في وداع مجموعة سكوربيونز الأسطورية في إطار جولتها الوداعية أحيت فرقة الروك أند رول و الهيفي ميتال (heavy metal) الألمانية «سكوربيونز» أو العقارب حفلاً موسيقياً على منصة السويسي بالرباط ضمن فعاليات مهرجان موازين . هذه الفرقة التي تتمتع بصيت عالمي، تأسست منذ سنة 1965 على يد نفس عازف الغيثار الحالي «رودولف شانكار» بهانوفر، وبعد 47 سنة من العطاء أصدرت خلالها ما لا يقل عن 17 ألبوم من الأستوديو و5 البومات مباشرة، منحتها شهرة أسطورية في عالم الروك ومكنتها من الصمود والحفاظ على مكانتها أمام موجتي الروك الأمريكية والبريطانية اللتين غزتا الساحة في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي. مناسبة ذهبية كهذه لم يكن ليفوتها الجمهور المغربي، خاصة عشاق هذا اللون الموسيقي والذين توافدوا من مختلف المدن لمشاركة الفرقة حفل وداعها بالإضافة إلى عيد ميلاد مغنيها ونجمها الأول «كلاوس ماين» الذي بلغ سن ال 64 ! هذا الأخير، وعلى غرار كافة أفراد الفرقة الخمسة ، تفاعل مع الجمهور الذي يعتبر النجم الحقيقي في حفل ليلة الخميس الماضي ، بحيث شاطر الفرقة تأدية الأغاني ، الأمر الذي دعا مغني الفرقة إلى الوقوف صامتاً من حين إلى آخر تاركاً الكلمة للجمهور الذي قدم صورة معبرة عن مغرب منفتح على الفن الراقي بمختلف أنواعه و جنسياته. من جهتها أدت الفرقة حفلاً لا يقل صخباً وروعة عن حفلاتها الأوروبية والأمريكية وأبدعت في أداء مجموعة من أبرز ما أنتجته خلال مسارها الفني still loving you, wind of change , rock you like a hurricane , send me an angel كما توسط الحفل عملان إبداعيان فرديان كان أولهما لقارع الطبل drums جايمز كوتاك والذي سمي ب kottak attack حيث ألهب حماس الحضور بضرباته المتناسقة والمتناغمة والتي وازاها فيلم قصير عرض على شاشات المنصة لأبرز ألبومات الفرقة على مر تاريخها. تلته فقرة من السولو غيتار قدمها عازف الآلة ذاتها «ماتياس جابس» والذي تقدم إلى أقرب نقطة من الجمهور حيث أثار الإعجاب في حركاته وسكناته وتجاوبه . مشاعر من الفخر والبهجة اختلطت بأخرى من الدهشة لاحت على محيا أعضاء الفرقة الأسطورية لما شاهدوه من الجمهور الحاضر، أجبرتهم على الإشارة بالإبهام له في فترات متقطعة من الحفل، كما قام صاحب الحنجرة الذهبية والتي لم يزدها الزمن إلا لمعانا وعذوبة «كلاوس ماين» بلف العلم المغربي على كتفيه اعترافاً بروعة جمهور هذا البلد، كما عبر عن ذلك بقوله «إنه أمر لطيف أن نتواجد معكم هنا في المغرب». لقد كانت ليلة السكوربيونز واحدة من أفضل الحفلات إن لم تكن أفضل ما قدمه مهرجان موازين لهذا العام وشهدت حضوراً جماهيرياًَ قياسياًَ. إذ اعتبر العديد من المتتبعين هذا الحفل بمثابة ختام بديع لدورة المهرجان على بعد يومين من الختام الفعلي لفعالياتها، وعمت انطباعات عن وجود ارتياح كبير لما قدمته الفرقة على المنصة والذي يؤكد كونها من بين النجوم الكبيرة في المهرجان هذا العام. وكما سبقت الإشارة فهذا الحفل هو واحد من سلسة حفلات أخرى (40 حفل) في إطار جولة ستقود الفرقة إلى كل من الولاياتالمتحدة، فرنسا، بلجيكا... على أساس أن تختتم يوم 15 ديسمبر القادم بألمانيا مسقط رأس أعضائها . سكوربيونز الفرقة التي أطربت أجيالاً متعاقبة من عشاق فن الروك أند رول والأغنية ذات الطابع العاطفي والسياسي أحياناً سوف تودع المنصات تاركة خلفها صيتاً كونياً وموسيقى قل نظيرها، عاشت معها مدينة الرباط أجمل لحظات الفرح والمتعة، وافتخرت عاصمة المغرب بتكريمها، وحفل بهذه المميزات هو رد اعتبار من جمهور ذواق لفرقة نقشت اسمها بحروف من ذهب في سماء الموسيقى العالمية.