تراهن القناة الفرنسية الناطقة باللغة العربية «فرانس 24» على جمهور المشاهدين المغاربة من أجل استكمال دائرة المشاهدة من المشرق إلى المغرب. وتحاول «فرانس 24» في كل حملة ترويجية لمنتوجها الاعلامي أو لتقديم حصيلتها على مر السنوات منذ انطلاقها في السنوات الخمس الاخيرة أن تجعل من المغرب محطة أساسية لاقتحام السوق المغربية و العربية بعد ذلك. تؤكد القناة الفرنسية الناطقة باللغة العربية أنها في ظرف وقت وجيز تمكنت من أن تتبوأ مكانة لدى المشاهد العربي من اليمن إلى الجزائر، غير أنها مكانتها في المغرب بين المشاهدين لا تسمو إلى ما حقته في كل من اليمن، ومصر وتوني، والجزائر، حيث أن أضعف نسبة مشاهدة هي التي سجلتها في المغرب ولا تتجاوز 6 بالمائة فيما حققت القناة نسبة مشاهدة بالجزائر تجاوزت 22 بالمائة وبتونس نسبة مشاهدة 29 بالمائة. أم تفصيلا في المغرب فقد أشارت الندوة الصحافية التي عقدتها القناة ونشط أطوارها كل من ألان بوزيلاك وناهدة نكد مدير تحرير قنوات «فرانس 24»، أن هذه الأخيرة ثالث قناة على مستوى نسبة المشاهدة بالمغرب في فئة المدراء والمسيرين، وتتمتع بنسبة 20 بالمائة من المشاهدة يوميا، ما يعني تقدما ب16 نقطة مقارنة مع سنة 2010 ، موضحين أن «فرانس 24» تحتفظ بالنسبة للفئة المذكورة بنسبة مشاهدة أعلى بأربع مرات من قناة العربية. وفي فئة 15 سنة وما فوق، تسجل «فرانس 24» نسبة مشاهدة يومية بنسبة 6 بالمائة، وأسبوعية بنسبة 21 بالمائة، أي بتقدم نسبته 3،5 بالمائة مقارنة مع 2010 فيما يخص هذا المؤشر. وأشارت الندوة إلى أنه في الغالب، يتكون مشاهدو قناة فرانس 24 بالمغرب من المشاهدين الذين يتابعون القناة الناطقة باللغة العربية، حيث يصل معدل مدة مشاهدة هذه القناة 44 دقيقة يوميا بالنسبة لكل مشاهد. كما تم خلال هذه الندوة التطرق إلى طموحات القناة من أجل رفع نسبة مشاهدتها في المغرب الأضعف في المغربي العربي، الأمر الذي اعتبرته القناة ينم عن أن ثمة أمرا لا يسير على أحسن ما يرام مما يستوجب تشخيصه والبحث عن حلول له. وأيضا أوضح القيمون على أن «فرانس 24» أنها ليست ناطقا باسم فرنسا، وليست بوقا دعائيا، بل قناة زادها المهنية والدفاع عن القيم وأنها أصبحت تزعج أكثر مما سبق عددا من الدوائر في بلدان عربية مشرقية، خاصة وأنها أصبحت منافسا شرسا للقنوات الفرنسية وأخرى عربية ودولية. كما تم التأكيد على أن الأجواء اليوم في هيئة التحرير العربية في «فرانس 24» خاصة أصبحت أكثر صفاء مما مضى، وتجاوزت مرحلة الاحتقان جراء ما عاشته من الشعور بنوع من الطائفية التي عاشتها هيئة التحرير بين «الصف المشرقي» و«الصف المغربي» حسب إعلاميين، كما تحدتث الندوة عن صعوبة العمل الميداني للصحافيين والاخطار المحذقة بهم في عدد من بؤر التوتر والدور الذي لعبه الربيع العربي في إشعاع القناة. كما تم الحديث عن خط تحرير القناة، الذي يعتمد الكلمة الحرة والمهنية والحيادية ولا يروج لفكر أو دين أو توجه سياسي في أي بلد، وأشارت الندوة أن المقام في المغرب لا يستثني بحث سبل التعاون المشترك.