غالبا ما يتعرض الأطفال لحروق شمس تنتج عن تعرضهم لأشعة الشمس فوق البنفسجية ، حيث يصبح جلد الطفل أحمرا ومؤلما في نفس الوقت، وقد يتورم مع ظهور بثور في الحالات الشديدة ، وقد يصاب الجلد بالجفاف، يبدأ الطفل في الشعور بأعراض حروق الشمس بعد ساعة أو أكثر من تعرضه لأشعة الشمس وقد تصل الأعراض ذروتها خلال 24 ساعة. يقول الدكتور أحمد عمور اختصاصي في طب الأطفال والرضع أن أعراض الاصابة بحروق شمس في حال اصابته بتسمم الشمس الناتج عن التعرض الشديد للأشعة والذي قد ينتج عنه تضرر كبير لجلد الطفل، يكون مصحوبا بارتفاع درجة حرارة جسم الطفل والرعشة والضعف والدوار وسرعة نبض القلب وأيضا سرعة التنفس، وفي حالات قليلة قد يتعرض الطفل إلى انخفاض الضغظ والاغماء، بعد مرور بضعة أيام قد يتقشر جلد الطفل المصاب مع شعوره بحكة، لّأن هذه الأماكن هي التي تعرضت لأشعة الشمس والحروق بشكل كبير. بما أن الأطفال لديهم بشرة حساسة وضغيفة فإنهم الأكثر عرضة للإصابة بحروق الشمس، حيث تحتوي الأشعة المنبعثة من الشمس على الأشعة فوق البنفسجية التي تتألف من أنواع عدة من الأشعة، وحيث تؤثر تأثيرا ضارا على جسم الطفل، مع العلم أن أطبقة الأوزون المحيطة بالأرض تقوم بحجب جزء من أشعة الشمس الضارة، غير أن تواجد الأطفال بالشاطئ أو بأماكن كبرك السباحة، تجعلهم عرض للاصابة بحروق الشمس، إذ أن الماء و الضباب لا تحجب الاشعة الضارة المنبعثة من الشمس التي لا توقفها طبقة الأوزون. يلعب لون البشرة دورا مهما في حماية الطفل من الإصابة بالحروق إذ تكون الشمس أكثر خطورة للأطفال ذوي البشرة الفاتحة بسبب وجود تركيز أقل لمادة الميلانين المسؤولة عن لون الجسم ، حيث تقوم هذه المادة بامتصاص جزء من الأشعة الضارة للموجات فوق البنفسجية الموجودة بأشعة الشمس المسلطة على الأرض. كلما كان لون الجلد يميل إلى الأسمر كلما زاد تركيز الميلانين،غير أن هذه الخاصية لا تكون فعالة مائة بالمائة حيث أن التعرض الزائد للشمس حتى بالنسبة لهؤلاء الأشخاص يزيد من خطورة تعرضهم للمشاكل الصحية إذ تحدث حروق الشمس عندما تتعدى أشعة الشمس قدرة الميلانين على امتصاصها. كما أن الأطفال الذين يوجد بجسمهم «شامة» أو «حالة» والتي هي عبارة عن أورام سرطانية حميدة لا تشكل خطر على حياتهم ، والأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي بالإصابة بسرطان الجلد، قد يشكل التعرض الزائد لأشعة الشمس خطرا كبيرا على حياتهم، في هذه الحالة حروق الشمس المتكررة قد تتحول إلى سرطان جلدي لديهم. لحماية الأطفال من الإصابة بهذا النوع من الحروق يجب إستعمال كريم الوقاية من أشعة الشمس على الأجزاء المكشوفة من جسم الطفل خاصة الوجه والأطراف، وإن كان الطفل يسبح في الماء فيجب استعمال الكريم كل ساعتان على الأكثر لأن الماء ييزيل الكريم ويسمح بمرور الأشعة فوق البنفسجية الضارة للجسم، يجب التأكد من أن قوة الكريم المستعمل تحتوي على الأقل 15 في المائة من المواد التي تمنع تسرب الاشعة إلى الجسم وأنه يوفر الحماية اللازمة لجسم الطفل على الخصوص، كما يجب استعمال هذه الأنواع من الكريمات حتى في وجود ضباب والغيوم بسماء، إذ أن هذه الأخيرة هي أيضا تسمح بمرور الأشعة الضارة فوق البنفسجية. اختيار الملابس القطنية الخفيفة والتي تغطي الأطراف مع استعمال قبعة عريضة تغطي وجه وكتفي الطفل، وحبذا لو يضع الطفل نظارات شمسية واقية من الأشعة الضارة، تشجيع الأطفال على اللعب والاسترخاء في الظل عندما تكون أشعة الشمس قوية، وفي البحر يفضل الابتعاد عن المياء في الفترة ما بين الثانية عشرة والثانية بعد الزوال وهي الفترة التي تكون فيها الشمس عمودية على سطح الأرض وأيضا قوية، قضاء أوقات طويلة قرب المسطحات المائية يزيد من احتمال التعرض لحروق الشمس بسبب انعكاس الأشعة عن سطح الماء. أما الأطفال الرضع فيجب حمايتهم من أشعة الشمس خصوصا أن جلد المولود الجديد حساس جدا ويكون معرضا بشكل خاص للحروق، لذلك وجب توخي الحذر يقول الذكتور، حيث يجب تجنيب الأطفال الرضع التعرض لأشعة الشمس قدر المستطاع، ثيابه يجب أن تكون خفيفة وطويلة ذات أكمام حتى تغطي الأطراف كلها وأيضا يجب ارتداء سراويل، أي يجب عدم تعريض جلد الطفل الرضيع للأشعة، وأيضا يجب وضع كمية قليل من الكريم الواقي من أشعة الشمس إذ أن جلده لا يمكنه تحمل استعمال كمية كبيرة من هذا النوع من الكريمات. غالبا ما تكون حروق الشمس بسيطة ويمكن علاجها باستعمال الطرق التي سبق ذكرها غير أن الإصابة بحروق شديدة تستدعي تدخل الطبيب خصوصا عند الأطفال الرضع، وعند ظهور أعراض الإصابة بتسمم الشمس الذي من أعراضه الغثيان والألم وتفاقم أعراض الجفاف أي جفاف الفم تحول لون البول إلى لون داكن مع نقصان في كمية البول، ظهور فقاعات أو بثور شديدة وبكمية كبيرة بالجسم، إرتفاع درجة الحرارة جسم الطفل والتي قد تفوق 39 درجة مئوية. للاشارة فإن التعرض المستمر لأشعة الشمس من العوامل الخطيرة التي قد تتسبب في الإصابة بمرض سرطان الجلد خصوصا إذا كان التعرض لأشعة الشمس في سن مبكرة أي منذ الطفولة.