حملت السعدية ابنها إلى مستشفى «الحومة» القريب من بيتها، فهذا هو الموعد الذي حددته لها الممرضة بمعية العديد من النساء لكي يستفيد الأطفال من لقاحين أخبرتهن أنهما مهمان لأطفالهن.. كانت السعدية في الموعد، لكن مصحة «الحومة» لم تكن في الموعد، فاللقاحان غير متوفرين، وهذا يعني أنه تم تحديد موعد آخر للأمهات.. هاجس الخوف غزا العديد من الآباء والأمهات بخصوص هذين اللقاحين، فالآباء يعرفون مدى أهمية اللقاحات بشكل عام بالنسبة لصحة أطفالهم، ومادام أن القائمين على هذا الموضوع بالمستشفيات العمومية يؤجلون في كل مرة موعد الاستفادة من هذين اللقاحين على وجه التحديد فإن هناك أمرا ما يحدث، خصوصا إذا علمنا أن وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة تحدثت عن ندرة هذين اللقاحين، وإن لم يكن انعدامهما من المؤسسات الصحية العمومية.. وزير الصحة أكد أخيرا أن لقاحي الإسهال والأمراض التنفسية (البنوموكوك وروتافيروس) متوفران بمختلف المؤسسات الصحية، ما على الآباء إلا مراقبة أطفالهم للاستفادة من هذين اللقاحين.. المخزون المتوفر حاليا لا يكفي إلا سنة واحدة، هذا ما أكده وزير الصحة أول أمس، ردا على سؤال شفوي بمجلس المستشارين، وهذا يعني أن وزارة الصحة أعلنت عن طلبات عروض مفتوحة لكي تستورد المزيد من هذين اللقاحين عن طريق طلبات عروض مفتوحة بشأن هذه اللقاحات.. طلبات هذه العروض ستمكن الوزارة من توفير 150 مليون درهم، هذا ما أكده وزير الصحة مرة أخرى.. مصدر من وزارة الصحة أشار إلى أنه بعد تعليق وزير الصحة الالتزام بالصفقات الإطار المتعلقة باللقاحات برسم سنة 2012 ، وإحالة تقرير المفتشية العامة إلى مجلس الأعلى للحسابات، تم إطلاق طلبات العروض على وجه السرعة لاستيراد هذين اللقاحين. «اتفاقية الإطار التي تم تعليقهاوصلت قيمتها إلى 45 مليارا، علما بأن ميزانية اللقاحات ضد الأمراض الستة المعدية والمعروفة عالميا (الكزاز، الشلل، السعال الديكي، الحصبة، الحميراء، الدفتيريا، السل) لم تتجاوز ميزانيتها السنوية 60 مليون درهم»، يضيف نفس المصدر »مما يعني أن ميزانية هذه الصفقة تضاعفت ميزانيتها الحقيقية مرتين على الأقل، وتوفير 150 مليون درهم بإطلاق طلبات العروض موضوع صحيح ويعود بالنفع على الوزارة لتستغل هذا المبلغ في توفير أشياء أخرى». توفير اللقاحات يعني أنه بإمكان الأطفال الاستفادة منها في أقرب وقت، وهذا يعني كذلك أن الآباء مدعوون لاصطحاب أبنائهم إلى المؤسسات الصحية القريبة من بيوتهم لتلقيح أبنائهم بلقاحي “البنوموكوك” و”روتافيروس