مني فريق الرجاء البيضاوي بهزيمة قاسية بعقر الدار أمام المغرب التطواني لحساب الجولة السادسة والعشرين من دوري المحترفين، وهذه هي الهزيمة الأولى التي يحصدها الفريق الأخضر بميدانه منذ انطلاق الدوري، لكن طعمها كان بمذاق العلقم، سيما وأن موقعها فريق ينافس الرجاء على لقب البطولة. كانت آمال الخضر هو صنع الفوز خلال هذه المواجهة لتصدر سبورة الترتيب، إلا أن كل الآمال التي نسجت قبل انطلاق المباراة تبخرت خلال الأنفاس الأخيرة من عمر اللقاء الذي قاده الحكم بولحواجب، والذي وجهت إليه انتقادات كثيرة خصوصاً من جانب العناصر الرجاوية. وإذا كان الحكم بولحواجب قد اقترف بعض الأخطاء أبرزها عدم إعلانه عن ضربة جزاء واضحة وضوح الشمس في فصل الصيف، فإن هذا الخطأ لا يمكن أن يخفى شمس الحقيقة، ذلك أن العناصر الرجاوية لم تكن في مستوى الحدث، ولم يرق عطاؤها التقني والتكتيكي إلى تطلعات الجماهير التي انخرطت كعادتها بكل تلقائية في تقديم الدعم والمساندة لتحفيز اللاعبين على الإبداع في المنتوج الكروي، وصنع فوز تاريخي، وزرع الأفراح بالمدرجات. لكن النهج التكتيكي للمدرب عزيز العامري شكل لغزاً، استعصى على مدرب الرجاء مارشان فك طلاسيمه. ويمكن القول بأن اعتماد التطوانيين على الدفاع الخطي، وتضييق المساحات على مهاجمي الرجاء بالتكتل في خط الوسط، وبناء المرتدات عن طريق التمرير خلف المدافعين اختيارات تكتيكية مكنت الزوار من إجهاض العديد من المحاولات الرجاوية، وخلق بالتالي العديد من الفرص السانحة للتهديف، والتي لم يكتب لها أن تتحول إلى أهداف بفضل سرعة بديهة الحارس العسكري الذي أنقذ مرماه في أكثر من محاولة. من جانبه، عمد لاعبو الرجاء إلى بناء هجوماتهم من الجهتين، ونجحوا في خلق بعض الممرات في دفاع الضيوف، لكن سوء التركيز، حتى لا نقول سوء الطالع فوت عنهم زيارة شباك الزوار. الطرد الذي تعرض له المدافع أمين الرباطي في الدقيقة 82، أحسن استثماره الفريق الزائر الذي عرف كيف يجعل الكفة تميل لفائدته خلال الوقت المحتسب في مناسبتين، الأولى بواسطة اللاعب زيد كروش، والثانية عن طريق ضربة جزاء أحسن ترجمتها عبد الرزاق المناصفي. مدرب المغرب التطواني اعتبر المكانة التي يتواجد بها فريقه مستحقة مستشهداً في ذلك خلال تصريحه بأن التطوانيين يتوفرون على أقوى هجوم، وأحسن دفاع وأضاف في ذات السياق «نتوفر على عناصر شابة يتطور مستواها التقني، ومنتوجها الكروي دورة بعد أخرى». الخسارة التي مني بها فريق الرجاء البيضاوي أمام جمهوره قلصت من حظوظه في الحفاظ على اللقب، حيث تجمد رصيده في 45 نقطة على بعد أربع نقط عن المغرب التطواني الذي اعتلى كرسي الصدارة، في انتظار ما ستسفر عنه نتائج الجولات الأربع المتبقية من عمر دوري ألبسوه جلباب الاحتراف، وهو مازال لم يتخلص من الهواية على كافة المستويات.