قدمت فرقة بصمات الفن لجمهور مدينة تيزنيت، وللجنة الدعم المسرحي التابعة لوزارة الثقافة عرضها المسرحي الأول الذي نال إعجاب الجمهور، تحت عنوان «عرس الذيب» الذي يتمحور حول فكرة السلطة والتملك، فالأم ومنذ أول ظهور لها، تتحايل على ابنها محاولة إقناعه بفكرة واحدة ألا وهي الإمساك بالسلطة وبقبضة من حديد. ويفتح إخراج المسرحية نوافذ أخرى تطل بداية على البنية الداخلية والسيكولوجية للشخصيات، باعتبارها مكونا أساسيا لفهم رمزية ودلالات النص المسرحي. وقد جعل المخرج من كل شخوصه فوق الركح أبطالا تتفاعل فيما بينها في قالب كاريكاتوري، وإن جعل من شخصية يحيى شخصية تمزج بين البساطة والسذاجة أحيانا وبين السخرية والمكر أحيانا أخرى، خاصة عندما تتوالى وتتسابق الأحداث فيجد نفسه خارج الزمان وهو داخل الحدث. وخيوط الموت تلتف حول عنقه وهو لا يزال يظن بأن سذاجته تشفع له كي يبقى خادم الأميرة وبامتياز. أما شخصية الأم «الأميرة» فهي المفتاح للغوص عمقا في دلالات النص المسرحي «عرس الذيب» في علاقة ذهاب وإياب مع الإبن «نور» فهي من جهة الأم التي تخاف على ابنها.. ومن جهة ثانية هي الأميرة التي ألفت القوة بشكل غير مباشر. كما ألفت السيطرة والجبروت والقوة والقسوة. لأن قوانين الحكم تفرض عليها ذلك وتلزمها أن يرث ابنها كل هذه المقومات، لأنها في نظرها هي الضامن الوحيد لإستمراريتها والحفاظ على إرث ضحت بكل شيء من أجله . وإختار المخرج في تفاعل واضح مع النص، الذي هو كاتبه الاشتغال على الشيء ونقيضه في إطار البناء الدرامي للشخصيات . فشخصية نور «الأمير» لا تقل قيمة عن شخصية الأم رغم أنه في الظاهر تتجلى وكأنها شخصية بسيطة مسالمة وبريئة ومتجذرة في المبادئ والأخلاق لكن بناء هذه الشخصية يمكن أن يأخذ منحى آخر.. يجعلها شخصية غامضة مزاجية ومتقلبة. أحيانا هادئة و أحيانا أخرى صاخبة ومتمردة شخصية يمكن أن تخلق الحدث في أي دقيقة من زمن المسرحية. وزاد العمل المسرحي «عرس الذيب» عمقه الدرامي المسرحي الشخوص التي تفتح عدة مساحات للتخيل والتأويل، مع توظيف أشكال أخرى من الفرجة المتجذرة في التراث الشعبي المغربي. مسرحية من تأليف وإخراج إبراهيم أرويبيعة، تشخيص«حسن بن بديدة»، «رشيدة كرعان»، «يوسف التونزي»، وسينوغرافيا «محمد المنشور»، والاستشارة الفنية «عبد الرزاق الزيتوني»، والموسيقى «بوحسين فولان»، والملابس «خالد اوماصتي»، «مليكة الشامي»، والمحافظة «ابراهيم باطا»، والمكياج والملابس «صباح بونيت»، والعلاقات العامة «رشيدة كرعان». تزنيت