راكم العديد من الأعمال المسرحية منذ سنة 1989، بعد حصوله على الإجازة في شعبة اللسانيات، بالرغم من أنه كان يفضل متابعة الدراسة الجامعية بالمعهد العالي للفن والتنشيط المسرحي، ورغم ذلك فقد تمكن من الاستفادة من هذا المعهد لمدة سنة.. مسرحيا، كانت له تجارب عديدة مع المخرج والممثل ميلود الحبشي، وتلفزيونيا مع المخرجة فريدة بورقية في العمل الدرامي الناجح «جنان الكرمة» رفقة محمد خويي، محمد بسطاوي، ميلود الحبشي، ثريا جبران، منى فتو و عبد الله ديدان.. كما كانت له مشاركة قوية مع المخرج شفيق السحيمي في مسلسل «تريكة البطاش».. الأمر الذي دفع السحيمي، إلى المناداة عليه من جديد للمشاركة معه في المسلسل «شوك السدرة» الذي يتشكل من ستين حلقة، وهو من أكبر الأعمال التلفزية الوطنية التاريخية، هذا بالإضافة إلى حضوره سينمائيا في إنتاجات مغربية وفرنسية وألمانية وأمريكية.. الأمر يتعلق بالفنان الممثل مصطفى اهنيني، الذي التقاه «ملحق إعلام وفنون» ب«استوديوهات» مسلسل «شوك السدرة« المحدث بميدلت، وكان معه الحوار التالي الذي انصب حول مسيرته الفنية وحول قضايا الدراما الوطنية .. ما هو جديد مصطفى اهنيني؟ بداية أتقدم بالشكر لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» التي عدوتنا على حضورها الدائم لمواكبة الانتاجات الوطنية، وعلى دعم الفنان المغربي، من خلال تسليط الضوء على الأنشطة والأعمال والمنتوج المغربي بمختلف أنواعه. وبخصوص الجديد، فقد انتهيت مؤخرا من تصوير مسسل «شبح الماضي»، سيناريو إبراهيم بوبكدي وإخراج فاطمة الجميع. كما أنني شاركت، أيضا، في أول عمل تلفزيوني للفنان ميلود الحبشي، تحت عنوان «حياة في الوحل»، بالإضافة إلى المشاركة في فيلم سينمائي تشيكي، وأتواجد حاليا بميدلت رفقة مجموعة من الأسماء الفنية البارزة في إطار تصوير المسلسل الجديد «شوك السدرة» للمخرج شفيق السحيمي عن نص «البؤساء» لفيكتور هيكو. كيف هي نوعية مشاركتك في هذا المسلسل؟ بعد مشاركتي في مسلسل «تريكة البطاش» لشفيق السميحي، و كانت مشاركة مهمة، نلت ثقة كبيرة بعد هذه التجربة، وقد نادى علي الأخ السحيمي منذ أكثر من سنة، رفقة ابنته لودين لوفاسور، للحديث حول العمل الجديد وكتابته ودراسة العديد من النقط التي تهم تفعيله. وقد كان العمل إلى جانبه بشكل احترافي بكل المقاييس، كإنسان مثقف، إنساني وشعبي صاحب نكتة، لكن في أوقات العمل يطغى الانضباط والاحترام. مسلسل «شوك السدرة » يختلف كثيرا عن «تركة البطاش»، أو «وجع التراب»، حيث سيحكي فيه بعضا من التاريخ المغربي من زاوية الطبقة الكادحة، ومن زاوية نضال الشعب المغربي في تحرير الوطن.. وأبقى جد سعيد للاشتغال مع شفيق السحيمي، الذي يعطي أهمية كبيرة لإدارة الممثل، ولا تهمه الصورة، أكثر ما يهمه الممثل داخل الصورة. ما هي الشخصية التي تجسد في العمل الجديد؟ مختلفة عن شخصية «تريكة البطاش» التي كنت أجسد فيها دور الابن العاق، الابن الذي يدافع عن حقه رغم أنه يواجه والده بالضرب. دوري في« شوك السدرة»، هو شخصية «اسليمان» شاب مثقف، طالب، مناضل يدرس بجامعة القرويين، الذي سيكون هو المحور في تغيير«بليوط» إلى «موسى الدراز»، الذي يقوم بدوره البطل والمخرج شفيق السميحي، ويحمل «اسليمان فكرا متنورا، يناضل في الواجهتين، نضال فكري مساهمة في توعية الشعب المغربي من أجل الحرية والاستقلال، ومن جهة أخرى يقاوم من جانب آخر بالسلاح من خلال قتل جميع الخونة وتكوين خلية لمحاربة كل من يخدم مصالح المستعمر«. وهنا لابد من الإشارة إلى أن شفيق السميحي يعمل بنوع من المغامرة، حيث منح بعض الأدوار لوجوه جديدة، وسيفاجأ المشاهد المغربي بحضور هذه الوجوه بقوة وكأن لديها سنوات عديدة في عالم الدراما. على مستوى المسرح، هل لديك جديد؟ المسرح أعتبره أساسيا، وتكويني بدأ من المسرح، وهو أبو الفنون، ويبقى هو القاعدة للممثل، ونحن الآن بصدد الاستعداد لعمل جديد رفقة الصديق ميلود الحبشي بمسرحية «جنون البشر». ما هو تقييمك للأعمال والانتاجات الوطنية خصوصا التي تبث خلال شهر رمضان؟ «السيتكوم» جنس دخيل على الثقافة المغربية، ولازلنا لم نصل إلى النضج الثقافي للاشتغال على هذا النوع. خلال سنوات مضت كانت مجموعة من الوجوه الفنية تقدم سكيتشات على شاشة القناة الأولى، هذه الأعمال الهزلية لقيت استحسانا كبيرا لدى الجمهور المغربي. «السيتكوم» يتطلب إنجازه وقتا كبيرا على مستوى الكتابة و طرح الأفكار، أما خلاف ذلك فسيكون مستواه ضعيفا. وبخصوص الدراما المغربية فقد قطع المغرب أشواطا كبيرة، وذلك من خلال إنجاز مسلسلات كبيرة لقيت استحسان المشاهد المغربي. طموحاتك؟ أقول بأني حققت نسبة من أحلامي، من خلال مشاركتي، في مساري الفني، مع العديد من الوجوه الفنية والكوميدية المغربية، كمحمد ابن ابراهيم، مصطفى الداسوكين، محمد بلقاس، سعيد الناصري، محمد الجم، محمد الخياري، وحيد سيف الفنان المصري ومواطنه محمود غريب، عبد الخالق فهيد، عبد القادر مطاع الذي اعتبره من كبار الكومديين، عبد الرؤوف، الذين من خلالهم تمكنت من تكوين رؤية خاصة عن الفكاهة، حيث أخذت من كل وجه كوميدي من هؤلاء ما هو إيجابي، فالحمولة الفكرية للفنان تختلف من وجه لآخر، ولا يمكن أن تقارن بين كل الحمولات، كل له اتجاهه ومساره، للإسهام في تكوين شخصية مصطفي اهنيني. أسعى في إلإنتاجات الدرامية المقبلة أن أكون عند حسن ظن كل المغاربة الأعزاء.