طفا ، خلال الأيام القليلة الفارطة، نقاش حول ما اعتبر «خبايا» دفعت وزارة الصحة إلى تأجيل صفقة اللقاحات الخاصة ب «البنوموكوك» و «الروطافيريس»، ومدى تأثير هذه الخطوة على تطعيم الأطفال باللقاحين بالنظر إلى أهميتهما الصحية، وهو النقاش الذي قيل فيه الشيء الكثير، ومن أجل تدقيق المعطيات وتوضيح الصورة أكثر ، التقت «الاتحاد الاشتراكي» الدكتور عمر المنزهي مدير مديرية الأوبئة بوزارة الصحة، انطلاقا من كون المديرية هي المسؤولة عن كل ما يتعلق بالمراقبة الوبائية، وعن بلورة البرامج الصحية لعدد من الأمراض وأجرأتها وضمنها اقتناء الأدوية، وأجرت معه الحوار التالي : { أجّلت وزارة الصحة إجراء صفقة اللقاحات ، فما السبب في ذلك ؟ بداية تجب الإشارة إلى أن الصفقة الأولى قد تم توقيفها في سنتها الثانية، لأنها كانت صفقة مستمرة على مدى 3 سنوات! وقد تم اتخاذ هذا القرار مؤقتا في انتظار نتائج المجلس الأعلى للحسابات الذي أحيل عليه تقرير تم إنجازه من طرف المفتشية العامة لوزارة الصحة، والذي من خلاله تحدث عن عدد من الاختلالات، مما دفع إلى إحالة هذا التقرير على المجلس الأعلى للحسابات، والتعليق المؤقت للصفقة. ولتمكين الأطفال من الاستفادة من التلقيح حتى لايكونوا ضحايا لعدم توفر اللقاح، فقد تم العمل على نشر طلب للعروض يهمّ صفقة جديدة لاقتناء لقاحي «البنوموكوك» و «الروطافيريس»، والتي ستمكن من تجديد المخزون من اللقاحين معا، اللذين شرعت وزارة الصحة في توفيرهما بمراكز الصحة العمومية لفائدة المواطنين منذ بداية شهر أكتوبر من سنة 2010 . { لكن ما هي دوافع تأجيل الصفقة يوم الأربعاء 30 ماي الفارط؟ تم تأجيلها لسبب واحد ووحيد والمرتبط بالأجل الذي لم يكن مستوفيا انطلاقا من تاريخ نشر إعلان طلب العروض ببعض الجرائد المكتوبة، لأن أحد المختبرات المشاركة في الصفقة طلب جملة من التوضيحات بخصوص نقاط وردت بدفتر الشروط الخاصة، وعندما يطلب احد ما توضيحات من هذا القبيل، فإن التوضيحات تنشر في الجرائد ويجب ألا تقل المدة الفاصلة عن 10 أيام، وهي الأجل القانوني لذلك، ما بين نشر التوضيحات وفتح الأظرفة، وهو ما انتفى إذ لم تتجاوز المدة 9 أيام فقط، عكس ما يشاع من وجود شبهات، حيث تمت إعادة نشر نفس دفتر التحملات ابتداء من يوم الجمعة الأخير، وعلى من يتحدث عن وجود اختلال أو شبهة أو أي قراءة لهذا الأمر، أن يسلك السبل القانونية التي وضعت لاتباعها من أجل إجلاء الحقائق. { هل سيكون لهذا التأجيل أي تأثير على تزويد مراكز الصحة العمومية باللقاحات المعنية ؟ أبدا، لن يكون هناك أي انعكاس لهذا التأجيل على مخزون التلقيح، وعلى وتيرة تلقيح الأطفال، لأن كل التدابير اتخذت لتوفير اللقاح وتلقيح الأطفال ، وذلك في انتظار فتح الأظرفة في بداية شهر يوليوز إنشاء الله. { كم يبلغ عدد اللقاحات التي توفرها الوزارة وكم هو عدد الأطفال الملقحين في المغرب؟ هناك ما يناهز 10 لقاحات توفرها وزارة الصحة، وهي اللقاحات التي عرفت تطورا وارتفاعا تدريجيا في وتيرة توفيرها وتوسيع نطاق التلقيحات المتوفرة من قبل مصالح الصحة العمومية. أما بخصوص أعداد الملقحين خلال كل سنة، فتجدر الإشارة إلى أنه سنويا يتم تلقيح حوالي 600 ألف طفل/رضيع جديد يرى النور، وهو العدد الذي ينضاف إلى أعداد الأطفال الذين يخضعون للتلقيح منذ فترة بوتيرة طبيعية، سواء بخصوص التلقيحات لفائدة الذين هم دون السنة الأولى من عمرهم، أو بالنسبة للمراجعات لفائدة الأطفال ما فوق السنة الأولى. وجدير بالذكر أنه في أكتوبر المقبل ستتم مباشرة حملة وطنية للتلقيح ضد الحصبة، والتي سيستفيد منها في مرحلة أولى الأشخاص الراشدون كذلك الذين يبلغ سنهم 21 سنة، على أن المرحلة الثانية من هذه الحملة ستشمل المواطنين الذين يبلغ سنهم 35 سنة.