يعتبر أحمد احريرا، المكلف بالإعداد البدني داخل أولمبيك آسفي، أن كرة القدم الحديثة، المرتبطة أساسا بالتكوين العلمي الشمولي والمناخ الاحترافي، لم تعد تعترف فقط بالقدرة على النجاح في مهمة واحدة، بل أضحى عالم التدريب يحتاج إلى دراية شاملة بكل الجوانب والتخصصات المرتبطة بمجال ممارسة كرة القدم. ومن هذا المنطلق، أصبح على المدرب العمل على تقوية قدرات اللاعبين سواء البدنية أو التقنية أو النفسية أو حتى التواصلية. وحول تجربته الحالية داخل أولمبيك أسفي، أجاب بأنه يشغل مهمة مساعد المدرب عبد الهادي السكتيوي، وفي نفس الوقت يقوم بالتهييء البدني، وفق برنامج عمل خاص باللياقة البدنية، يعده المدرب في بداية كل موسم كروي، بمعية طاقمه التقني والطبي والإداري. وارتباطا بهذه النقطة، يقول احريرا بأنه استفاد كثيرا من تجربة المدرب الوطني عبد الهادي السكتيوي، الذي يعتبره مدرسة تدريبية متميزة على المستوى الوطني، موضحا بأن هذا الأخير كان له الفضل الكبير في تطوير أدائه وصقل تجاربه بوضع الثقة وتجديدها مرة أخرى كلما ارتبط بالفريق الآسفي. وحول الخطوط العريضة لمجال اشتغاله، يقول احريرا بأن التهييء البدني للاعبين يتطلب الاشتغال وفق أسس علمية واضحة ومعايير دولية احترافية حسب برنامج سنوي يتم تسطيره مع نهاية كل موسم كروي. وبعيدا عن التفاصيل العلمية المرتبطة بالموضوع، أشار احريرا إلى أن من أهداف الاشتغال البدني هو محاولة الرفع من منسوب اللياقة البدنية للاعبين، ارتباطا بمجموعة من المفاهيم والمجالات كالقدرة، التحمل، المسايرة، الإيقاع، السرعة، المقاومة، توفير الطاقة، العمل بالمجموعات... كل ذلك من أجل حماية اللاعبين من الإصابات المتكررة، مسايرة إيقاع المباريات المتتالية، تأخير العياء البدني والذهني للممارسين، مع ضرورة ربط كل ذلك بالمردود التقني خلال المباريات في نهاية كل أسبوع. وحول وجود برنامج وطني موحد مسطر من طرف الإدارة الوطنية التقنية لتحديد معالم وخصوصيات الممارس الوطني، يجيب احريرا بأنه من الرغم من انعدام التواصل بين الفرق الوطنية والإدارة التقنية الوطنية أو الجهوية في هذا المجال، فإنه بفضل التكوينات التي يخضع لها المدربون والمساعدون وأحيانا المهيؤون البدنيون، إلى جانب التجارب الفردية وكذلك سهولة الإطلاع على آخر المستجدات العالمية في الموضوع، فيمكن الحديث الآن على تصور ولو مبسط جدا عن طرق اشتغال وبرامج كل الأطر الوطنية المهتمة بهذا الموضوع. وأضاف احريرا بأن نظام البرمجة، الذي اعتمدته الجامعة في السنوات الأخيرة كان إيجابيا كثيرا وساعد الأطر الوطنية على الاشتغال بأريحية أكثر ووفق رزنامة وبرنامج سنوي مسطر سلفا، قوامه خصوصية مراحل الاستعداد البدني: العام، فترة قبل المنافسة، فترة المنافسة، مرحلة توقف البطولة، مرحلة الإياب ثم آخر السنة. وأعطى مثالا حيا بفريق أولمبيك آسفي، حينما أشار إلى أن الفريق استطاع أن يحقق نتائج إيجابية في السنة الماضية، وكذلك خلال الدورات الأخيرة من عمر البطولة، لأنه يجني ثمار برنامجه الإعدادي الذي سطره في بداية البطولة الوطنية. فالفريق لا يعاني من مشاكل بدنية بقدر ما يعاني من سوء الحظ، وأكثر من سوء التحكيم، لكن الفريق لا يقوم «بالبكاء والتشكي» كما تفعل العديد من الفرق الوطنية، بل يقوم بتصحيح الأخطاء أسبوعيا للاستفادة منها وتطوير أداء الفريق نحو الأحسن. وفي ختام حديثه للجريدة، أوضح المدرب أحمد احريرا أنه لا خوف على مستقبل فريق أولمبيك أسفي لكرة القدم، فبالرغم من بعض الصعوبات والمشاكل الجانبية، فإن الفريق يسير وفق رؤية تقنية واضحة بفضل الاشتغال الكبير للمدرب الكفء عبد الهادي السكتيوي، الذي أصبح يعطي الفرصة أكثر للاعبين الشباب للتدرب وللاستئناس بمحيط وأجواء الفريق الأول، وذلك بالتنسيق مع الإدارة التقنية للفئات الصغرى والدليل على ذلك هو تواجد أكثر من 10 لاعبين من هذه الفئة العمرية ضمن اهتمامات الفريق الأول.