يعتبر المعد البدني لفريق الوداد الفاسي، حميد لعمول، أن المعد البدني لا يقضي مع اللاعبي سوى ثلاث ساعات في أقصى الحالات، بينما يقضي اللاعب داخل محيطه الأسري والعائلي 20 ساعة، وبالتالي يتعين عليه أن يتحمل مسؤوليته الكاملة في الحفاظ على لياقته، لأن كرة القدم هي مصدر عيشه الوحيد. وهنا تتداخل في هذه المعادلة عدة مستويات، تتوزع بين ما هو فكري وثقافي ورياضي، وهي معادة صعبة للغاية لأن اللاعب يكون صغير السن ويدخل عالم الكرة، التي تتوفر فيه الأموال والعديد من الإغراءات. وعليه أن يفهم أنه إذا أراد الحفاظ على لياقته البدنية فعليه أن يبتعد عن عدة أشياء، أصبح بعضها اليوم مصدر قلق للمسؤولين الرياضيين، كالشيشة والمخدرات والأقراص المنشطة، ولو كان مسموحا بها، ثم السهر المستمر. لأن هذه العوامل تقلص من مستوى اللياقة البدنية في وقت وجيز جدا، وهذا ما ينتج عنه في مباريات البطولة الوطنية تذبذب مستوى بعض اللاعبين، حيث يصبح من الصعب عليهم إكمال المباريات. ويرى حميد لعمول، الحاصل على ديبلومات في مجال الإعداد البدني، بكل من فرنسا وألمانيا ومعهد مولاي رشيد بالمغرب، أن هؤلاء اللاعبين يتدربون مثل زملائهم، إلا أنهم بعدم انضباطهم، وتعاطيهم لبعض المواد المضرة بالصحة، الأمر الذي يجعلهم ملازمين لكرسي الاحتياط رغم موهبتهم الكروية، مما يؤثر سلبا على نتائج الفريق. وهذا مشكل أصبح العديد من المكونين البدنيين يشكون منه، حيث يبدأ التشكيك في كفاءة المعد البدني، ويتهم بأنه لا يقوم بواجبه أو ربما أهم جانب من مهامه ؟ وبخصوص التكوين المستمر يرى حميد لعمول أنه برمجت مع الأسف دورة تكوينية دامت ثلاثة أيام فقط، وكانت هناك وعود بتكرتر الأمر كل ثلاثة أشهر، إلا أن المشروع أقبر في مهده، لأن كرة القدم ورغم أنها ليست علما دقيقا، إلا أن الاعداد البدني، على العكس من ذلك، علم قائم الذات ويتطور باستمرار. ومن هذا المنبر، الذي أشكره على فتح هذا الملف، الذي يبقى من الدعامات الأساسية لتطوير كرة القدم الوطنية، أطالب الأندية ومسؤوليها أن يسندوا المهمة لذوي الاختصاص، وهذا من شأنه أن تكون له انعكاسات إيجابية على المستوى البدني للاعبين، ويساهم في تحسن مستوى الفرق، والتالي تطور المنتوج الكروي بشكل جيد. كما أن الضرورة تفرض تنظيم العديد من الدورات التكوينية والمناظرات، التي لاشك أنها ستكون مثمرة وتعود بالنفع على مستوى كرة القدم الوطنية. أما فيما يخص التواصل مع المسؤول عن المنتخب الوطني أو باقي المنتخبات الأخرى، فأنه منعدم، رغم أن عناصر الوداد الفاسي تؤثث المنتخبات الوطنية الصغرى. وكان من اللازم فتح قناة التواصل لتكوين فكرة حول عقلية اللاعب وطريقة استعداده وكيف تعامله مع التداريب، أي باختصار التعرف على نقط ضعفه وقوته، وهي معطيات قد تفيد المعد البدني المشرف على المنتخب. ويرى حميد لعمول أن الهواية مازالت تسيطر على الاحتراف في الكثير من الأحيان، مضيفا أنه تفاجأ كيف أن مدرب أحد الفرق الأجنبية اتصل به عندما انتدب أحد لاعبي الواف، للتعرف على تفاصيل حياته الكروية، في الوقت الذي ينعدم فيه التواصل بأرض الوطن!!