بنكيران صرح السيد رئيس الحكومة، في لقاء من لقاءاته الكثيرة خلال هذا الأسبوع، بأن هناك من مدراء المؤسسات من يستحق السجن. وعليه، فإن مكانهم الطبيعي، بناء على تأكيد رئيس الوزراء، هو السجن وليست الإدارة. مواطن بسيط استمع إلى تصريح الوزير، وصفق طويلا لهذا التوصيف، وللجرأة التي قال بها رئيس الحكومة ما قاله. ثم بعد برهة من الزمن، انتبه إلى الأمر بطريقة أخرى: من يجب أن يكون وراء دخول هؤلاء إلى السجن؟ لا أحد في مايبدو، لأن الذي يعود إليه الأمر، يكتفي بالحديث عنه. ربما، ربما فقط، قد تكون جهة ما غير رئاسة الحكومة؟ نفس المواطن، راجع نفسه وقال: كم هم؟ ومن هم؟ وهل سيقوم الفريق البرلماني للعدالة والتنمية بإحصائهم وتقديم التقارير عنهم، كما يفعل مع الولاة والعمال؟ ومتى يتم ضم النواب إلى الشرطة القضائية؟ ومتى سيتم إلحاق النواب والمستشارين من حزب رئيس الحكومة إلى المجلس الأعلى للحسابات والشرطة المالية؟ أسئلة قد لا تعني رئيس الحكومة، الذي صرح بأن مسيرة الكرامة لا تعنيه مطلقا.. الحقاوي الحقاوي نقلت تقارير صحافية أنها قالت إنها مدينة للرجال، وأن النساء في العالم لا جدوى منهن بدون رجال.. مواطن بسيط، صفق لها النزوع إلى تكريم الرجال برفع القوامة إلى مؤتمر عالمي. ثم بعد برهة، كما حدث للمواطن الأول من رئيس الحكومة، تساءل، وكله حيرة: هل تقول ذات الشيء عن الرجال في الحكومة؟ فبدون أخنوش وأوزين وحسن الحداد.. لا تساوي شيئا. سؤال بريء للغاية، لا ينتظر جوابا. الرباح قام وزير النقل والتجهيز بتحوير بسيط في معادلة التيجيفي. وقال لو أنه كان يملك المال لمد خطوط التيجيفي من طنجة إلى وجدة أو لكويرة.. لم يقل الكويرة طبعا، ولكن العبارة شهية وتعني الوطن كله. والمهم في الأمر أنه قال، بأنه لن يقبل بأية ملاحظة من أي كان حول الموضوع. فبما إنه قد تراجع عن معارضة المشروع فلا ملاحظة بعد. ومن يعارضني سأتهمه بالريع والفساد. «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا»، صدق المولى عز وجل. كان الداودي، وزير التعليم العالي، نفسه وهو وزير، وهذه شهادة حق في الرجل، قد أعلن بأن التيجيفي كان خطأ. لقد تراجع من بعد، صمتا وحكمة، ولكنه قالها مع ذلك.. زميله في الحكومة يقول بالحرف «اللي عارض ندخل فيه بتران..) ولمَ لا يجول عبر القطارات بالذات، ويصيح في الناس مثل «البراح» بأنه انتهي زمن المعارضة في البلاد، وأن الذي يريد ذلك فما عليه سوى أن يبحث عن مكان آخر في العالم.. خطير للغاية، قد يستوجب بالفعل أن نضع السيناريوهات الأصعب في الحسبان.. الغرور المشوب بالتدين يسميه الفقهاء الكبر . وقانا الله من شره.. أحرضان الزايغ لايلوك الكلام. قد لا يعجبنا كلامه، وجزء من تاريخه، لكنه يعطي بعض السيولة للحديث في السياسة بدارجتة المحبوبة من طرف أنصاره ومن ينصت إليه، والمغامرة أيضا.. عندما يقول بأن الحكومة الحالية فيها أشخاص عندهم تجربة كبيرة في «تحراميات» تشعر بأنه يستعمل الكلمة المغربية المعروفة ليقول ما يقوله آخرون بالفصحى، ولا يصل إلى الأعماق. وتشعر معه دوما بأن تطرح السؤال، كيف يضع التسميات بهذه السهولة؟ ومن هم هؤلاء ؟ وأيضا عندما يقول بأن فيها «الناس اللي خصوهم يتعلموا الصنعة، وفيها أصحاب تحراميات».. نتساءل: هل الصنعة، في نهاية المطاف هي تاحراميات؟