الحديث عن مشاكل منطقة امنتليت حديث ذو شجون، والتعاطي معه يجب أن يستحضر التاريخي، والطبيعي والاجتماعي والسياسي فالاقتصادي. غير أن التعاطي السلبي مع هذا الملف وتركه للاحتقان، بدأ يعطي نتائج عكسية لم تعد حبيسة منطق تدبير توازنات داخل المجلس البلدي الذي لم تفتأ أغلبيته الساحقة تستنكر، وتراسل، وتشتكي دون طائل، حيث أصبح لمشاكل المنطقة بعد إنساني، صحي، اجتماعي وحقوقي إثر حالة الشح التي باتت تعانيها المنطقة بسبب ندرة الماء الصالح للشرب وغياب البنيات التحتية المائية مع اقتصار أكثر من 80% من السكان على وسائل تقليدية في جلب الماء اعتمادا على إمكانياتهم ومجهوداتهم الذاتية، تتجلى خصوصا في حفر الآبار والمطفيات لتخزين مياه الأمطار. بجماعة امنتليت، حيث تم رفض الحساب الإداري لسنة 2011 بأغلبية ساحقة مقابل 4 أصوات فقط، ووجه أحد مستشاريها رسالة مفتوحة إلى وزير العدل والحريات إثر الحكم القضائي الذي أصدرته المحكمة الابتدائية بالصويرة في حقه، في إطار الشكاية المرفوعة ضده من طرف رئيس الجماعة، وهو الحكم الذي اعتبره بمثابة إنذار لجميع الأعضاء بعدم مساءلة أي رئيس حول الخروقات التي يرتكبها داخل المجلس ويبقى دورهم فيه كملاحظين فقط ضدا على ما ينص عليه الميثاق الجماعي. في هذه الجماعة ذات العمق التاريخي والخلفية الثقافية والطبيعية الموسومة بالثراء والتنوع، يضطر السكان إلى التنقل على ظهور الحمير مسافة 5 كيلومترات بحثا عن الماء الصالح للشرب بعد أن شحت الآبار إثر ندرة الأمطار خلال هذه السنة، وبسبب افتقاد الجماعة لبنيات تحتية مائية عصرية كفيلة بتأمين احتياجات السكان من المياه بشكل منتظم. «سكان دواوير الدوائر الانتخابية 1، 2، 3، 7، 8، 12 و13 يعيشون، الآن، نفس سيناريو سنوات 2003، 2004، 2005، 2006 و2007، حيث اضطروا إلى شرب الأوحال قبل أمطار 2008 التي حلت المعضلة. وقد لوحظ سكان دواوير إد عثمان، إد لحرش، ينتقلون إلى دوار أزماي للتزود بالماء من النقط الثلاث المحفورة من قبل السكان، مما يرشحهم جميعا للانتقال، بعد نضوب هذه الآبار، إلى دواوير أخرى ستنضب آبارها بدورها... وهكذا ذواليك حتى الوصول إلى آخر نقطة بعد عيون تيمسوريين، أي تاقاندوت التي تبعد عن السكان بأزيد من 5 كيلومترات، بينما لايجد سكان الدائرتين الانتخابيتين 12 و13 أي حل لمعضلة الماء بدواري بوركيك وأيت صليب. وقد أفاد مستشار جماعي بامنتليت مؤكدا صرف ملايين الدراهم من طرف جماعة إيمنتليت منذ سنة 1992 على مشاريع للماء الصالح للشرب لم تجد طريقها إلى التنفيذ!...