ببهو المسرح الوطني محمد الخامس،نظم يوم الاثنين سادس وعشرون مارس من هذه السنة، حفل توقيع الإصدار الأول عن دار التنوخي للطباعة والنشر، للباحث والقاص أحمد لطف الله، تحت عنوان «رباب من بياض»،وهو من القطع المتوسط (في63 صفحة)، صمم غلافه الفنان والناقد التشكيلي بنيونس عميروش. تتفرع هاته الباقة القصصية إلى خمسة عشر نصا قصصيا هي كالتالي: رباب من بياض، لعنة، فصوص لطائفية، شريط النسيان، محنة البياض، سفور وحجاب، دمار المعنى، مسافة، ليلة السقوط، خيانة، بالأبيض والأسود، مؤامرات، تدبير الكلام، صبيحة السقوط، سيرة يد.وهي نصوص ألفت في الفترة الممتدة بين 1994 و2010. وقد تميز حفل توقيع رباب من بياض بحضور نخبوي،من كتاب القصة والفنانين وشخصيات من المجتمع والإعلام والنقاد على اختلاف مستوياتهم ومشاربهم الثقافية. استهل هذا الحفل الثقافي بكلمة القاص والباحث أنيس الرافعي،حيث تحدث عن الحضور القوي للمرأة في قصص أحمد لطف الله،وعن مدى استفادة هذا الكاتب من احتكاكه الدائم والمتواصل بالمجال الفني. أما الدكتور أحمد زنيبر، فقد ركز على دراسة النصوص القصصية للكاتب لطف الله بمقارنة سردية تلاحق تطور الأحداث ونمو الوعي لدى شخصيات هاته النصوص القصصية. الفنان والناقد الفني بنيونس عميروش من جهته، خصص مداخلته لرصد مكان تجليات الاشتغال اللوني في هذه الباقة القصصية وتفاعل الضوء كعنصر تشكيلي داخل اللغة القصصية،كما تتبع المسار الإبداعي للكاتب لطف الله منذ التسعينيات. وبدوره أشاد الناقد عمر العسري بهذه المجموعة القصصية التي هي نتاج تراكم إبداعي رصين غير متسرع. وختم القاص أحمد لطف الله هاته المداخلات بكلمة حيى فيها الجمهور المتنوع سواء الذي بالرباط أو الذي شد الرحال إليه من مدن مغربية أخرى و أتبعها بقراءة لنص «محنة البياض». إن النصوص القصصية للمبدع والباحث أحمد لطف الله شبيهة بالأفلام القصيرة، إذ يعتمد تقنية التقطيع، ويعمل على تكثيف المواقف والحالات بالشكل الذي يجعل القارئ مقحما في الأجواء والأحداث مع البناء الذي تحكمه اللغة البديعة والمنتقاة. في مجموعته القصصية»رباب من بياض»،اشتغل القاص بحس رفيع على البياض كأفق مفتوح يجعل الأشياء عالية واضحة،شفيفة باعتبار الأبيض رديف النور الذي يفضح العالم المرئي.في حين يقوم البياض عنده على وعي فني بمقصدية جمالية،حيث الأبيض يستوعب جميع ألوان الطيف،الألوان التي يوليها اهتماما بلاغيا ودلاليا وفعل الكتابة،استنادا إلى ثقافته الموصولة بالفنون البصرية،علما أن موضوع رسالته لنيل شهادة دكتوراه انصب حول العلاقة بين الرواية والتشخيص.