رغم الصمت التام لصحيفة التجديد الناطقة الرسمية باسم حركة التوحيد والإصلاح الدراع الدعوي لحزب العدالة والتمية فقد فاق عدد متتبعي فعاليات الدورة الحادية عشرة من مهرجان موازين في مختلف منصات الرباطوسلا الملايين من المتفرجين. وكشفت «جمعية مغرب الثقافات»، التي تنظم سنويا هذا المهرجان، الذي حضره فنانون من مختلف بقاع العالم أن ما يزيد عن مليونين و380 ألف متفرج تابعوا سهرات المهرجان على امتداد أيام المهرجان، فيما وصل عدد المشاهدين الذين تابعوا فعاليات موازين على شاشات التلفزيون التي قامت بنقل السهرات ما يزيد عن 30 مليون مشاهد. واعتبرت «جمعية مغرب الثقافات» أن هذا الرقم يعتبر رقما قياسيا منذ ان انطلق المهرجان قبل عشر سنوات، مما يضع موازين، الذي قدم أسبوعا من الفعاليات الفنية والثقافية، أتاحت لجمهور مغربي ومتعدد الجنسيات، التفاعل مع ألوان وأنماط غنائية وموسيقية مختلفة، عكست بالفعل تنوع التراث الثقافي العالمي وتعددية التعبيرات الإبداعية للشعوب.في مصاف لمهرجانات العالمية الكبرى. فمن رموز هامة في سماء الأغنية الغربية، إلى أنجح فناني وفنانات الشرق العربي، مرورا بالإيقاعات الإفريقية النابضة بالحركة، دون إغفال الرصيد الغنائي المحلي من أمسيات للأغنية العصرية والشعبية والأمازيغية والحسانية? شكلت الدورة 11 دعوة جماعية مفتوحة إلى سفر وجداني إلى أقصى تخوم الإبداع المحلي والعالمي. وستحتفظ ذاكرة الدورة بلحظات قوية في مسار المهرجان، على غرار استضافتها، في فضاء السويسي، لفرقة «سكوربيونز» الأسطورية? التي شكل المغرب محطة في جولة وداع تنهي أربعة عقود من العطاء الفني في مجال الهارد روك. وعلى نفس المنصة، استقطب الشاب خالد عشرات الآلاف من عشاق «ملك» الراي? الذي كرس ريادته التي لا ينازعها أحد لدى أجيال من عشاق هذا الفن? وجدد صلته الخاصة بجماهيره العديدة في المغرب. أسدل الستار، مساء أول أمس السبت، عن الدورة 11 لمهرجان «موازين..إيقاعات العالم» بحفلين كبيرين لنجمي الأغنية العالمية والعربية، الأمريكية ماريا كاري واللبناني وائل كفوري. ففي فضاء السويسي، فكان مسك ختام البرمجة الدولية لموازين 2012، أمسية خالدة مع الصوت السحري للنجمة الأمريكية ماريا كاري، في أول إطلالة لها بالقارة الإفريقية، وقد أبت إلا أن تشرك معها موهبة مغربية واعدة تمثلت في الدي جي عبديل. وفي فضاء النهضة، احتشد عشاق الأغنية الشرقية الشبابية في سهرة وداع لأمسيات المهرجان، على إيقاع باقة من أنجح أغاني الفنان اللبناني وائل كفوري، الذي توج سلسة نجوم منصة استضافت أبرز مشاهير الأغنية العربية. وكانت ليلة الجمعة مغربية بكل المقاييس، جذبت آلاف الجماهير، وصدحت فيها أصوات نجوم الأغنية المغربية العصرية والشعبية، بمنصتي سلا والنهضة، ورفرف في سمائها العلم المغربي عاليا. التقت الفنانة المغربية نعيمة سميح، عشاقها بمنصة النهضة، الذين استقبلوها بالورود والزغاريد، وأعربت عميدة الأغنية المغربية، عن سعادتها الكبيرة بلقاء جمهور الرباط، مخاطبة إياهم بالقول «اشتقت لكم». وأدت أغنيتها الرائعة «ياك أجرحي» رفقة الفنانة ليلى غفران، قبل أن تتوسط المنصة وحدها وتؤدي مجموعة من الأغاني التي طبعت مسيرتها الفنية الغنية، والتي رددها معها الجمهور الغفير. ونزلت نعيمة عند رغبة رواد فضاء النهضة، الذين طالبوها بالمزيد، فغنت وأطربت كما اعتادت. وشكرت نعيمة سميح خلال الندوة الصحافية التي سبقت حفلها الساهر، جمعية «مغرب الثقافات»، على دعوتها للمشاركة في الدورة 11 لمهرجان «موازين»، قائلة إنها أبت أن تهاجر إلى الشرق، محاولة الحفاظ على الهوية والأغنية المغربية. وبدورها، عانقت الفنانة المغربية ليلى غفران، جمهور مدينة الرباط لأول مرة، بعد غياب طويل، وبدت غفران سعيدة بذلك اللقاء، وهي تؤكد أنها اشتاقت لجمهورها ولطالما انتظرت هذا الموعد الفني. وكما اعتاد عليها الجمهور أدت باقة من الروائع، ضمنها روائع العندليب الأسمر، الذي اشتهرت بأداء أغانيه. وأشارت الفنانة المغربية، ليلى غفران أنها تستعد لإطلاق ألبوم جديد يحمل أغان مغربية، إحداها مهداة للجمهور المغربي، وقالت إنها تعاونت مع الفنان سعيد الإمام، في جديدها الفني. واستقبل الجمهور المغربي الفنانة الصاعدة دنيا باطما، في أول لقاء فني بعد تخرجها من برنامج «عرب آيدل»، الذي بثته قناة «إم بي سي»، وكانت دنيا سعيدة بحفلها المميز إلى جانب عملاقتي الأغنية العربية. غنت دنيا أجمل الأغاني العربية والمغربية، أمام جمهور شجعها حين صوت لها أثناء مشاركتها في برنامجي «أستوديو دوزيم» على القناة الثانية، و»عرب آيدل» على شاشة «إم بي سي»، ومنها أغنية «علاش ياغزالي»، التي رددها معها الجمهور. وألهبت دنيا مشاعر الجمهور عندما أدت أغنية «نداء الحسن»، التي غناها الجمهور معها بحماس شديد. وأكدت نجمة «عرب آيدول»، أنها مدينة لبرنامج «أستوديو دوزيم» الذي هيأها نفسيا لأن تكون قوية أمام الخشبة، وأن تتفاعل مع الجمهور بشكل تلقائي وعفوي، وهو ما مكنها من التألق أمام جمهور برنامج صناعة النجوم «عرب آيدول». وأكدت سليلة عائلة باطما، أنها لا تعتبر نفسها قد ««انهزمت» في البرنامج الذي شهد تألقها، معتبرة في الندوة الصحفية الخاصة بتقديم حفلها، بمنصة النهضة، أن جائزة «عرب آيدول» لا تهمها بقدر أهمية الحب والدفء الذي اكتسبته لدى الجمهور المغربي والعربي بشكل عام. وامتلأ فضاء سلا، عن آخره بجمهور لم يتوان عن حضور حفل الفنانين الحاج عبد المغيث، وخالد بناني، وعدنان السفياني، وبوشعيب الدكالي، في سهرة من العمر، ستكتب في تاريخ «موازين»، وتفاعل الحضور مع الأغاني الشعبية وإيقاعاتها الراقصة، خصوصا وأن هذا اللون الغنائي يعد من الألوان الأكثر احتفالية. وتوجه آلاف الجماهير لحضور حفل الفنان الأمريكي ليني كرافيتز، الذي أبى إلا أن ينزل من منصته بفضاء السويسي، ليرقص ويغني إلى جانب جمهوره الذي استقبله بالهتافات والعناق، وفاق عدده توقعات المنظمين، فيما قدم الفنان الكاميروني مانو ديمانغو، الذي يشكل ذاكرة الموسيقى الإفريقية، عرضا فنيا أبهر الجمهور الرباطي، في منصة أبي رقراق. ووجه المغني والممثل الأميركي ليني كرافيتس من الرباط نداء الى السلام في الشرق الاوسط لا سيما بين الفلسطينيين والاسرائيليين بمناسبة مهرجان «موازين ايقاعات العالم». وقال الفنان قبيل حفلته التي أقامها : «أينما توجهت في العالم أوجه نداء للسلام في هذه المنطقة ولا سيما بين الاسرائيليين والفلسطينيين وفي الرباط أكرر ذلك علناً». وهذه أول حفلة يحييها ليني كرافيتس في المغرب والقارة الافريقية. وقال «إني احترم كثيرا أفريقيا التي أستمد منها وعائلتي التي أصلها من بهاماس، جذورا عميقة. وأود ان أنظم في المستقبل جولة في القارة السوداء«. أما فضاء شالة، فشهد تقديم عرض لمجموعة جينكي الصينية، واحتضنت قاعة باحنيني، إبداعات فورتونا فروليش وكورال المغرب. وتواصلت عروض المجموعات الغنائية والراقصة، في الشوارع الكبرى للعاصمة الرباط، حيث لفتت كل من فرقة ماهالاراي باندا الرومانية، وديفي كاكو الفرنسية، الأنظار، إلى جانب مجموعة قصبة فانفار وكازافييستا من المغرب.