احتضنت العاصمة الإدارية الرباط يوم السبت الفارط 12 ماي الجاري، فعاليات اليوم الدراسي حول «مستجدات التشخيص والعلاج» بخصوص سرطان الغدد اللمفاوية وسرطان الدم بالمغرب، وهواليوم الذي يأتي مباشرة بعد المؤتمر السنوي للجمعية الفرنسية لسرطان الغدد اللمفاوية، والذي تم تنظيمه تحت رعاية الجمعية المغربية لأمراض الدم ، بتعاون مع قسم أمراض الدم بالمستشفى العسكري محمد الخامس بالرباط. عن أمراض الدم بالمغرب، صرّح البروفسور مهمال قائلا بأن «حالات أمراض الدم بالمغرب تتزايد باستمرار مع وجود 2000 حالة سنويا، وفي بعض الأحيان في مراحل جد متقدمة»، مضيفا بأن « هذا اليوم العلمي الدراسي يندرج في إطار شراكتنا مع الجمعية الفرنسية لسرطان الغدد اللمفاوية، كما أنه يهدف إلى الوقوف على التقدم الأخير في مجال التشخيص والتوقع وعلاج سرطان الغدد اللمفاوية وسرطانات الدم»، مشيرا إلى أنه «وبفضل الأدوية المتوفرة، يمكن علاج هذه الأمراض، حيث لا تخوّل الأدوية جودة حياة أحسن، بل تمكن من الحصول على عدد كبير من حالات الشفاء التام حين يكون هناك تشخيص مبكر وتكفل مثالي في وسط متخصص يسهر عليه فريق متعدد الاختصاصات». واعتبر البروفسور مهمال أن «الأمل في الشفاء يبقى رهينا بوصول عادل وسهل ومناسب للعلاجات المقررة، وفي هذا الإطار، سيتم التفكير في التدابير الجديدة التي يجب اتخاذها بعد إغلاق الصيدلية الرئيسية للصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي، تدابير يجب أن تركز على التواصل حول المساطر الإدارية التي يجب اتباعها من طرف منخرطي الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي، كما يجب أن تخضع قنوات توزيع هذه الأدوية المختارة من طرف الصندوق مثل المصحات الخاصة لمراقبة صارمة». وشدد مهمال على أن « مثل هذه الاستراتيجية تفرض نفسها، سواء تعلق الأمر بمؤسسات التعويض أو المؤسسات الصحية العمومية أو الخاصة. بالإضافة إلى أن هذه الاستراتيجية ستمكن من التقليص من حالات الوفيات المرتبطة بهذه الأمراض الخطيرة، كما ستمكن كذلك النظام الصحي ومعه المريض من تفادي بعض النفقات الإجبارية». وجدير بالذكر أن ورم الغدد اللمفاوية «الليمفوم» هو سرطان دم يؤثر على الجهاز اللمفاوي، وتبقى أسباب هذا المرض مجهولة إلى يومنا هذا. وهو يمثل ثالث نوع من السرطان المتفشي لدى الأطفال، بحيث لم يتوقف عدد المصابين به عن الارتفاع خلال السنوات الاخيرة. إذ نجد أن ورم الغدد اللمفاوية «غير الهودجكيني» قد ارتفع عدد المصابين به إلى 80% منذ سنوات السبعينيات، ويبقى سبب ارتفاع الإصابات بدوره مجهولا. وتجدر الإشارة إلى أن هناك حوالي مليون مريض يعانون من ورم الغدد اللمفاوية. وهناك تقريبا 30 نوعا من هذا المرض يمكن تصنيفها ضمن طبقتين: داء «هودجكين»، وورم الغدد اللمفاوية «غير الهودجكيني»، بحيث يبقى داء «هودجكين» نادرا، بما أنه لا يرتبط سوى بحالة واحدة من بين سبع حالات مصابة بورم الغدد اللمفاوية. أما بخصوص الجمعية المغربية لأمراض الدم، التي تم إنشاؤها سنة 2004، فقد وضعت نصب عينيها، بحسب أعضائها، تنمية البحث في أمراض الدم وتبادل الخبرات في هذا المجال عبر الشراكة مع الأشخاص والمجموعات المهتمة به. وأكد مصدر من الجمعية على أنها قامت بالعديد من الأعمال في هذا الاتجاه، خصوصا «أنها تسخّر نفسها بالكامل للتكوين الأولي والمستمر في أمراض الدم، فإلى جانب تنظيم المؤتمرات والأيام العلمية، توقّع العديد من البروتوكولات المتعلقة بالتكفل العلاجي وتصدر توصيات حول هذه الممارسة الطبية وتتدخل لدى الهيئات المختصة بخصوص جميع المواضيع التي تهمها».