يفكر مصطفى بيضوضان بجدية في ولوج عالم التدريب بعد اعتزاله اللعب، ولأجل ذلك لا يتوان في تكوين نفسه باستمرار، عبر المشاركة في العديد من الدورات التكوينية، لكنه، مع ذلك، يرى أن الأهم هو عدم مفارقة ميدان تعلق به ويعتقد أن بإمكانه تقديم الإيجابي فيه.. من مختلف المواقع، حتى لو كانت تهم جانب التسيير والتدبير: «لا أخفي أنني أحمل رغبة كبيرة في ولوج ميدان التدريب، بعد اعتزالي إن شاء الله اللعب. ولأجل هذا الغرض، لا أتردد في تكوين نفسي وإغناء رصيدي المعرفي، بكل تفاصيل هذه المهنة، حتى أكون ملما بكل معطياتها وشروطها. وأظن أن المدرب الناجح اليوم، يجب أن يجتهد في تكوين شخصيته كمدرب وهو لايزال ممارسا فوق رقعة الميدان، يجب أن لاينتظر ما بعد اعتزاله لكي يشرع في التكوين. من هذا المنطلق، انطلقت في الاستعداد لولوج عالم التدريب، لأنه في نظري، هو المكان المناسب لأي لاعب سابق، ومن خلاله، يمكن لهذا اللاعب أن يفيد فريقه وكرة القدم الوطنية بشكل عام. صحيح، هناك لاعبون سابقون نجحوا في مهام تسييرية وإدارية مرتبطة بميدان الكرة، كما هو الحال مثلا في مصر أو في تونس، إلا أن الأجواء هنا بالمغرب تبقى مختلفة ولا تساعد قدماء اللاعبين على ولوج هذا المجال. هناك إكراهات عديدة تقف حاجزا أمام طموح بعض اللاعبين السابقين لتقلد مهام التسيير، بالإضافة إلى وجود عوامل مختلفة تقف ضد منحهم الفرصة. والأجهزة المسيرة، وأقولها بصراحة، لاتعترف بالكفاءات والمؤهلات، بقدر ما تعتمد الزبونية والمحسوبية في فتح أبواب المسؤولية. كل ذلك لايمنع من القول بأن اللاعبين السابقين نصيبهم من المسؤولية، فالعديد منهم غادر الميدان بدون أن يكون قد خضع لتكوين يفرض بواسطته شخصيته تقنيا أو إداريا. لقد قدمت لنا كرة القدم الوطنية أسماء كبيرة ونجوم رفعوا بأدائهم وموهبتهم من قيمتها سابقا، أينهم الآن؟ لقد سدت أمامهم كل الأبواب، وتم الرمي بهم إلى سلة النسيان لكي لا أقول وصف آخر لايليق بهم! أعتقد، بأن المشهد الكروي الوطني يفرض حاليا دعوة قدماء اللاعبين، وإشراكهم في تحمل المسؤولية على مختلف مستوياتها.. ولنا أمل في أن يتحقق ذلك بالمتغيرات والمستجدات التي ستعرفها بدون شك الهيكلة الجامعية القادمة»