محمد المروازي من الشباب المغربي الصاعد الذي اقتحم في السنوات الأخيرة مجال الإنتاج «الدرامي» وتنفيذه بعد تجرية، نسبيا، جد طويلة في عالم التمثيل. تبث حاليا قناة «الأولى» مساء كل أربعاء، أحد أعماله ، السلسلة الفانطازية «الغريب» التي يجسد فيها أحد الأدوار الرئيسية، إلى جانب كل من الفنانين ربيع القاطي، فريدة البوعزاوي وعز العرب الكغاط وآخرين.. التقته «فنون وإعلام وفنون» على هامش العرض قبل أول ل«الغريب» وفتحت معه صفحة السلسلة المذكورة وصفحات فنية مهنية أخرى.. تفاصيلها في ما يلي: { بماذا ينشغل محمد المروازي الآن؟ أنا الآن أقيم بمدينة الدارالبيضاء وأتجه اتجاهات أخرى لها ارتباط بميدان التمثيل وعالم الدراما المغربية، حيث أستعد حاليا لإنجاز مشاريع مستقبلية تتعلق بشريطين سينمائيين وشريط تلفزي، بالإضافة إلى الإخراج السينمائي. { هل هذا يعني انقطاع المروازي عن عالم التمثيل والأداء الدرامي إلى عالم تنفيذ الإنتاج؟ منذ عشر سنوات وأنا أقوم بمهمة تنفيذ الإنتاج، ما يعني أن ميدان الإنتاج ليس بغريب عني. فمنذ سنة2001 نفذت إنتاج العديد من الأعمال الدرامية التلفزيونية.. وقد اكتسبت تجربة مهنية كبيرة فيها. فحاليا ليس لدي أي مشكل بهذا الصدد، والساحة المغربية على هذا المستوى أعرفها جيدا، والأهم فيها الآن، أنه أصبحت لدينا العديد من الأشياء الإيجابية لم نكن نتوفر عليها من قبل، أقول ذلك باعتبار أنني قد بدأت في هذا المجال مع الموجة الأولى من إنتاج الأفلام التلفزيونية بالقناتين الوطنيتين، حيث كانت لدي رغبة أنذاك في القيام بمهمة الإخراج، لكن لم تتح لي الفرصة لأخطو خطواتي الأولى في هذا العالم. { بمعنى أنك تجد ذاتك حاليا وراء الكاميرا وليس التشخيص؟ وراء الكاميرا هي رغبة، لماذا؟ لأن الممثل لا تعرض عليه دائما الأدوار التي يرغب فيها، نحن الممثلين لسنا «دمى متحركة» (ماريونيت) أي دور كيفما كان نوعه يسندوه لنا. نحن فنانين لنا روؤنا، التي تحتاج إلى مخرجين جد متفهمين، يسندون الأدوار المناسبة والدقيقة للشحض والممثل المناسب، مثلا أن يقول مخرج ما، «هذا الدور سيعجبك يا مروازي» وليس «خذ هذا الدور وإلعبه». فأنا، حاليا، أقوم بكاستينغ (اختيار) السيناريوهات التي أريد المشاركة فيها، مثلما يقوم المخرجون بكاستيغ الممثلين. فالممثل له كامل الحق في اختيار السيناريو الذي سيشتغل عليه والمخرج الذي سيشتغل معه، وحتى بالنسبة للممثلين الذين سيعملون إلى جانبه. ستقول لماذا كل هذا؟ سأجيب إنه لدينا (الممثلون) صورة ينبغي الحفاظ عليها، وعدم قبول أي شيء قد يسيء إليها. لهذا تلاحظون أنه منذ ثلاث سنوات لم أشارك في أي عمل درامي كممثل. { هذا الموقف الصارم الذي يتجسد في اختيار الأدوار التي تتقمصها، يجعلك تشكل استثناء إلى جانب حالات أخرى في عالم الدراما المغربية، وقد يضر بك خصوصا وأن عروض العمل في السوق الدرامي الوطني ليس بتلك الكثافة التي تسمح بالاختيار؟ سأقول شيئا مهما في هذا الإطار، فحتى لو اشتغل الممثل المغربي في جميع الأعمال الدرامية المعروضة، فإنه لن يستطيع توفير وسائل عيشه بالشكل المطلوب، لسبب بسيط هو أنه ليس هناك احتراما كاملا للممثل المغربي. أين يطرح المشكل إذن في هذا الصدد. الجواب يحتاج إلى مناظرة. أما بالنسبة إلي، فإني أشعر بإحساس جيد، والحمد لله (je suis bien dans ma peau)، أشارك في أعمال تلفزيونية و سينمائية التي أريد، وحين تعرض عليَّ أعمال ما، أدرسها وأناقشها.. باختصار هي مسألة جمهور. أريد احترام جمهوري، وهذا نابع عن قناعة ذاتية. { هل هذا يدل على توصلك بسيناريوهات ليست في المستوى؟ ليست في المستوى فقط، بل إنها «زبالة». { وهل تم إخراجها تلفزيونيا وسينمائيا؟ أكيد، ولن أشارك في مثيلاتها، وأتحدث هنا عن التلفزة والسينما. إني أحترم الجمهور، وفي مناسبات عديدة لم يكن الدور المسنود إلى سيئا، ولكنه تبين لي أنه لا يناسبني ولن أستطيع تقمصه، إذ غالبا ما يقول لي المخرج هذا الدور مخصص لك يامروازي، وعندما أطلع عليه أستخلص أنه ليس بمقدوري إعطاء أية إضافة فيه. باختصار أنا لست ممثل دمية.. أنا من الممثلين الذين لابد من أن تقنعهم أهداف ورسالة الأدوار التي يجسدونها. { من هذا المنطلق ما الذي جذبك إلى الدور الرئيس في المسلسل «الغريب» الذي تبثه قناة «الأولى» حاليا؟ إنه حلم. إنه فكرة راودتني منذ مدة، قمت فيه بإدارة الإنتاج وبعملية التمثيل. والفكرة في الأصل جاءت من فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للاذاعة والتلفزيون، الذي كان يطمح ويريد أن تكون هناك فانطازيا تلفزيونية جميلة تتوفر على جميع قواعد هذا النوع الدرامي التلفزيوني تروق للمشاهد.. فوجدنا الفكرة وعثرنا على السيناريو المناسب. وكل عمل كنا نبادر به في هذا الصدد كان باستشارة مع فيصل العرايشي الذي كان متحمسا لهذا العمل. { بحكم الرابطة الزوجية، هل كان لك وقع وتأثير على الفنانة سناء عكرود للتحول إلى مجال الإخراج..؟ سناء عكرود لها حياتها الخاصة، وممثلة معروفة، وحلمها الذي كان يراودها منذ فترة طويلة حققته بدون مساعدتي في تنفيذ الانتاج، حيث كانت تسعى لإخراج بعض سيناريوهاتها، وكان لها ذلك في الفيلم التلفزي «الفصول الخمسة»، الذي كان لي الشرف أن أشارك فيه كممثل بدون مساعدة في الإنتاج.