تعرض القناة الثانية "دوزيم"، العرض ما قبل الأول للفيلم التلفزيوني الجديد "الفصول الخمسة"، للمخرجة والممثلة سناء عكرود، يوم الاثنين 21 مارس بالدارالبيضاء ابتداء من السابعة مساء. وأفاد بلاغ للقناة الثانية، أن العروض ما قبل الأولى، التي دأبت القناة على تنظيمها أخيرا، تدخل في إطار دعمها وتشجيعها للإنتاج السمعي البصري الوطني، وكذا الاحتفاء بمختلف الفنانين والمبدعين المغاربة، على جهودهم المبذولة للنهوض بالدراما المغربية، التي باتت تحقق نسبا عالية من المشاهدة، ما أهلها لمنافسة الأعمال الدرامية الأجنبية، كما أنها تسعى من خلال هذه العروض إلى ربط جسر التواصل بين الفنانين والإعلاميين، الذين يمثلون مختلف وسائل الإعلام الوطنية. ومن المنتظر أن يجري عرض الفيلم، الذي ينتمي إلى صنف الدراما الاجتماعية، وهو أول تجربة في الإخراج التلفزيوني لسناء عكرود، على شاشة القناة الثانية، مساء يوم 25 مارس الجاري. ويستعرض الفيلم، الذي تبلغ مدته 90 دقيقة، من خلال عنوانه "الفصول الخمسة" حياة الإنسان، الذي يعيش أحداثا متناقضة تماما كفصول السنة الأربعة، التي يتميز كل منها بخصائص معروفة، ففصل الخريف يرمز إلى انتهاء دورة حياتية وبداية أخرى، بينما يرمز فصل الشتاء، ببرودته وكآبته، حسب مخرجة الفيلم، إلى الموت، في حين يعلن فصل الربيع المعروف بدفئه وزهو ألوانه ومفاجآته غير المتوقعة، عن حلول موسم الحب، ليحل بعده فصل الصيف المعروف بموسم المحاصيل وجني الثمار والإجازات، في إشارة إلى الفرح والسعادة بعد المعاناة والتعب، أما الفصل الخامس الذي أضافته عكرود إلى الفصول المعروفة فيرمز، حسب المخرجة، إلى الفصل الذي يجب أن يصنعه الإنسان ذاته من خلال تحديد مصيره وتحمل مسؤولية اختياره لحياته بكل شجاعة. انطلاقا من هذا التوظيف الفني لفصول السنة، الذي اعتمده العديد من المبدعين، (مخرجين، وشعراء، وتشكيليين، وموسيقيين)، من أبرزهم الموسيقار الإيطالي أنطونيو لوسيو فيفالدي، الذي اشتهر ب"كونسيرتوهات" الفصول الأربعة، والموسيقار العربي الراحل فريد الأطرش، الذي اشتهر برائعته "الربيع" التي صورها في أحد أفلامه المعروفة، تسرد عكرود حكاية ثلاث شقيقات (خديجة، هند، وحنان) اللواتي يعشن حزنا عميقا، وصراعا نفسيا مؤثرا، جراء وفاة والدهن المفاجئ. في الوقت الذي تتولى الشقيقة الكبرى "خديجة"، التي كرست حياتها لوالدها وشقيقتيها، زمام الأمور بشجاعة وصبر قل نظيره، تدخل الشقيقة الوسطى "هند" التي لا تستطيع إخفاء غضبها وثورتها على ظلم القدر الذي اختطف منها والدها، في صراع مع "خديجة"، تحاول من خلاله كل واحدة فرض رغبتها على الأخرى. وسط هذا الصراع تقبع الشقيقة الصغرى "حنان" المصابة بالعمى والمحبة للموسيقى، في استكانة، معلنة ثورة مكتومة ضد كل شيء، حتى كمانها، الذي كانت تعبر من خلاله عن أدق مشاعرها، لتغوص في عتمة أشد حلكة بعد فقدان الأب، الذي كان يمثل لها كل شيء في الوجود. مع توالي الأحداث، يرحل فصل الشتاء، حاملا معه برودته وغيومه الرمادية الداكنة، المترعة بالفواجع والأحزان، تاركا المجال لبزوغ شمس دافئة، تعلن عن حلول فصل الربيع المعروف بألوانه الزاهية وروابيه الخضراء المزهرة، التي تغري الشقيقات بدخول تجربة العشق، التي ستمهد لقطيعة نهائية مع كل الفواجع والأحزان التي عشنها، والانخراط في حياة جديدة اخترنها بمحض إرادتهن. بهذا الفيلم، الذي يؤدي أدواره الرئيسية كل من فاطمة الزهراء بناصر، وماجدولين الإدريسي، وسكينة لفضايلي، ومحمد مروازي، ومراد الزاوي، وعبد اللطيف شوقي، وسعيد أيت باجا، وحميد نجاح، وغيرهم، تكون سناء عكرود دخلت عالم الإخراج التلفزيوني، بعد نجاحها كممثلة في العديد من الأعمال الدرامية، التي كان آخرها "العقبا ليك"، وبعد تجربتها الأولى في الإخراج السينمائي من خلال فيلم "أعطني الناي وغني" الذي أدت بطولته الفنانة لطيفة أحرار، وتتمحور أحداثه حول الضغوط التي يعيشها الممثل، الذي يفقد حريته مباشرة بعد تحقيقه الشهرة، لأنه باختصار شديد يصبح ملكا للجميع.