تفاعل جمهور موازين بالسويسي بشكل جد حماسي مع أداء فرقة الهارد روك الألمانية «سكوربيونز»، التي قدمت عرضا فنيا «مبهرا بامتياز»، وذلك يومين قبل اختام فعاليات مهرجان «موازين.. إيقاعات العالم». فعاليات. تمكنت «سكوربيونز» في أجواء تفاعلية أن توقظ حنين جمهور من مختلف الأعمار بعد أن حركت موسيقاها «عقارب» ساعة الفرح والمتعة إلى الوراء وعادت بأجيال بكاملها من إلى نهاية الستينيات من القرن الماضي جعلتهم يتماهون من جيل جديد شاب فقط الفترات الأخيرة من ابداعات. فخورا بالرصيد الفني لفرقته، يوضح ماين في ندوة صحافية ضمن فعاليات المهرجان «أن الفرقة عمرت في ساحة الروك لحوالي أربعة عقود بفضل شغف أعضائها بالموسيقى واستمتاعهم بالعزف أمام عشاق من دول مختلفة». لقد استقبل جمهور منصة السويسي فرقة الهارد روك الألمانية بالهتاف، وزاد الأمر أكثر تفاعلية حين صرخ المغني كلاوس ماين «سلام، نحن مسرورون بالتواجد هنا في هذا المهرجان لأول مرة»، لتتحول بذلك كل أغنية تؤديها الفرقة وكل كلمة ينطقها ماين بالعربية من قبيل «لاباس» و«شكرا» كما لو أنها لسعات «عقارب ممتعة» تفضي إلى الفرح بدل الحزن. لقد ررد جمهور هذه الفرقة الشهيرة، نساء رجال أطفال وكهول، شباب وشابات، من مختلف الشرائح الاجتماعية، كل أغاني «سكوربيونز»، التي أديت وانخرط في تقليد الحركات الراقصة لاعضاء الفرقة. استمر الحفل لأزيد من ساعتين وكان عبارة عن استرجاع لمسيرة فنية لفرقة الهارد روك الألمانية تستعد لانهاء مسارها بعدما وسمت التاريخ بإبداعات يحفظها الكبار والصغار، الفقراء والاغنياء، الأقوياء والضعفاء في كل ربوع العالم. تواصلت الفرحة على جنبات المنصة، لكن كان انتظار أغنية واحدة، والأمر يتعلق ب«رياح التغيير» التي تشبث الجمهور بسماعها في أداء حي هنا بالرباط، والتي بالنظر للتفاعلية التي أبان عنها الجمهور، سوف تتحول في يوم ذكرى في مسار الفرقة، التي أسرت بعد أن انبهرت نفسها بالجمهور بأدائها في صيغتين مع حمل ماين للعلم المغربي. وهي الأغنية التي قال عنها ماين «ان السياق التاريخي الذي خرجت فيه «إلى الوجود شبيه بحجم التغيرات التي عاشها عدد من شعوب دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا خلال السنة المنصرمة»، مضيفا أن كلمات وألحان الأغنية التي أدتها الفرقة لأول مرة سنة 1990 تحمل في طياتها رسالة سلام وأمل، مشيرا إلى أنها مرتبطة بمرحلة تاريخية تحيل على انتهاء الحرب الباردة وانهيار جدار برلين. ويرجع تاريخ كتابة هذه الأغنية إلى 1989 عندما أحيت الفرقة حفلا تاريخيا في موسكو حيث الكلمات تحتفي بإطلاق سياسة البريسترويكا والغلاسنوست (إعادة الهيكلة الاقتصادية والشفافية) من طرف رئيس الاتحاد السوفياتي أنذاك ميخائيل غورباتشيوف، مما وضع حدا بعد ذلك للحرب الباردة. هذا، وجددت فرقة سكوربيونز، خلال ندوة صحافية قبل عرضها، تأكيدها بأن المغرب يعتبر محطة في جولتها الأخيرة التي ستتوج مسارا موسيقيا متفردا، في عالم الفن الغربي. وبنبرة من الواقعية المشوبة بالشجن، قال ماين ان «الزمن يضع نهاية لكل شيء، موعد التقاعد قد حان وتوقف الفرقة عن التجوال تحتمه عوامل التقدم في السن والارهاق المترتب عن السفر».