في منطقة تيمسوريين التابعة لمنطقة حاحا بإقليم الصويرة، ختم احد أحفاد القايد أنفلوس مذكراته التي أرخ من خلالها لتاريخ المقاومة المجيد الذي رواه آباؤه وأجداده بدمائهم متسائلا « ألأن تيمسوريين قاومت الاستعمار آلت قلعة جدي إلى ما هي عليه من خراب ودمار وتهميش؟ «. وتحضرني عبارة الطيب أمكرود، المستشار الاتحادي بجماعة امنتليت، وأنا أتامل رسالته المفتوحة الموجهة إلى وزير التربية الوطنية « لقد عاشت المنطقة المجد من 1871 إلى 1912، وعاشت منتهى التهميش منذ ذلك التاريخ إلى 2011 «. بدأ الأمر بتدقيق في معطيات رسالة مطلبية ترصد واقعا تربويا مختلا بإحدى دوائر امنتليت، ليتحول إلى حفرياء في الذاكرة والضمير الجماعيين للصويرة والمغرب بشكل عام، كيف يمكن أن يكون مصير منطقة كانت قلعة للمقاومة وردع الاستعمار وإذلاله إلى رمز للتهميش والإفقار والعزلة. تيمسوريين التي تمنعت على المستمعر عشرات السنين، وذاقت منه بعد ذلك شتى أنواع السخرة ونهب الخيرات وأسر أبنائها ورجالاتها وتجنيدهم في الحروب والأعمال الشاقة، لازالت على بؤس أوضاعها، وتخلف بنياتها التحتية وخدماتها الأساسية، وعلى رأسها التعليم الذي كان موضوع الرسالة المفتوحة التي وجهها الطيب امكرود إلى وزير التربية الوطنية ، ومدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش تانسيفت الحوز ونائب الصويرة يحمل من خلالها انتظارات سكان المنطقة الذين ضاق بهم الصبر بعد فترة انتظار دامت تسع سنوات ولم تشيد خلالها الحجرة الدراسية الموعودة. فحسب الرسالة، لازال أطفال تيمسوريين، منذ موس2003/2004، يتابعون دراستهم في حجرة مشيدة على الطريقة التقليدية مقتطعة أرضها الضيقة من مساحة مسجد الدوار في انتظار وعد من النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالصويرة ببناء حجرة دراسية ومرافق صحية ومسكن للأساتذة أطلق منذ ذلك الحين ولم يعرف طريقه إلى التحقيق و التفعيل لحد كتابة هذه السطور. حيث يتلقى أطفال الدوار دروسهم في ظروف لا تتوفر فيها أدنى المقومات التربوية أو الديداكتيكية من قبل أستاذين يعانيان الأمرين بسبب غياب الماء الشروب والطريق المعبدة والمرافق الصحية. غير أن الملف لم يعرف طريقه إلى الحل، تضيف الرسالة، رغم الجهود المبذولة بسبب تعنت أحد الأشخاص المحاذين للمسجد يدعي ملكية القطعة الأرضية التي وضعها السكان رهن إشارة السلطات التربوية لبناء الحجرة الدراسية دون أن يدلي ولو بوثيقة تؤكد ذلك. وهو ما دفع بأحد المواطنين إلى التبرع كتابة بقطعة أرضية من ملكه الخاص وتم الاتصال بالمصالح المعنية قصد أجرأة وعود نيابة وزارة التربية الوطنية. الرسالة تسرد تفاصيل وضع بئيس تكالبت عليه عوامل الإقصاء لتجعل من المسالة التعليمية محور مشاكل مركبة بداية بغياب طريق معبدة بين مركز الجماعة ومركزية مجموعة مدارس الإمام مسلم وبينها ووحداتها الخمسة التي تغطي مساحة شاسعة جدا يعيش بها أزيد من أربعة آلاف نسمة، الغياب التام للماء الصالح للشرب والمرافق الصحية بكل الوحدات المدرسية والدواوير. عدم ربط جل الوحدات المدرسية بالتيار الكهربائي، تدهور حالة عدد من الحجرات الدراسية لاسيما المبنية منذ أزيد من عقدين كحجرات مركزية الإمام مسلم بأزماي وفرعية ايت حساين، عدم تسييج وتسوير الوحدات المدرسية وغياب الحراس بها مما يجعلها عرضة لمداهمات مستمرة وبالتالي ضياع الوثائق التربوية والتجهيزات الخاصة بالإدارة والمدرسين والمتمدرسين، انعدام شبكة الهاتف النقال بأغلب الوحدات وغياب تام لتغطية الأنتيرنت، ناهيك عن الوضعية السيئة لوحدات مدرسية بنيت حديثا كوحدة إدعثمان . وفي اتصال بمصالح النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالصويرة، أكد المسؤولون فعلا تعثر أشغال بناء الحجرة الدراسية بتيمسوريين بسبب النزاع حول البقعة الأرضية المخصصة للمشروع رغم الزيارات المتعددة التي تم القيام بها للمنطقة، كما أكدوا توصلهم برسالة تفيد بتبرع احد السكان بقطعة أرضية لفائدة المؤسسة ستعمل المصالح النيابية المختصة على معاينتها قصد أجرأة مشروع بناء الحجرة الدراسية في اقرب الآجال. مشاكل تيمسوريين من مشاكل جماعة امنتليت على وجه العموم كما رصدتها الرسائل العديدة للمعارضة بالمجلس المنتخب، وهو ما يضع جميع المتدخلين أمام مسؤولياتهم بداية بالسلطات المحلية والمجلس الجماعي والمصالح الخارجية قصد تامين شروط العيش الكريم لساكنة المنطقة.