سنة وسبعة أشهر وثماني عشرة ساعة في اليوم كمتوسط، هي المدة الزمنية التي استغرقتها كتابة وإعداد العمل التلفزيوني الجديد - سيناريوها وحوارا - للمسرحي والمخرج المغربي شفيق السحيمي. مسلسل تلفزيوني يأتي بعد التجربتين الناجحتين الأخيرتين «وجع التراب» و «تريكة البطاش»، يحمل عنوان - ربما قد يكون مؤقتا أو رسميا - «شوك السدرة»، يتكون من ستين (60) حلقة، في إطار «تبيئة» لنص البؤساء، بمساعدة الابنة «أودِيل لوفاسور». «شوك السدرة» عمل إبداعي، يقول شفيق السحيمي في لقاء مباشر معه، إنه يتناول أهم فترات كفاح الشعب المغربي على المستويين السياسي والمسلح بقيادة المجاهد الأكبر جلالة المغفور له محمد الخامس ورفيقه في الكفاح الراحل الحسن الثاني، «العمل التلفزيوني مدعم بأفلام تسجيلية تاريخية ووقائع مختلفة فنياً لإعادة تركيب الأحداث والوقائع التي عرفها المغرب، بدءاً من معركة بوغافر سنة 1933 باعتبارها إحدى المعارك النضالية والتصدي للمعتدي وللنهج الذي سلكه العطاويون في مواجهة المستعمر، لغاية ضمان الاستقلال وتحرير الوطن وإعادة الدفء لكل المغاربة والعزة والكرامة بعد التضحيات الكبيرة التي سجلها التاريخ المغربي لأبناء الوطن العزيز والشهداء، ضمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر...»، وانطلاقاً من هذه التبيئة الفنية، يضيف السحيمي، يعاد تأسيس وتشكيل أبرز المعارك والانتفاضات الشعبية البطولية التي عرفتها المدن والقرى المغربية لمواجهة الاستعمار.» وعن دوافع كتابة «شوك السدرة» يصرح شفيق السحيمي، أن عدم استيعاب العديدين بعض ما جاء في مسلسل «تريكة البطاش»... « هوما دفعني، يقول السحيمي، لكتابة جانب تاريخ المغرب والمراحل التي قطعها المغاربة المناضلون، المكافحون الذين دافعوا عن استقلال الوطن سواء بالمدينة أو القرية، المغربية، حيث سيتم التركيز على العائلة التي تعتبر الأهم، ونواة كل مجتمع.» ويوضح السحيمي أن عمله الجديد يتميز بعدة مستويات، الأول يتعلق بالمفكرين والمبدعين لإبداء الفرق بين الدرامي والتراجيدي، موضحاً أن الكيل بمكيالين له تاريخ، مضيفاً أن المستوى الثاني يتعلق بالإبداع، إذ أن التعامل مع النص كان عبارة عن تبيئة وليس اقتباساً. وبخصوص أهمية عمل «شوك السدرة»، فقد أشار إلى أن هناك قراءة في التاريخ المغربي من منظور شعبي، وليس بوثائقي، مؤكداً أن هناك إعادة تركيب ثقافة اللباس ومقومات شعب، وتصحيح أفكار على مستوى اللغة. ويكشف أن ما يُمَيَّزُ خصوصية العمل الجديد، أنه عمل بعيد عن التقريرية، بل هو مبني على الفرجة والترفيه بنفس الفكرة التي أكد عليها الإغريق مفهوم المدرسة، حيث قالوا بأن المدرسة ترفيه. وحول ابتعاد السحيمي عن المسرح، أوضح أن أب الفنون حاضر بقوة في العمل، من خلال العديد من المشاهد والحوار.. وذلك ما أغنى مسلسل «وجه التراب»، و«تريكة البطاش». كما يتضمن النص والعمل الجديد خمسة عشرة (15) قصيدة موظفة، كتبها المخرج شفيق السحيمي. وعن مغربة إبداعه التلفزيوني الجديد أجاب السحيمي باختصار أنها تبيئة النص، وسيتم التصوير في العديد من المدن والقرى المغربية وهي: تاونات، فاس، تازة، وجدة، الناظور، الحسيمة، الرشيدية، كلميمة، الدارالبيضاء، بوزنيقة، الجديدة، سطات، الفقيه بن صالح، تادلة، بني ملال، آسفي، تارودانت، وأكادير، وستستغرق مدة تصوير المسلسل ثمانية أشهر في أحسن الظروف، حيث سيبلغ عدد الممثلين الذين سيشاركون في هذا العمل الضخم حوالي 210 ممثلين (إناثا و ذكورا)، إلى جانب 400 من الكومبارس. كما أوضح المخرج شفيق السحيمي أنه قدم هذا العمل الجديد لثلاث قنوات منذ سنة، ولم يتوصل بأية إجابة، عن طريق شركتين للإنتاج، وهما المكلفتان بالتصوير، مع العلم أنهما تتوفران على كل وسائل العمل من كاميرات وديكورات وملابس، وكل ما يتطلبه تصوير هذا العمل الجديد، ومن المنتظر أن تتم الموافقة من طرف الأولى أو الثانية أو الأمازيغية. يذكر أن المخرج شفيق السحيمي قد قدم ثلاثة أعمال عرفت نجاحاً كبيرا ونسبة عالية للمشاهدة، وهي «العين والمطفية»،«وجع التراب» و «تريكة البطاش»، وله حضور متميز على خشبة المسرح البلدي خلال بداية الثمانينيات رفقة الممثل محمد مفتاح في المسرحية الناجحة «الوجه والكفا». ويسعى من خلال العمل الجديد لتحقيق مبتغاه رفقة ابنته «أوديل لوفاسور» التي تتكلف معه كمساعدة في الإخراج وفي تسيير الادارة، باعتبار أنها تتوفر على دبلوم التدبير والتسيير والماركوتينغ في السلك العالي (خديجة «ESCAE» سنة 2003)، وهي من مواليد 16 أكتوبر 1979. ولها دراية في المجال الموسيقي والمسرح بفرنسا، كما أنها تساهم في تكوين الأطر في المجال التقني والتواصل ومنظمة ومنسقة للأنشطة باختلافها.