميقة وكونية، يقترب خلالها المبدعون من مواضيع إنسانية كالموت والإغتراب والتعايش والتسامح..، أما الهروب إلى مثل هذه القضايا الجانبية والتافهة فهي تعبير عن فقر إبداعي لدى مسرحيينا. مُطالبا المبدعين بالتعبير عن القضايا الحقيقية والجادة داخل مجتمعاتهم. وتساءل الأديب والمؤلف المسرحي عن جدوى ولوج الفنان المغربي إلى مجال الفضائح، وعن مدى خدمة هذا الأخير للثقافة والفن المغربيين، معتبرا أنه "من قلة الحياء" تحدي الوعي العام المغربي وثقافته المجتمعية، ومؤكدا أنه ضد كل عمل يصل حد الوقاحة. وأضاف المتحدث أن الإبداع ككل يعتمد على الإيحاء والمرموز من أجل عدم استبلاد الجمهور وإعطائه الحق في التفاعل والمشاركة، مؤكدا أن "توضيح الواضحات من المُفْضِحات". وختم صاحب رواية " ابن الرومي في مدن الصفيح" كلامه ل "هسبريس" بقوله "إن الفنون الجميلة هي انعكاس لجمال في الروح والنفس والوجدان، فمن لا يملك في نفسه هذا الجمال حتما لن يستطيع المتلقون الإحساس به".