يعيش المستشفى الإقليمي باشتوكة أيت باها على صفيح ساخن هذه الأيام ،وعلى إيقاع الاحتجاجات والإضرابات المتواصلة، نتيجة السياسة التي تنهجها الإدارة والتي وصفتها النقابات الثلاث المحتجة بكونها استبدادية وظالمة، وأن الإدارة تعمل على تجييش أعوان الحراسة وعاملات النظافة للتضييق على الموظفين في عقر عملهم وفبركة ملفات لتلفيق تهم مجانية ومتابعات قضائية في حق شغيلة الصحة بالمستشفى. وكان آخر هذه الاحتقانات التي عرفها المستشفى، وقفة احتجاجية نظمتها ثلاثة مكاتب نقابية لشغيلة الصحة، صباح يوم الجمعة 6أبريل 2012،رفعت فيها شعارات مختلفة تندد بالوضع الصحي المتدهور، وبتنعت الإدارة في سياستها الرامية إلى إذلال الموظفين والحط من قيمتهم، لذلك كانت لافتات الوقفة تحمل شعارا دالا «نعم للعز والكرامة، لا للذل والمهانة». وجاء في البيان المشترك الذي توصلنا به، أنه على إثر هذه التطورات التي يعرفها المستشفى والتي تهدد الشغيلة في عملها وحقوقها، وقع تنسيق ثلاثي بين المكاتب الإقليمية للصحة التابعة للفيدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد الوطني للشغل والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، للوقوف على تشخيص الوضع واتخاذ المواقف اللازمة للتصدي للممارسات الصادرة من طرف إدارة المركز الاستشفائي، والتي أصبحت تمس بالسير العادي للمرفق الصحي ومرتاديه وكذا بالمسار المهني للشغيلة الصحية . وأسفر هذا التنسيق النقابي الذي حدث بعد اجتماع طارئ بين هذه المكونات النقابية، عن إصدار بيان مشترك أكدت فيه استنكارها الشديد لما تعرضت له الممرضة «رحمة زيدون» من تضييق واستفزاز من طرف المكلف بأعوان شركة الأمن والحراسة الخاصة بالمستشفى الإقليمي على إثر اقتحامه لمصلحة الطب العام والجراحة من النافذة في ساعة متأخرة من الليل، قصد تقديم مشروب لا ندري محتوياته لمريض أجريت له عملية جراحية في اليوم نفسه.وسخطها العميق على عدم توفير الحماية القانونية من طرف الإدارة، وبالمقابل لجوء هذه الأخيرة في شخص مدير المركز الاستشفائي إلى استدعاء فرقة من الأمن الوطني لاستنطاق الممرضة في إحداث مسرحية مفبركة سلفا انتهت بإغماء مصطنع لإحدى عاملات النظافة لعبت فيها هذه الأخيرة والإدارة دورا محوريا قصد تلفيق تهمة واهية لا أساس لها من الصحة ضد الممرضة رحمة زيدون. وجددت النقابات استياءها الشديد من المتابعة القضائية المفتعلة من طرف الإدارة ضد الكاتب الإقليمي لفرع الجامعة الوطنية لقطاع الصحة المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب ،عبد الكبير شوطى . كما استغربت المكاتب النقابية الإقليمية في البيان ذاته المطاردات الهوليودية لمدير المركز الاستشفائي بواسطة سيارة الوحدة الطبية المتنقلة المسجلة تحت رقم M 170836 والمستعملة بطريقة غير قانونية داخل وخارج النفوذ الترابي للإقليم في حق سائقي سيارة الإسعاف التابعة للمستشفى، كان آخرها إعطاؤه تعليمات لإرجاع مريض في حالة حرجة ومستعجلة كان في طريقه إلى المركز الاستشفائي الجهوي أكَادير، تحت ذريعة عدم تأديته واجب النقل والإسعاف .واستهجنت التسيب والعبث الحاصلين من خلال استقدام إدارة المستشفى لمجموعة من العاملات في إطار صفقة النظافة والتنظيف واستخدامهن في مهام إدارية تنافيا مع ما ينص عليه دفتر التحملات وما يقتضيه واجب الحفاظ على السر المهني، رغم وجود الأطر الإدارية الكافية. وتنديدها بالتراجع الخطير الذي تعرفه جودة الوجبات الغذائية المقدمة للموظفين والمرضى، وذلك في غياب لجنة تسليم المواد الغذائية المنصوص عليها في دفتر التحملات.