«السيد الوزير المحترم ، إثر وعكة صحية ألمت بأبينا المرحوم اللويزي عبد السلام ، عشية الخميس 29مارس 2012 ، اصطحبنا أبانا -ماشيا على قدميه - إلى أحد أطباء الطب العام ، الذي بعد أن لم تنفع وصفة الدواء التي أمر الأب بتناولها ، أشار علينا بالتوجه إلى المستشفى الجامعي ، وحوالي الساعة الخامسة من مساء نفس اليوم ، كنا جميعا بالمستشفى المذكور ، ويا ليتنا ما كنا ، لأن ما شاهدناه من فظاعات ، بأم أعيننا يفوق كل وصف؟؟ حراس أمن خاص هم أقرب إلى فيدورات علب الليل ، منهم إلى حراس أمن بمستشفى جامعي يتواجدون بأعداد كثيرة ، في كل المصالح ، وفي كل الممرات ، وكل المكاتب ، يأمرون وينهون ، حسب ما يمليه عليهم مزاجهم العدواني ، كلمة «ممنوع « تسبق عندهم رد السلام . والويل كل الويل ، لمن حاول أن يحاجج أو يدلي برأي مغاير لما أفتوا به ، فعضلاتهم المفتولة بالمرصاد ، لا يفرقون في ذلك بين مريض يطلب علاجا وشفقة ، وبين أهل المريض ممن صاحبوا ذويهم . « يقول الأستاذ اللويزي إدريس في رسالة أرادتها العائلة مفتوحة الى وزير الصحة ، مضيفا «أصبحت خائفا على نفسي ، وأنا أساعد المرحوم أبي على إجراء بعض التحليلات والفحوصات نظرا لما كنت شاهدا عليه من تنكيل وسب وإهانات ، تطال المرضى ، وذويهم على يد هؤلاء الحراس الغلاظ الشداد ، حيث الضرب بالعصي والركل والتطويح بالمرضى وأهليهم إلى الخارج .. « - يقول الأستاذ اللويزي إدريس ابن المرحوم - وقد بقينا عرضة للإهمال ، وانعدام الإحساس بالمسؤولية ، وموت الضمير المهني ، حيث ولا أحد من مسؤولي الإدارة موجود. كما أن الأطباء الذين كانوا ، على قلتهم ، صار بعضهم يقذف بنا لدى الآخر ، في دوس تام على «قسم ابقراط» إلى أن طلب منا حوالي الساعة الثانية من صباح الجمعة 30مارس 2012 ، أن نجري على الأب فحصا بالسكانير، وهو الطلب الذي نفذناه في الحال ، طمعا في أن يحظى المرحوم ببعض العناية ، خاصة وأن الرجل الذي دخل المستشفى راجلا ، يتحدث ويضحك.. صارت حالته تقترب من مرحلة الحرج بفعل ما لاقاه، ونحن معه من إهمال ومعاملة لا إنسانية . لكن الصدمة كانت أكبر، لما لم نجد أيا من الأطباء ، يستقري السكانير ويفك رموزه .وتحت إرهاب « فيدورات « المستشفى الجامعي ، غادرنا المستشفى ، على أساس الرجوع عند الصبح. وحوالي الساعة السابعة من صباح الجمعة30 مارس ، كان أحد أبناء المرحوم بباب المستشفى الجامعي ، يحمل معه أغطية وأكلا ، للأب الذي بات ليلته عاريا وجائعا ، لكن المنع كان هو الجواب ، ولما أصر الابن على أن يوصل الاغراض للأب ، كان نصيبه الضرب بالعصي والسلاح الأبيض ، ولولا الألطاف لتقطعت يده نصفين ، وهو يحاول إبعاد السكين عن وجهه . نعم ، حراس الأمن الخاص بالمستشفى الجامعي بفاس ، يحملون السلاح الأبيض ، ويعتدون به على ابن مريض طريح المستشفى ، أراد أن يدخل لأبيه غطاء وأكلا . ولم يكتفوا بذلك ، بل إنهم حاولوا تبرئة أنفسهم بإلصاق تهمة حيازة السكين للضحية . وتم اقتياده إلى الدائرة الأمنية وهو ينزف دما الى أن تدخلت العائلة وبعض الشهود ، ليخلى سبيله، ويحمل نفسه في اتجاه مستشفى الغساني لتلقي العلاج الذي ظل ينتظر به حتى ما بعد وفاة أبيه ، دون أن يحظى هو الآخر ولو بقطرة « من الدوا لحمر» فأحرى أن يخيطوا له الجروح العميقة بيده . أما الأب فقد ظل طريح المستشفى ، طيلة نهار 30 مارس ولم يجد طبيبا واحدا ، يقرأ السكانير، ولا الفحوصات، ويقوم بما يتطلبه الواجب لدى ذوي الضمائر الحية ! وبعد لأي ، وجدنا طبيبا في أول الظهيرة ، أبدى استعداده لإجراء العملية التي يتطلبها الوضع الصحي للأب - يقول الأستاذ اللويزي- منبها إيانا إلى أنها من اختصاص مصلحة أخرى ، تتوفر على التجهيزات الحديثة لإجرائها ، ومع ذلك فإن هذا الطبيب ، وفي غياب المختصين في المصلحة طالب ب « كود « العملية الجراحية ، من أجل الأداء . وهنا دخلنا في دوامة من العبث جديدة ؟؟ حيث صرنا كالكرة ، يتقاذفنا الطبيب الذي يطالب ب»الكود « والأداء كشرط لإجراء العملية ، وبين الإدارة التي تقول بأن الطبيب هو الذي يعين رمز العملية ، ودور الإدارة هو الفوترة فقط». يقول الأستاذ اللويزي ، والحزن يقطع قلبه ، في رسالة عائلته إلى وزير الصحة : « بين شرط الطبيب ، وتبرير الإدارة ، كان أبي يحتضر ، دون أن يشعر به أحد إلى أن فارق الحياة حوالي الساعة الرابعة بعد زوال يوم الجمعة 30 مارس 2012 دون أن تجرى العملية التي بتنا ، وأصبحنا ، وظللنا ننتظر ، ونطلب ، ونستجدي من أجل إجرائها ، ولا مجيب . فلماذا طلب منا إجراء الفحوصات والسكانير ، هل للذكرى أم للاغاضة؟ أم لاستنزاف المريض وذويه أم هي اللامسؤولية وانعدام الضمير التي تجعل أرواح المواطنين تزهق ، حيث أرادوها أن تنجو ؟ وختم السيد اللويزي إدريس رسالة العائلة بالقول : السيد الوزير المحترم إننا نتهم إدارة المستشفى الجامعي ، بسوء معاملتنا وإهانتنا ، كما باقي المرضى وذويهم ، بواسطة زبانيتها الذين تسميهم أمنا خاصا ،ونتهمها أيضا بقتل أبينا ، من خلال ما عرضته له من اهمال ولا مبالاة ، ولا مسؤولية ، ونطالبكم بفتح تحقيق نزيه ، يحمي دم أبينا من الهدر ، ويقي أرواح المغاربة من الإزهاق سدى وعبثا» . عزاؤنا لعائلة اللويزي في رزئها الجلل ، وانا لله وانا اليه راجعون.