احتضنت مدينة المحمدية قبل أيام قليلة، أيام 24،25 و26 أبريل2009" الماضي أنشطة الدورة الثالثة للمهرجان الدولي للفيلم القصير، وعرض في المهرجان عشرون فيلما قصيراً، جاءت من: إيطاليا، الفلبين، سويسرا، تونس، مصر، الإمارات العربية المتحدة، الجزائر، الأرجنتين، الصومال، الهند، لبنان، روسيا، الولايات العربية المتحدة، رومانيا، إسبانيا، بلجيكا، هولندا، فرنسا، أستراليا ،والمغرب البلد المنظم لهذا المهرجان. وتم في المهرجان تكريم الفنان المغربي صلاح الدين بنموسى، وهو من مواليد 1945 بالدار البيضاء، خريج المعهد الفني البلدي بالدار البيضاء، أستاذ ومدير سابق للمدرسة الوطنية للموسيقى، والفنون الدرامية التابعة لوزارة الثقافة، وقد شارك في العديد من المسرحيات والأفلام التلفزيونية والسينمائية المغربية والدولية"حورية"الجزائر ومن الأفلام التي عرضت الفيلم الجزائري "حورية" الذي طرح مشكلة الإغتصاب وآثاره على الضحية، وكذلك على الوسط الاجتماعي، وقد مثلته الممثلة رانيا سيروتي، وقد عرض الفيلم في الشهور القلية الماضية في عدة مدن فرنسية، وهو من إخراج محمد يرقي، والفيلم قياس 35 ملم، وقد كانت جولة الفيلم السابقة، في فرنسا في إطار اتفاقية جزائرية فرنسية في المجال السينمائي، تحمل شعار الضفتان، وتجدر الإشارة، إلى أن الفيلم القصير حورية، الذي شارك فيه عدة ممثلين، ومن بينهم "ليندة سلام"، و"العربي زكال"، أنتج في إطار مهرجان "الجزائر عاصمة الثقافة العربية2007" وهو يروي في 26 دقيقة، من عمره الزمني، قصة حورية، وهي إحدى ضحايا العنف في الأحداث التي عاشت الجزائر مآسيها في السنوات الأخيرة. ويذكر أن الممثلة رانيا سيرتوي التي قامت بدور "حورية" نالت جائزة أحسن دور نسائي، بمهرجانالتاغيت الذهبي للفيلم القصير، في الاحتفالية الأولى للمهرجان سنة 2007 . "المشروع "التونسي ومن الأفلام الأخرى التي عرضت في المهرجان ونال اهتماماً وعالج مسألة الضياع الأسري والاجتماعي، فهو فيلم التونسي وقد كانت له إشارات فنية وفكرية وسياسية مؤثرة، وقد تبدت في الفيلم مجتزئات ونرجو أن لا يكون مقص الرقيب قد تدخل، وأن تلك المجتزئات، والجمل الناقصة قد جاءت بسبب التقنية المستخدمة في صناعة الفيلم! وفيلم "المشروع" للمخرج التونسي الشاب محمد علي النهدي يثير قضايا مسكوتا عنها في تونس لا سيما موضوع الرقابة. ويتناول الفيلم وهو فيما يبدو باكورة الأعمال السينمائية لمحمد علي النهدي قضايا متنوعة سياسية واجتماعية وأخلاقية، وثقافية من خلال طرح يوميات الشاب "سامي شهر" الملقب ب"الباكستاني"، وهو شاب عاطل عن العمل وبسبب ظروف وأجواء الفقر، والتمزق العائلي، التي يعيشها الرجل داخل أحد الأحياء الشعبية بالعاصمة تونس، حيث تؤدي به، كل هذه الأجواء، والظروف إلى الجريمة. لقد تناغمت حركة عدسة، الكاميرا مع ما يطرحه المخرج بإيقاع سريع لمشاكل معقدة يتعرض لها الشباب في تونس، مثل حمل السلاح بين الأغنياء وتفشي الجريمة في الطبقات الفقيرة، ويدرس متمعنا في طرائق عيش متدنية، يتفشى بين أفرادها العنف، وعدم التلاحم الأسري، وعقوق الوالدين. ولكننا نكتشف في نهاية فيلمه "المشروع" حقيقة المشروع الخاص بالمخرج! وهو تقديم كل هذه الدراسات التصويرية لخبايا المجتمع التونسي، لأجل هدف الحصول على دعم مادي لفيلمه، من وزارة الثقافة التونسية، لانجاز الفيلم وتسديد الديون التي عليه، لكن تتفنن اللجنة الحكومية بوضع الشروط عليه لتحرمه من الدعم المادي الذي يطلبه، قد صنع فيلماً يقوم على الطرافة والمفارقة، وقام ببطولة الفيلم، الممثلون، سيف مناعي، ونعيمة الجاني، وصلاح مصدق، ومحمد حسين قريع، وتوفيق العايب، وقد وجد عند جمهور مدينة المحمدية صدى طيباً. "الحكم"و"ذلك الذي لم أعرفه أبدا" ومن الأفلام الأخرى التي لم تخل من متعة جمالية وعمق فكري، الفيلم الإيطاليالحكم الذي تطرق فيه المخرج إلى الممارسات الإجرامية، التي يتعرض لها "الحكام" أثناء البطولات الكروية، لأجل ضمان عدم حيادهم، في المباريات لصالح هذا الفريق أو ذاك، والفيلم والروسي، ذلك الذي لم أعرفه أبدا؛ الذي طرح أسئلة فلسفية عميقة، حول الإنسان، وشيخوخته، وإحساسه بالوحدة. وهذا الشعور الغامر بالذات، وصراعها، مع الفراغ والرغبات المكبوتة هو الذي ركز عليه الفيلم الإماراتيمرايا الصمت الذي تميز بتقنيات عالية في الإخراج والتصوير. "مرايا الصمت" من الأمارات وهو من إخراج "نوّاف الجناحي"، وقد حاول فيه رصد الصمت والعزلة في حياة الإنسان العربي، وبطله يعيش في زمن العولمة، فهو في صراع دائم مع الصمت، والعزلة، والفيلم روائي قصير، ويشكل انعطافة بصرية لما في تاريخ السينما الإماراتية السابقة من أفلام. وكذلك جاء الفيلم الفلبيني سالينغ بوزا معبراً من خلال معالجته لموضوع الطفولة، ونظرة الطفل لعالم الكبار، الذي يتصف بالشدة، وأحيانا بالقسوة المفرطة. وقد شارك بنجاح الفيلم المغربيايزوران للمخرج الشاب العلوي الذي جمع بين الحكاية والحلم بالعودة للجذور من خلال قصة فتاة تعود مع أبيها من الخارج إلى القرية، وتشل بسبب حادثة سير.