إيمان المشرفي ممثلة مغربية شابة وواعدة، خريجة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط عام 2008، مثلت في فيلم تلفزيوني بعنوان»القضية 5» لنور الدين الخماري، وفي فيلم قصير « سكيزومانيا» ليوسف بريطل، وحاليا، تلعب دور البطولة في فيلم « الموت للبيع» لفوزي بنسعيدي الذي يصوره هذا الأسبوع في مدينة الدارالبيضاء بعدما انتهى من تصوير العديد من مشاهده في فضاءات مدينة تطوان. التقينا بإيمان في تطوان، وكان لنا معها هذا الحوار ماهي الأعمال المسرحية أو السينمائية التي اشتغلت فيها بعد تخرجك من المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط؟ تخرجت من المعهد منذ سنة ونصف تقريبا، وبعد الدراسة والتداريب، عملت في فيلم قصير» سكيزومانيا» ليوسف بريطل، و»القضية 5» لنور الدين الخماري، اتجهت إلى متابعة دراستي في مجال يتعلق بكيفية إنجاز مشروع سينمائي أو مسرحي أو له علاقة بكيفية تدبير المهرجانات، وهذه الدراسة تخول للمرء أن يكون على دراية بجوانب لها ارتباط بالماركتينغ والحقوق وكيفية التعامل مع الناس في إطار ثقافي، وهذا يضيف أشياء الى ما تعلمته ويزودني بمعلومات لم نتلقاها في المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط. وعندما سأنتهي من الدراسة في شهر يوليوز المقبل سأسافر إلى الخارج لدراسة الإخراج. تلعبين دور البطولة في فيلم فوزي بنسعيدي « الموت للبيع». هل بوسعك الحديث عن دورك في هذا الفيلم الذي صور في تطوان وسيصور في الدارالبيضاء؟ كيف عشت أجواء تصوير الفيلم في تطوان، وكيف كان تعامل فوزي بنسعيدي معك؟ قبل اختياري لهذا الدور كان هناك كاستينغ طويل وصعب، ذلك أن المخرج فوزي بنسعيدي كان دقيقا في عمله، يريد الشخصيات مثلما تصورها في مخيلته، وكما رسمها في السيناريو الذي كتبه، مما ترتب عنه انتظار، وإقصائيات، وقد تقدم الكثيرون لذلك، لكن المخرج كان يريد دورا دقيقا كما تخيله، لم أكن متأكدة أنه سيختارني لدور « دنيا» بعد انتظار طويل والذي أعتبره أول دور بطولة لي في السينما المغربية. في حقيقة الامر، أنا جد سعيدة لأنني أشتغل مع فوزي بنسعيدي، مخرج جاد وجيد جدا، يتعامل مع الممثلين باحترافية ويعطيهم الفرصة للإبداع، وتحس في غضون العمل معه بالارتياح، لا أعرف، حقيقة، كيف أفسر لك ذلك، أنت حضرت معنا بعض مشاهد التصوير ورأيت كيف يتعامل داخل البلاتوه ، إنه يضع ثقته في الممثل، والتصوير في تطوان كان جيدا جدا، والكل اشتغل بشكل طبيعي سواء الممثلين أو التقنيين. هلا حدثتنا عن دورك في فيلم « الموت للبيع»؟ سننتقل بعد استكمال التصوير في تطوان إلى مدينة الدارالبيضاء لإكمال تورناج الفيلم لمدة أربعة أسابيع على وجه التحديد. أما بالنسبة لدوري، فأنا ألعب شخصية « دنيا» في الفيلم، إنها شخصية مركبة ومعقدة، لديها العديد من الأوجه، لا أريد أن أتكلم عن الفيلم بالكامل، إذا تكلمت عن دوري لن يكون مفاجأة، هي شخصية امرأة تقع في غرام مالك( يلعب دوره الممثل فهد بنشمسي)، ثمة بينهما علاقة حب معقدة جدا، إنها قادمة من وسط آخر مختلف عن وسط مالك، وتحتاز عقلية متغيرة، لديها حركات استثنائية في جلستها، إنها حكاية عن قصة حب معقدة جدا في الفيلم، وكفى. هناك ممثلات مغربيات وافقن على لعب أدوار في السينما مثل دور الممثلة سناء عكرود في فيلم « احكي ياشهرزاد» للمخرج المصري يسري نصر الله، وقد أثير حول هذا الدور الكثير من الانتقادات، وهناك من أثنى على الدور لأن الأمر يتعلق بعمل سينمائي فني، أو بسيناريو، لكن ثمة من يرى أن مثل هذه الأدوار لا تسند إلا للممثلات المغربيات ويوافقن على ذلك. مارأيك كممثلة في هذا الموضوع؟ مهنة الممثل تحتم عليه أداء أدوار مختلفة. بالنسبة لسناء عكرود أو غيرها من الممثلات المغربيات مثلن في أفلام، وذكر أنهن تجاوزن الخط الأحمر. أقول إنني ضد هذه الفكرة، الممثلة تؤدي دورا من الأدوار، وهي التي بإمكانها أن تقبل أوترفض وليس الآخرين، أعرف أن الجمهور المغربي لايقبل هذه الفكرة، يتصور أن الممثلة التي لعبت دور عاهرة هي عاهرة أو التي لعبت دور خادمة هي فعلا خادمة، وكذلك الأمر بالنسبة للممثلين الرجال، هناك تصنيف قبيح، ليس هناك تفريق بين الممثل والشخصية التي يلعبها. لماذا يتقبل الجمهور المغربي أدوار ممثلين فرنسيين وأمريكيين ومصريين ولا يتقبل دورا قامت به سناء عكرود في فيلم مصري؟ هذا شيء غير عادل. التمثيل مهنة كأي مهنة أخرى، إلا أنه مهنة صعبة. أنا أحيي ممثلات قمن بهذه الأدوار لأنهن يمتلكن الجرأة مثل (بلحلوفي) في فيلم « حجاب الحب» وسناء في فيلم « احكي ياشهرزاد». كيف تنظرين إيمان لواقع السينما المغربية في الوقت الراهن سواء على مستوى الإخراج أوالتمثيل والتقنيات والدعم، وغير ذلك؟ قبل ذلك، أود أن أضيف شيئا؛ دوري في فيلم « الموت للبيع» لفوزي بنسعيدي ليس دورا جريئا، نحن نحكي سينمائيا واقعنا المغربي، لكن جزءا بسيطا من هذا الواقع بالمقارنة مع حقيقة المغرب الذي نعيش فيه. وبخصوص السينما المغربية أرى أنها تطورت كثيرا خلال السنوات الأخيرة سواء على المستوى التقني أو الصورة التي أصبحت جميلة. ثمة أيضا دعم مهم وتشجيع للممثلين والمخرجين الشباب. شيء واحد ينقصنا في المغرب هو كتاب سيناريو. هل تفكرين في التمثيل بالمسرح والتلفزيون بعد الانتهاء من تصوير هذا الفيلم، وهل عرضت عليك أعمال في هذا الإطار؟ بصراحة، عرضت علي أعمال تلفزيونية، وفي السينما، وكذلك في المسرح، لكن عندما تخرجت أردت التوجه إلى السينما، وأريد المزيد من التعلم عما أخذناه من دروس وتداريب في المعهد، ولم يكن لدينا الحق في التمثيل أثناء فترة الدراسة هناك، وإلا كان سيكون مصيرنا الطرد، أقول لك عرضت علي أدوار ورفضتها، لأنه إذا لم يرقني عمل لاأقوم به. اقترحت علي سيتكومات وإشهارات، أنا أختار، حقيقة، الدور الذي يدفعني إلى الأمام، وبعد عملي مع فوزي بنسعيدي سأدقق كثيرا في اختيار أدواري المستقبلية، شيء آخر، إذا راقني الدور، والسيناريو، وطريقة تعامل المخرج سأشتغل فورا في الفيلم. هل من كلمة أخيرة؟ أتمنى أن يعجب فيلم « الموت للبيع» الجمهور المغربي، لأنني مغربية، ولو أن جمهورنا لايرحم. وأتمنى أن أشتغل في أعمال أخرى للمخرج المبدع فوزي بنسعيدي.