أسدل الستار٬ مساء السبت٬ الماضي عن الدورة 11 لمهرجان «موازين..إيقاعات العالم» بحفلين كبيرين لنجمي الأغنية العالمية والعربية٬ الأمريكية ماريا كاري واللبناني وائل كفوري. ففي فضاء السويسي٬ كان مسك ختام البرمجة الدولية لموازين، 2012 أمسية خالدة مع الصوت السحري للنجمة الأمريكية ماريا كاري٬ في أول إطلالة لها بالقارة الإفريقية٬ وقد أبت إلا أن تشرك معها موهبة مغربية واعدة تمثلت في الدي جي عبديل. وكانت الفنانة الأمريكية، عبرت في ندوة صحافية عقدت مساء يوم الجمعة الماضي عن سعادتها بحفلها الأول في المغرب، وإطلالتها الأولى على الجمهور من خلال مهرجان «موازين»، قائلة إنها تعشق المغرب، لذلك أصرت على إطلاق اسم «موروكن» على أحد طفليها التوأم. ولم تمانع ماريا كاري في أداء أغاني أجنبية بإيقاعات مغربية، سواء كانت كناوية أو عصرية، فيما عبرت عن إعجابها بالأغنية العربية عموما، قائلة إنها تحاول تخصيص وقت للاستماع إليها. وفي فضاء النهضة٬ احتشد عشاق الأغنية الشرقية الشبابية في سهرة وداع لأمسيات المهرجان٬ على إيقاع باقة من أنجح أغاني الفنان اللبناني وائل كفوري٬ الذي توج سلسة نجوم منصة استضافت أبرز مشاهير الأغنية العربية. وتوج الحفلان الكبيران أسبوعا من الفعاليات الفنية والثقافية٬ التي أتاحت لجمهور مغربي ومتعدد الجنسيات٬ التفاعل مع ألوان وأنماط غنائية وموسيقية مختلفة٬ عكست بالفعل تنوع التراث الثقافي العالمي وتعددية التعبيرات الإبداعية للشعوب. فمن رموز هامة في سماء الأغنية الغربية٬ إلى أنجح فناني وفنانات الشرق العربي٬ مرورا بالإيقاعات الإفريقية النابضة بالحركة٬ دون إغفال الرصيد الغنائي المحلي من أمسيات للأغنية العصرية والشعبية والأمازيغية والحسانية٬ شكلت الدورة 11 دعوة جماعية مفتوحة إلى سفر وجداني إلى أقصى تخوم الإبداع المحلي والعالمي. ولم يحجب الحضور الوازن لنجوم الغناء والموسيقى العرب والعالميين الضوء عن الفنانين المغاربة الذي أحيوا حفلات ناجحة٬ بمختلف ألوان التراث والإبداع الفني المغربي. حيث لم تكن ثامن ليلة من ليالي مهرجان «موازين..إيقاعات العالم»، ككل الليالي لأنها ببساطة، كانت مغربية بكل المقاييس، جذبت ملايين الجماهير، وصدحت فيها أصوات نجوم الأغنية المغربية العصرية والشعبية، بمنصتي سلا والنهضة، ورفرف في سمائها العلم المغربي عاليا. التقت الفنانة المغربية نعيمة سميح، عشاقها بمنصة النهضة، الذين استقبلوها بالورود والزغاريد، وأعربت عميدة الأغنية المغربية، عن سعادتها الكبيرة بلقاء جمهور الرباط، مخاطبة إياهم بالقول «اشتقت لكم». وأدت أغنيتها الرائعة «ياك أجرحي» رفقة الفنانة ليلى غفران، قبل أن تتوسط المنصة وحدها وتؤدي مجموعة من الأغاني التي طبعت مسيرتها الفنية الغنية، والتي رددها معها الجمهور الغفير. ونزلت نعيمة عند رغبة رواد فضاء النهضة، الذين طالبوها بالمزيد، فغنت وأطربت كما اعتادت. وشكرت نعيمة سميح خلال الندوة الصحافية التي سبقت حفلها الساهر، جمعية «مغرب الثقافات»، على دعوتها للمشاركة في الدورة 11 لمهرجان «موازين»، قائلة إنها أبت أن تهاجر إلى الشرق، محاولة الحفاظ على الهوية والأغنية المغربية. وبدورها، عانقت الفنانة المغربية ليلى غفران، جمهور مدينة الرباط لأول مرة، بعد غياب طويل، وبدت غفران سعيدة بذلك اللقاء، وهي تؤكد أنها اشتاقت لجمهورها ولطالما انتظرت هذا الموعد الفني. وكما اعتاد عليها الجمهور أدت باقة من الروائع، ضمنها روائع العندليب الأسمر، الذي اشتهرت بأداء أغانيه. وأشارت الفنانة المغربية، ليلى غفران أنها تستعد لإطلاق ألبوم جديد يحمل أغان مغربية، إحداها مهداة للجمهور المغربي، وقالت إنها تعاونت مع الفنان سعيد الإمام، في جديدها الفني. واستقبل الجمهور المغربي الفنانة الصاعدة دنيا باطما، في أول لقاء فني بعد تخرجها من برنامج «عرب آيدل»، الذي بثته قناة «إم بي سي»، وكانت دنيا سعيدة بحفلها المميز إلى جانب عملاقتي الأغنية العربية. غنت دنيا أجمل الأغاني العربية والمغربية، أمام جمهور شجعها حين صوت لها أثناء مشاركتها في برنامجي «أستوديو دوزيم» على القناة الثانية، و»عرب آيدل» على شاشة «إم بي سي»، ومنها أغنية «علاش ياغزالي»، التي رددها معها الجمهور. وألهبت دنيا مشاعر الجمهور عندما أدت أغنية «نداء الحسن»، التي غناها الجمهور معها بحماس شديد. وأكدت نجمة «عرب آيدل»، أنها مدينة لبرنامج «أستوديو دوزيم» الذي هيأها نفسيا لأن تكون قوية أمام الخشبة، وأن تتفاعل مع الجمهور بشكل تلقائي وعفوي، وهو ما مكنها من التألق أمام جمهور برنامج صناعة النجوم «عرب آيدل». وأكدت سليلة عائلة باطما، أنها لا تعتبر نفسها قد «انهزمت» في البرنامج الذي شهد تألقها، معتبرة في الندوة الصحفية الخاصة بتقديم حفلها يوم أمس، بمنصة النهضة، أن جائزة «عرب آيدل» لا تهمها بقدر أهمية الحب والدفء الذي اكتسبته لدى الجمهور المغربي والعربي بشكل عام. وامتلأ فضاء سلا، عن آخره بجمهور لم يتوان عن حضور حفل الفنانين الحاج عبد المغيث، وخالد بناني، وعدنان السفياني، وبوشعيب الدكالي، في سهرة من العمر، ستكتب في تاريخ «موازين»، وتفاعل الحضور مع الأغاني الشعبية وإيقاعاتها الراقصة، خصوصا وأن هذا اللون الغنائي يعد من الألوان الأكثر احتفالية. من جهة أخرى توجه آلاف الجماهير لحضور حفل الفنان الأمريكي ليني كرافيتز، الذي أبى إلا أن ينزل من منصته بفضاء السويسي، ليرقص ويغني إلى جانب جمهوره الذي استقبله بالهتافات والعناق، وفاق عدده توقعات المنظمين، فيما قدم الفنان الكاميروني مانو ديبانغو، الذي يشكل ذاكرة الموسيقى الإفريقية، عرضا فنيا أبهر الجمهور الرباطي، في منصة أبي رقراق. أما فضاء شالة، فشهد تقديم عرض لمجموعة جينكي الصينية، واحتضنت قاعة باحنيني، إبداعات فورتونا فروليش وكورال المغرب. وتواصلت عروض المجموعات الغنائية والراقصة، في الشوارع الكبرى للعاصمة الرباط، حيث لفتت كل من فرقة ماهالاراي باندا الرومانية، وديفي كاكو الفرنسية، الأنظار، إلى جانب مجموعة قصبة فانفار وكازافييستا من المغرب. كما احيت المجموعة الغنائية المغربية «فناير» حفل اختتام الدورة مساء يوم السبت، بمنصة شاطئ سلا، حيث قدمت المجموعة، رفقة الفرق الغنائية شوف تشوف، ومجموعة روابا كرو، الفائزة في مسابقة «جيل موازين»، ومغني الراب «مسلم»، حفلا يمزج بين الغناء والرقص عبر مجموعة من التصاميم الكوريغرافية، واللوحات الفنية. وستحتفظ ذاكرة الدورة بلحظات قوية في مسار المهرجان٬ على غرار استضافتها٬ في فضاء السويسي٬ لفرقة «سكوربيونز» الأسطورية٬ التي شكل المغرب محطة في جولة وداع تنهي أربعة عقود من العطاء الفني في مجال الهارد روك. وعلى نفس المنصة٬ استقطب الشاب خالد عشرات الآلاف من عشاق «ملك» الراي٬ الذي كرس ريادته التي لا ينازعها أحد لدى أجيال من عشاق هذا الفن٬ وجدد صلته الخاصة بجماهيره العديدة في المغرب. وأشبعت أمسيات هذا الفضاء شغف شباب العاصمة بنجوم الأغنية الغربية من حجم بيتبول وإيفانسانس و(إل.ام.إف.آ.أو) وأسطورة الريغي جيمي كليف ومجموعة الرقص التركية ذائعة الصيت فاير أوف أناطوليا٬ بالإضافة إلى النجم الأمريكي ليني كرافيتز. أما في سجل الأغنية الشرقية٬ فقد وجد جمهور فضاء النهضة فرصة اختيار واسعة للتواصل مع نجومه المفضلين٬ بحيث تعاقب على المنصة فنانو الصف الأول في لبنان ومصر وسوريا بالخصوص. يتعلق الأمر بأسماء من حجم مروان خوري ونانسي عجرم وفضل شاكر وهاني شاكر ومحمد حماقي وأصالة وأنغام وملحم زين. وفسحت الدورة 11 المجال لتواصل الجمهور المغربي مع نجوم المستقبل في الغناء حيث استقبلت منصة سلا مثلا مجموعة مازاكان وأسامة بسطاوي وعزيز بوحدادة ولمياء الزايدي، وأتيحت فرصة الاحتكاك بين الأجيال في حفل ضم حاتم إدار وإيمان الوادي مع المخضرمين آمال عبد القادر ومحمود الإدريسي. وعلى نفس المنصة، حضرت تجربة المجموعات بكل ثقلها من خلال «ألوان» و «جيل الغيوان» و «فايف سطار» و»لمشاهب». وشهدت منصة النهضة حفلا كبيرا احتفى بعطاءات الفنانتين نعيمة سميح وليلى غفران٬ واستضاف النجمة الصاعدة دنيا باطما. كما كان لجمهور الأغنية الأمازيغية، من خلال منصة سلا، موعد مع فرسان هذا النمط الغنائي الموسيقي، من خلال إنرزاف و ميمون رفروع و عموري مبارك وحمد الله رويشة، الذي يحمل مشعل التراث الغنائي الضخم الذي خلفه الراحل محمد رويشة. هذا ويمكن اعتبار التنوع في الفقرات والتفاعل الجماهيري مع مختلف العروض الفنية عنوانا كبيرا للدورة 11 لمهرجان «موازين..إيقاعات العالم».