تمكن فريق من العلماء البريطانيين من العثور على مجموعة من الكريات الدقيقة جدا على شكل بيض في قلب حجر «تيسنت» النيزكي الذي سقط في الجنوب المغربي قادما من كوكب المريخ. وحصل الفريق العلمي، المنتمي لمركز باكينغهام لبيولوجيا الفضاء بجامعة كارديف، على صورة لتلك الكريات الصغيرة بالاستعانة بجهاز ميكروسكوب ضخم، معتبرين أن هذا الاكتشاف يشكل دليلا على وجود شكل من أشكال الحياة على سطح كوكب المريخ. وقال البروفيسور تشاندرا ويكراماسينغ (72 سنة)، الذي يقود فريق العلماء الباحثين، إن تلك الكريات المثبتة داخل الحجر النيزكي غنية بالكربون والأوكسجين. وأضاف، في تصريح لوسائل الإعلام البريطانية، أن ليس ثمة أي تفسير لوجود تلك المكونات على الحجر سوى أن يكون مصدرها كائنات حية. وقال إنه من المستحيل أن تكون تلك المكونات قد اخترقت الحجر لدى سقوطه على كوكب الأرض، بل هي بقايا بعض الكائنات الحية. وجاء في تصريحه : «لقد تم العثور على حجر «تيسنت» بضعة أسابيع فقط بعد سقوطه على كوكب الأرض، ومن المستبعد أن تكون هناك شوائب أرضية علقت به. وعلى كل حال، فإن المكونات التي توصلنا إليها كانت على مقاطع داخلية من الحجر » . ويرى البروفيسور أن هذا الاكتشاف يعزز نظريته، التي طالما دافع عنها في مختلف المحافل العلمية الدولية، والتي يدعي فيها أن الفيروسات، بما فيها تلك التي تتسبب في الأنفلوانزا، وصلت إلى كوكب الأرض من الفضاء الخارجي عبر مجموعة من النيازك. للإشارة فإن حجر «تيسنت» سقط في في منطقة تحمل نفس الإسم وتبعد بحوالي 60 كلم عن مدينة طاطا، بالجنوب المغربي. وربط أمريكي شغوف بجمع النيازك، اقتنى أكبر قطعة منه، تزن 1.1 كلغ من أحد الأشخاص الذين يتاجرون في مثل هذه الأنواع من الأحجار، الاتصال بمتحف التاريخ الطبيعي بلندن، الذي اقتناه منه بقيمة تفوق بعدة أضعاف مجموع الميزانية السنوية التي يخصصها المتحف للمقتنيات، لكن دون الكشف عن القيمة الحقيقية للصفقة. وعمل المتحف على إرسال عينات من الحجر إلى مجموعة من المعاهد لإجراء دراسات معمقة وشاملة، من شأنها أن تكشف خبايا كوكب المريخ وتأكيد أو نفي الادعاءات بوجود حياة على سطح الكوكب الأحمر.