أنا فعلت كل ما يمليه عليّ ضميري الإحترافي وكنت أخطط لفريق آسفي غاية في التألق عن ما فعله الموسم الماضي، كما كنت محددا لبرنامجي العملي بدون صداع، ولا صراع مع الزمن·· ولو فطن المسؤولون إلى هذه الرؤية لما حدث هذا الشرخ الطارئ وآمل أن يكون مستقبل الفريق على هذا النحو التلقائي من التعامل الإحترافي حتى يكون ضمن خانة الأقوياء، وله من الأهلية ليكون كذلك ما يتداول حاليا في كواليس الفريق المسفيوي وما يكتب عنه في الصحف لحد التأكيد عن سوء خلاف بين عبد الهادي السكتيوي والمكتب المسير حول الحيثيات المادية·· هل هو كلام منطقي وواقعي؟ الحقيقة هي على عكس ما يكتب وينشر في الصحف، إذ لا أعرف حقا كيف يجرؤ البعض على كتابة مغالطات لا تمت بالأساس إلى واقع الأشياء، والعقد بيني وبين مكتب الفريق صريح جدا وينبني على إحترام مدته في 18 شهرا مع موسم قابل للتجديد، ولا أعرف كيف تم تحليل سوء التفاهم بالماديات أساسا على اعتبار أن ما قمت به منذ ارتباطي بالفريق بني على علاقة جد جد طيبة، ولم أكن يوما على خلاف مع أحد وخاصة في شقه المادي· ما أعرفه شخصيا أن علاقة الإرتباط بين المدرب والنادي هي في عقد الأهداف المطروحة، ولها امتيازات وشروط جديدة؟ - هذا ما لا يفهمه البعض مطلقا·· وهو جزء هام في عملية الإرتباط ونجاح المهمة كل حسب مقاسها وأهدافها·· وبما أن الفريق المسفيوي حقق الإعجاز، وقدم صورة الفريق المثالي، بحضوري الشخصي والعملي والنفسي، وتم إنقاذه لدرجة الأمان المطلق، فيعني ذلك أنه حقق هدف البقاء وتوصل أنصاره إلى طبيعة ما أنجز·· ويعني فوق ذلك أنه مطالب بتحقيق أكثر الأهداف خلال الموسم القادم··وأي ارتقاء بعملية إنجاح الأهداف مرتبط بالتزامات جديدة مادية منها كانت أم بشرية·· وأعتقد أنه من حقي أن أطلب بعض التفاصيل الصغيرة، ولكن ليس لدرجة خلق البلبلة كما تداولته الألسن· على ضوء الأحداث الأخيرة التي شهدها الفريق جراء إضرابات وغيابك عن التداريب لحد قيل عنها أيضا بالسلوك اللامبرر·· ربما شعرت بالإحباط وعدت للتو لإسقاط وإسكات الألسن؟- أشعر حقا بأن كل ما حيك وحدث، هو سلوك بعيد عن الأخلاق·· ومن يفهمني بهذا التصور فهو أكيد لا يفهم الكرة·· أنا مدرب محترف وأعمل باحترافية كسائر المدربين الذين لهم عقد عمل بأهداف محددة·وغيابي كما أشرت لم يكن مطلقا سلوكا لا مبررا، لأنه ليس من أخلاقي وتربيتي أن أغيب لأسباب هي أصلا غير قائمة فقط غبت عن تحضيرات الفريق لأني كلفت طاقمي (مبارك الكداني ومصطفى السوفير وأحمد حريرة) بإخضاع الفريق إلى اللياقة البدنية كجزء من عملية التحضير الجدي والتي لا يكون فيها حضوري مهما·· وهذا هو منطق الأشياء··أما بخصوص الإضرابات فأعتبرها شخصيا مسلكا لا يليق بفريق أصبح كبيرا في البطولة برغم عدم صرف مستحقاتهم، ومن الضروري أن أكون حاضرا الآن لمعالجة هذا الشق الذي هو أساسا حق جهد لأي لاعب، وليس الإضراب حلا في كل الأحوال مادام العقل هو سيد كل القرارات· ما أعرفه أيضا أن أي مدرب يعتبر ناطقا لفريقه؟- أنا معك، وأنا من يدافع على الفريق حينما يفوز ويفوز ولا يتلقى منحه ومستحقاته في مكانها وزمانها المناسبين·· ومن حق الجميع أن ينال حقه ليواصل صراع البطولة بالأهداف المطروحة، ولا يمكن أن نعمل جميعا في غياب ثقافة التواصل مع أي كان وفريق كان·· لكن ما أرفضه مطلقا هو سياسة التحريض عن شن الإضراب بحضور المدرب دون أن يعلم بنشوء الإضراب·· أنا رجل مبدإ ورجل محترف لا يعترف إلا بالعمل وحق عرق العمل· وما أتيت اليوم إلا لمعالجة كطرف في المصالحة لما حدث من أجل إستجماع كافة الوجوه براحة الضمير· ارتباطا بموضوع البداية الحزينة لآسفي·· كنت على وشك تقديم الإستقالة·· لماذا؟- المسألة على غير هذا التوقع، لأن بداية الفريق الحزينة في التحضيرات ليست مرتبطة بإستقالتي، لأني آثرت أن أتخلى عن مهمتي مباشرة بعد نهاية الموسم الماضي لعدم إيجاد أرضية للحوار الذي يثني على مسايرة موسم قادم بشكل مختلف تماما عما أنهياه من مخاض وجهاد موسم فاق كل التوقعات·· وما حصل أنني طالبت باجتماع طارئ بعد نهاية الموسم من أجل تسوية كل ما من شأنه أن يخلق لنا متاعب في الموسم القادم في جانب التعزيزات البشرية ووضع برنامج محدد للتحضيرات وغيرها من شروط العمل الجديدة·· لكني وجدت نفسي وحيدا أمام نوم الجميع وانتظرت لمدة أسبوعين دون أن يجيبني أحد· ربما·· نام الكل على عسل البقاء دون التفكير في جدية الإحترافية؟- هذا ما أقصده، لأني وبكل صدق، هيأت مخططا محددا لكل الأولويات المختلفة عن الموسم الفارط، وبما أن مسألة البقاء حسمت، كان من اللازم أن أفكر في إمتصاص الإقلاع الأكبر للفريق المسفيوي الذي أعتبره فعلا ظاهرة الموسم الأخير بامتياز، وكان عليّ أن أستثمر هذا الإنجاز بشكل مختلف وبموسم مختلف نسير فيه جميعا إلى قافلة المقدمة·· لكن لا أحد كلمني واجتهد في التواصل معي لدرجة أخبرت الجميع بإستقالتي· طبعا لم تكن مقبولة؟ - بالفعل·· لم يتقبلها مكتب النادي·· وبعد مخاض عسير تراجعت عن قرار التخلي· أراها لعبة ومزاحا دون حزم في توحد صورة النادي ؟- لا يمكنني أن أصدف هذا المد والجزر في القرارات باللعبة أو المزاح، لأني رجل عملي ومحترف لا يؤمن بمزاج الرجال·· وعلينا جميعا أن نكون عمليين وقت الضرورة·· وما أعرفه حقا أن أي نادي يؤمن بالإحترافية، عليه أن يتصف بالبرامج الهادفة والمحددة أي أن يقبل مشروع أي مدرب باستراتيجيته الشاملة لإختيارات الفريق وعناصره وتحضيراته وتوقيت تحضيراته ومعسكراته وعقده المالية و··· و···· ما أعرفه الآن أن القرش المسفيوي يعيش مخاضا خطيرا بتصدع ترسانته البشرية ما يشكل جزءا من عملية تقلص الأهداف التي كنت ترسمها؟- هذا هو سر وجوهر ما كنت أنادي به بعد نهاية الموسم الماضي، الآن إفتقد الفريق إلى أحد عشر عنصرا أي غادر مطلقا لأسباب منها موضوعية وأخرى غير موضوعية (أي بدون ترخيص)، طبعا كان إلزاميا أن يغادر الفريق ما لا يرى فيه الحاجة للإستمرار منذ أن التحقت شخصيا بالفريق، ومدى من كان يتدرب ويلعب معي أساسيا أو غير أساسي·· ما يعني أن أي مدرب لا يقتنع إلا باللاعب المناسب للمكان المناسب والثقة المناسبة·· ولدي الآن فقط 15 عنصرا إلى جوار ثلاثة حراس، وأنا بحاجة إلى وجوه أخرى لتعزيز ترسانة الفريق برغم حضور الوجوه الشابة الصاعدة من قسم الشبان· قد يصعب إيجاد الوجوه المناسبة في سوق إنتقالات ضعيفة؟- أصدقك القول·· وهذا هو خطر الكرة المغربية التي تعيش على سوق فارغة جدا من أسماء لها وزنها أو حتى قليل من أضوائها·· إذ أخطر ما يقلل من مجهوداتنا هو الترحيل اللامجدي للأسماء الوازنة إلى الخليج العربي على غير الأوروبي، وهو ما يضعف البطولة ويشل حركة الأندية في سوق الإنتقالات·· وليس أولمبيك آسفي المتضرر الوحيد من هذه العملية، بل هناك أندية كثيرة تعيش هذا التكلس· ربما ندمت على عدم نجاح مخطط برنامجك المستقبلي مع آسفي؟- لست أنا من سيندم على هذا التوجه، لأني كما قلت لك، طالبت مسؤولي النادي بإجتماع طارئ لربح المرحلة القادمة بالتعزيزات المناسبة وتحديد كل البرامج بمثل ما فعلته الوداد والجيش والرجاء مبكرا·· وبرغم هذا الإجحاف، سنعرف كيف نضمد جراح المستقبل رغم أن المهمة تبدو صعبة في محيطها العام أي في إختيار الترسانة وتوظيب تحضيراتها وغيرها من الثوابت الأساسية لتكامل الفريق· هناك أسماء متداولة الآن كالحارس با?ي وأفارقة في صلب الإهتمامات·· هل هذا صحيح؟- كل شيء وارد·· ولكن ليس إلى هذا الحد من الإختيار النهائي·· فأنا الآن مع الفريق منذ أسبوع، وأمامي وقت كاف لاختيار ما أراه لائقا حسب المراكز المؤهلة برغم أني أومن كمدرب محترف أنه ليس ملائما أن أدخل في عملية التجريب والاختبار لكل الوجوه القادمة من أندية كل الدرجات·· بل أومن بتصفية هذا الأمر نهائيا مباشرة بعد نهاية البطولة لمباشرة التحضيرات الجديدة بلائحة إنتظار جزئية لوجوه أخرى·· وهذا هو عين عقل مخطط أي نادي·· معنى ذلك أنك لو وظبت صورة آسفي مسبقا لما حدث كل هذا العويل والاجتياح للاعبين نحو الإضراب؟ - أنا فعلت كل ما يمليه عليّ ضميري الإحترافي وكنت أخطط لفريق آسفي غاية في التألق عن ما فعله الموسم الماضي، كما كنت محددا لبرنامجي العملي بدون صداع، ولا صراع مع الزمن·· ولو فطن المسؤولون إلى هذه الرؤية لما حدث هذا الشرخ الطارئ وآمل أن يكون مستقبل الفريق على هذا النحو التلقائي من التعامل الإحترافي حتى يكون ضمن خانة الأقوياء، وله من الأهلية ليكون كذلك· طيب·· قد لا تبدو متشائما من أفق الفريق لاحق؟ - لست متشائما على الإطلاق، ولكني تربيت على العمل الخالي من الأجواء الضبابية، وأريد أن أعمل وفق منهجية محددة الأهداف والتوجهات ولست من الأطر التي تعمل في الفوضى·· وبما أن أولمبيك آسفي قدم صورة جيدة أقل ما يقال عنها كفاح من أجل البقاء ورفع وثيرة ذلك في المراكز الوسطية، بوسعه أن يكون أفضل وأفضل بالقيمة التي وقف فيها أمام أعتد الفرق الوطنية كالجيش والرجاء وغيرهما·· وما آمله هو أن ينطلق بقوة برغم إرهاصات اللحظة العابرة ويغير قتامة الوضع السابق بنتائج أكبر إثارة بذات الإنطباع الذي شرحته سابقا على أن أسفي أخطأت التصور المنهجي للنظر إلى المستقبل بعين النوم· ما المطلوب لتجاوز الصدمة العابرة؟- الحمد لله أنها أتت في لحظة التحضيرات المتأخرة، وآمل أن تعاد الأمور إلى نصابها بين الإدارة والفريق ويعود الود والتآخي بين جميع مكونات الفريق كل حسب مهامه وأدائه وواجبه·· وكن على يقين أنني أيضا لم أتلق حتى منحة الإنقاذ إلا بعد عودتي·· ما يعني أنني لست ماديا بالدرجة التي أحدثت فيها رجة تقديم إستقالتي بارتباط وثيق بالماديات···ما آمله فعلا أن تكون تباشير العمل صافية ونقيه بلا مشاكل لنسير في التحضيرات على أكمل وجه· هل يمكن أن يكون أولمبيك آسفي جوكر البطولة؟- الجوكر هي ورقة التفاؤل في لعبة الورق·· ولكن في الكرة أولمبيك آسفي يمثل الفريق الظاهرة إن هو سار على ذات الإتجاه والإنطباع والأداء التكتيكي الذي ينساق معه كل أسبوع·· وقد يكون أفضل لو عرف كيف يقهر حتى نفسه ليزيد حب أنصاره· ما أعرفه أن شعبيتك كإطار وطني تصاعدت بآسفي في وقت رفض أكثر من مدرب قيادة الفريق؟- أولا·· ما أراه جوهريا أنكم كإعلاميين أكبر من داعمين ومساهمين في إنتاجية الأطر الوطنية·· ولو لاكم لما عرف أكثر من مدرب وطني على الساحة الوطنية·· وأعترف أن دور الصحافة كبير وكبير في الدفع بعملية إستثمار الأطر المغربية وهو ما يساعدنا على مواصلة العمل والحصول على الإنجازات الموفقة بالكفاءة والمهنية أو الإحترافية···· أقصد (على غير دورنا) بشعبيتك بأكادير وتطوان وآسفي··؟- هو فضل ولطف منكم·· ولست من يقول أنا من فعل هذا أو ذاك·· بل هو عمل من صنع الكفاءة والخبرة والممارسة والتكوين، وأقواها عنصر العلاقة المحتكمة في صنع النتائج بين المدرب والفريق، وأكثرها دينامية قوة التسيير المحكم الذي يليق بإنجاز أي فريق· قيمة السكتيوي في الوسط التقني المغربي أهله أكثر من مرة ليكون ضمن الأطقم التقنية المغربية·· لماذا كان يرفض هذا السخاء؟- لا تقل رفضا·· بل هو طلب ورجاء بأن لا أحرق المراحل بسرعة·· وأنت تعرفني منذ كنت لاعبا وتعرف أخلاقي ومنهجية عملي·· فقط كنت أحلم بتوثيق شهادة الميلاد بالأندية المغربية قبل المنتخبات رغم أنه عاب عليّ أكثر من مسؤول هذا الإتجاه·· وصدقني أنني رفضت بلطف عام 1999 تدريب الفريق الأولمبي لأنه كان أخي يلعب بالفريق، كما رفضت منصب مساعد المدرب كاسبرزاك ليس تقليلا من ذلك ولكنني كنت أبحث عن الخبرة أكثر بالأندية الوطنية من المنتخبات، وأحمد الله أنني وصلت بإنتاجاتي وشجاعتي على تقديم الصورة المثلى لأي هدف إستراتيجي· ربما حان الوقت لتغير هذا المنظور؟ - بالضبط·· وأعتقد أن منهجية العمل والكفاءة والخبرة على الأرض وفوقها الديبلوم الذي تخرجت به منذ ما يزيد عن 15 سنة، كلها عوامل ساعدت في بلورة أفقي التقني، وباختمار التجربة أظن أن الوقت حان لتدريب الفريق الوطني المحلي أو الفريق الأولمبي ولن أرفض واجب الوطن مثل أي إبن لا يرفض طلب أمه· حاوره محمد فؤاد ( المنتخب )